أغمات: تجاوزات في تدبير الشأن المحلي

تدبير الشأن المحلي بأغمات إقليم الحوز، لا شيء تغير فيه على مستوى الإصلاحات، اللهم النفخ المتواصل في فصول ميزانيات التسيير والتلاعب بمالية الجماعة بدون حسيب أورقيب. فإذا قمنا بنظرة خاطفة على ميزانية التسيير، وتفقدنا واقع الحال اليومي لأغمات البئيس بمرافقها إن كان هناك شي من هذا القبيل، سنقف لا محالة على تناقض واضح وضوح الشمس في واضحة النهار. إن المبالغ المالية المرصودة بالميزانية يفندها الوضع المعاش في ظل غياب أدنى تصور لإخراج الجماعة من دائرة القوقعة المفروضة عليها منذ عقود خلت وهي مدة طويلة، لم تحصد المنطقة من ورائها سوى المزيد من الانتظار، واعتبار الساكنة مجرد محطات انتخابوية ليس إلا. ومما يؤسف ويحز في النفس أن من أوكلت لهم مهمة السير بالجماعة نحو الأفضل، يغردون خارج سرب الحداثة بكل ما يحمله ذلك من تغييب لعنصر التفاعل والتشارك وتحقيق التنمية المحلية، حيث هناك أخذ بلا عطاء وصدى بلا صوت، مما يصدق عليه المثل القائل “أسمع جعجعة ولا أرى طحينا”. إذ لاشيء يذكر غير الشعارات الاستهلاكية الفضفاضة بدل العمل الجاد الذي لا تخفى نتائجه الملموسة على أرض الواقع، ففي وقت ينتظر فيه الجميع الحديث عن الحصيلة والمنجزات التي تم تحقيقها لفائدة الساكنة، يأبى الرئيس الجديد القديم، إلا أن يتشبث بتقاليده المألوفة والكامنة بالأساس في نهج سبل تفوح منها رائحة النفخ في فصول ميزانية التسيير خاصة الجزء المتعلق منها بالمصاريف وهذا أسلوب لا يمكن تفسير ماجاءت به ميزانية الرئيس من أرقام يكتنفها الغموض، فهناك على سبيل المثال لا الحصر رمز الميزانية 14-10-10-10 المتعلق بمصاريف تنقل الرئيس والمستشارين داخل المملكة باعتماد مقبول لسنة 2015 قدره 35000.00 درهم، و4000.00 درهم، كاعتماد مقترح لسنة 2016 لينتقل إلى رمز آخر بالميزانية 41-40-20-10 المتعلق بمصاريف التنقل داخل المملكة بمبلغ مالي قدره 25000.00 درهم، كاعتماد مقبول لسنة 2015 و3000.00 درهم كاعتماد مقترح لسنة 2016 علما أن المصالح الخارجية لأغمات تبقى محدودة.
فحتى الحضور لمراسيم حفل الولاء أثناء الاحتفال بعيد العرش المجيد مرة في السنة لن يتطلب هذا المبلغ الصاروخي علما أن للرئيس سيارة خاصة من نوع 4*4 لا تتحرك إلا ناذرا.. وما دمنا بصدد الحديث عن التنقلات نود أن نشير إلى أن شراء الوقود والزيوت يكلف ميزانية الجماعية 150000.00 درهم، إذ كنا نعلم بالعدد المحدود لوسائل الجماعة والذي يتعدى سيارتين واحدة للرئيس وثانية لنائبه الأول وجرار لنقل الأزبال يتم استغلاله مرتين اثنتين في الأسبوع، أما السيارتان المذكورتان فتخضعان لاستغلال عشوائي وخارج المجال الترابي لعمالة الحوز،  بحيث تراها أمام المقاهي بالمدينة الحمراء وبالقرب من الأسواق الممتازة وتارة لقضاء المآرب الخاصة في زمن تبذل فيه مجهودات لترشيد النفقات، أما المبلغ المخصص للباس الأعوان والمستخدمين والقائل بـ 6000.00 درهم، فلا ينطبق على مستخدمين وأعوان لا يتوفرون على بذلة المصلحة وحتى لا تفوتنا الفرصة نود أن نتحدث عن رمز الميزانية 21 – 20 – 20 – 30 المتعلق بما أسماه الرئيس المستحقات التي بقيت بدون شرح أو توضيح لمبلغ مالي قدره 450000.00 درهم كاعتماد لسنة 2015 و400000.00 درهم كاعتماد مقترح لسنة 2016 أي بنقصان 50000.00 درهم؟؟.
إنه غيض من فيض ضمن ميزانية تتم المصادقة عليها من قبيل الأغلبية العددية لحاجة في نفس يعقوب بدون استفسار أو مناقشة، وهذا ليس بغريب، ما دامت هناك الأيادي جاهزة للتصويت والموافقة والقرائح بارعة في ترديد سمفونية “كولو العالم زين” .. ليبقى دور الرئيس منحصرا على بعض التدخلات الشخصية لتسهيل بعض الحاجيات العادية للمواطنين، بما فيها عقود الازدياد والمصادقة على الوثائق الشخصية، أما الجهة الوصية فلا يتعدى دورها دور المتفرج العاجز عن تحريك ساكن بالرغم مما توصلت به من شكايات في هذا الموضوع، إلا أن هناك آذان صماء، فهل بهذا السلوك سنعمل على توطيد أسس المفهوم الجديد للسلطة الذي ناد به عاهل البلاد والذي يعني فيما يعنيه تقديم خدمة جيدة للمواطن وللدولة على حد سواء.
في ظل ما تمت الإشارة إليه، فإن هناك شكوكا ومخاوف وسط الأغماتيين خاصة وأن جماعتهم تبقى خارجة عن أية محاسبة أو مراقبة، عكس جماعات مجاورة لأغمات قد شهدت توافد لجان للتفتيش. لهذا وذاك فالرأي العام المحلي ينتظر بشغف حلول لجنة لافتحاص مالية الجماعة لضبط شؤون هذه الأخيرة خاصة في ما يتعلق بالجانب المالي وذلك تحت ضوء الإصلاحات الإدارية التي شهدتها بعض المجالس المنتخبة.

Related posts

Top