“أطياف ميشيل” جديد الكاتبة المغربية سمية البُوغافرية

تناغـَمَ إبداع سُمَيـّة بين أجناس مُختلفة، حتى أنه تعارض أحيانا في خصوصياته الأدبية: بين أدب الطفل الأكثر قصرًا ووضوحًا إلى القصة القصيرة ثم القصيرة جدا الأكثر غـُموضًا وتكثيفـًا وصولا إلى الأعمال الطويلة (جدا) روايات. قد يكون عملها الروائي الأول(زُليخَة) فتح لها شهيّة كتابة الرواية المعجونة برائحة التراب والمطبوعة ببصمات الأيادي المشققة بالطين اليابس في البوادي، وآهات الناس ومحنهم مع مشقة الحياة في الريف كـ (منطقة أوجهة) لها خصوصيتها أو الأرياف المغربية في عموميتها، وإذا نحن ركزنا على نون النسوة هنا بحكم أن سمية البوغافرية الروائية كانت ميالة دائما منذ انطلاقتها الإبداعية إلى الدفاع عن المرأة والطفل بشكل أكبر، كما تجلى ذلك في روايتها الأولى زليخة (2011) التي أبانت فيها عن نية أخرى غير قصصية وميول روائي فاضح، بل كان هذا الميول أكثر وضوحا في مجموعتها القصصية: (رقص على الجمر) وهو عمل قصصي ينتمي في ظاهره إلى الفعل القصصي الطويل الذي سيتجلى أكثر مع باكورتها الأولى(زليخة). الرواية الأخيرة وسمتها سمية بعنوان إفرنجي لأغراض هي تعرفها: أطياف ميشيل، وهي رواية يمكن وصفها بالحجم الكبير، لأنها تقع في أكثر من 350 صفحة، جاء هذا العمل الروائي بعد (13) عنوانا يتوزع بين الرواية والقصة بنوعيها وأدب الأطفال، وهي صادرة في طبعتها الأولى عن مطبعة طوب بريس للطبع والنشر- الرباط، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، أثث لوحتها ريشة الفنانة التشكيلية السعودية ختمة السهل التي أقفلت في عملها الفني باب التأويل، فجاءت اللوحة على هيئة أطياف نسوية تناغم في شكل جماعي وجميل مع بعضها البعض في واجهة الكتاب الأمامية.

 إدريس الواغيش

Related posts

Top