«إسبانيا والصحراء»

> عادل غرباوي

 قال الكاتب محمد سبى، إن كتابه “إسبانيا والصحراء 1975-1934، دراسة تاريخية واجتماعية” الصادر عن منشورات مركز الدراسات الصحراوية، يناقش إشكالية أساسية لا زالت لم تلجها أقلام الباحثين المغاربة، حيث يمكن أن نلخصه في ثلاثة أجزاء، أولاها في علاقة المجتمع المحلي بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب  في ظل تواجد الاستعمار الاسباني بالمنطقة، وثانيها خصوصية المستعمر الاسباني، ختاما بردود فعل المجتمع المدني المباشرة وغير المباشرة المتجلية في مقاومة الاستعمار.
 وأضاف في لقاء عقد في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بقاعة فاطمة المرنيسي، أن الاستعمار في منطقتي الساقية الحمراء وواد الذهب هو قديم ومتأخر في نفس الوقت حيث يعود إلى النصف الثاني من القرن 19 مع ظهور الحركة الأفريقانية الاسبانية التي مثلتها جمعيات جغرافية شركات صيد تجارية وجمعيات.
 وأشار سبى، أن هذا التيار (الحركة الأفريقانية) تأسس فكره على أن إسبانيا يجب أن تحصل على مشروع استعماري  بديل في شمال إفريقيا بالخصوص في المغرب، بعد الخسارة التي تكبدها الاسبان في أمريكا اللاتينية والفلبين، ومن هنا يمكن القول إن المشروع الاستعماري لكل من منطقتي الساقية الحمراء وواد الذهب بدأ في نهاية القرن التاسع عشر.
 وأوضح ذات المتحدث، أنه من الفترة الممتدة من 1884 إلى 1934 كان لهذا الاستعمار طابع رمزي بالأساس، حيث تميزت هذه المرحلة بتصاعد عمليات المقاومة ضد المستعمر الفرنسي في شمال موريتانيا وفي المغرب للمقاومة التي تزعمها ماء العينين.
 وأكد الكاتب محمد سبى في تقديمه لكاتبه “إسبانيا والصحراء”، أن الاستعمار الاسباني بقي حبيسا في شواطئ المنطقة، نتيجة قوة المنافس، مضيفا أن الواقع الاستعماري في منطقتي الساقية الحمراء وواد الذهب سيتغير بحلول 1934 حيث تمكن المستعر من الإحاطة بالمقاومين ومن إحكام قبضته والتي ستمتد إلى 1975 والتي عرفت تنظيم المسيرة الخضراء.
 وبخصوص متن الكتاب، أوضح سبى أن المستعمر الأجنبي سنة 1934 سارع بالانطلاق من السواحل نحو مجموعة من المراكز الداخلية العسكرية في منطقة السمارة وبير كندوز وطانطان والمسيد في مرحلة سميت بفترة الاستعمار الرمزي، حيث أن العديد من الكتابات الاسبانية الصحافية استغربت من الجدوى من استعمار اسبانيا لمنطقة جرداء.
 وسارعت إسبانيا يضيف ذات المتحدث، إلى اكتشاف المنطقة من أجل البحث عن موارد لسد حاجياتها التي عانت منها لسنوات مضت خلال الفترة التي كان يحكمها فرانكو، مشيرا أنه في سنة 1934 اكتشفت إسبانيا معدن الفوسفاط الشيء الذي جعلها تكثف من محاولاتها من أجل الدفاع عن مشروع بقائها بمنطقتي الساقية الحمراء وواد الذهب.
 وقال الكاتب محمد سبى، إنه لحدود الآن لا تزال الدولة الاسبانية متحفظة حول العديد من الأرشيفات التي تؤرخ لحقبة الاستعمار بكل من الساقية الحمراء وواد الذهب، بذريعة أن وضعية سياسية لا زالت قائمة تدفع بالإسبان إلى الإبقاء على الرصيد في طي الكتمان.
 وختم حديثه في ذات اللقاء، أنه قد اعتمد في صياغته للكتاب المذكور على دوريات كانت قد أصدرتها السلطات الاسبانية خاصة “ريبيستا دي أفريكا”، مجلة موريتانيا، تقارير بعض الضباط العسكريين، في مقدمتهم: طوماس غارسيا ودومنيك لافوينتي.

Related posts

Top