“جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية” تشدد على ضرورة الرقي بالتعاون المغربي الفيتنامي المشترك

غداة تأسيسها وانطلاق أنشطتها، عقدت جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، ندوة صحفية خصصت لتقديم أهدافها ومهامها وآفاق عملها، وهيئاتها المسيرة.
وقد أوضح رئيس الجمعية، الأستاذ مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمة تقديمية للندوة، أن فكرة تأسيس جمعية الصداقة المغربية الفيتنامية تبلورت خلال المؤتمر الرابع والعشرين للفدرالية العالمية لقدماء المحاربين، بكوالالمبور، والذي شارك فيه وفد رفيع من المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكان مناسبة للقاء أعضاء المؤسسة الفيتنامية التي ترعى مناضلي حرب التحرير الفيتنامية، والتي تضم في عضويتها حوالي خمسة ملايين منخرطا، وتحظى بمكانة معتبرة وقوية في الفيتنام.
وأضاف مصطفى الكثيري، خلال هذه الندوة الصحفية التي أدارها الأستاذ مصطفى لبريمي، نائب الكاتب العام لجمعية الصداقة المغربية الفيتنامية، أن اللقاء مع المؤسسة الفيتنامية خلص إلى ضرورة الرقي بالتعاون المشترك، وهو ما سيتوج بتبادل الزيارات والتوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمؤسسة الفيتنامية التي ترعى شؤون مناضلي حرب التحرير الفيتنامية، بالرباط سنة 2012، وتم إصدار بلاغ مشترك تم التأكيد فيه على التقارب بين المغرب والفيتنام في مسارهما التحريري المشترك، والاتفاق على ضرورة الاشتغال على التاريخ المشترك بين البلدين.
وأفاد مصطفى الكثيري أن عدد المغاربة الذين حاربوا في الهند الصينية، خلال الفترة ما بين 1946 و1956، تجاوز، حسب الأرشيف الفرنسي، 52 ألف مواطن مغربي، مشيرا إلى أن أعدادا من هؤلاء المغاربة استشهدوا هناك، فيما عدد آخر منهم، تنكر للجيش الفرنسي الذي سخرهم اضطرارا، بعد أن تبين لهم أنهم يقاتلون ضد القيم التي يحملها المغرب وهي قيم الحرية والسيادة للشعوب وحقها في الوجود، مما دفع بالعديد منهم إلى الالتحاق بحركة التحرير الفيتنامية، أو تسليم أنفسهم كأسرى للفيتناميين.

ومن بين العوامل التي ساهمت في رفع منسوب وعي الشباب المغربي الذي انضم لحركة التحرير الفيتنامية، حسب الكثيري، النداء الذي وجهه المجاهد عبد الكريم الخطابي إلى الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي وذلك على إثر الرسالة التي بعثها له بطل معركة “ديان بيان فو” الزعيم “هوشي منه” يرجوه فيها أن يطلب من الجنود المغاربة، بأن يرفضوا الذهاب إلى الفيتنام ويدعو في الوقت نفسه، عمال الشحن في موانئ المغرب العربي إلى مقاطعة البواخر الفرنسية. كما أن نفي محمد الخامس كان من بين العوامل الرئيسية التي سرعت في التحاق عدد من الشباب المغاربة بحرب التحرير الفيتنامية.
وأضاف المتحدث، أن الجنرال بنعمر لحرش المعرف بـ “انما” المنحدر من مدينة خريبكة والذي بعثه الحزب الشيوعي المغربي بطلب وجهه هوشي منه للزعيم علي يعته، ساهم بشكل كبير في تأطير المغاربة الملتحقين بحرب التحرير الفيتنامية، الذين وقعت لهم صحوة ضمير وانتفضوا ضد ما أقدمت عليه الحماية الفرنسية التي زجت بهم في جحيم محاربة الفيتناميين.
من جانبه، تطرق الأستاذ عبد الحفيظ ولعلو إلى موضوع “الفيتنام كشعب المقاومة الشعبية والنموذج الاقتصادي”، مشيرا إلى أن هذا البلد الذي تعرض لحرب ظالمة ومدمرة بواسطة الطائرات الفرنسية سنة 1976، تمكن من إلحاق هزيمة نكراء بجيش أقوى دولة في العالم وهي أمريكا، كما تمكن في ظرف عشر سنوات من بناء فيتنام جديدة.
وأوضح عبد الحفيظ ولعلو أنه، خلال فترة قصيرة، تمكن الشعب الفيتنامي من الانبعاث من لا شيء بعد تلك الحرب المدمرة، وهي “ثورة” دفعت العديد من المتتبعين والباحثين، إلى وصف الشعب الفيتنامي بالمعجزة، مشيرا إلى أن هذا البلد تمكن، سنة 1992، من بناء اقتصاد جديد وقوي، بعد وضع دستور أكد على الانفتاح الاقتصادي وعلى دور القطاع الخاص، مع الحفاظ على الدور المحوري للدولة وللقطاع العام.
وأضاف ولعلو أن سياسة التصنيع التي نهجتها الفيتنام، مكنت الاقتصاد الفيتنامي من تحقيق نسبة نمو تصل إلى 8.4 في المائة سنة 2001، وذلك بفضل التصنيع الذي بات يساهم بنسبة 38 في المائة من الدخل القومي، متبوعا بقطاع الفلاحة، ثم قطاع الخدمات والتكنولوجيا، مبرزا أن الدولة قامت بتشجيع الاستثمار الخارجي القادم من روسيا ومن فرنسا ومن أمريكا وغيرها، مما أدى، بحسبه، إلى خلق اقتصاد قوي، وأهل الفيتنام لتصبح من الدول الصاعدة.
وشدد عبد الحفيظ ولعلو على ضرورة الرقي وتطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة المغربية والجمهورية الفيتنامية الاشتراكية لترقى إلى مستوى العلاقات التاريخية المشتركة، داعيا المقاولين المغاربة إلى معرفة السوق الفيتنامية واكتشاف فرص العمل هناك.
وبعد كلمة عبد الحفيظ ولعلو، قدمت الأستاذة أمينة عاشور نائبة رئيس الجمعية مضامين كتاب “الذاكرة التاريخية المشتركة: المغرب ولفيتنام نظرة واحد للآخر” الصادر ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي يتضمن مجموعة من المحاور التي تهم العلاقة المغربية الفيتنامية وسبل تعزيزها وتطويرها، فضلا عن الجوانب التاريخية التي تؤطر هذه العلاقة.
يشار إلى أن جمعية الصداقة المغربية الفيتاميية تأسست بالرباط، شهر مارس من السنة الجارية، وانتخبت مكتبا مسيرا يتكون من مصطفى الكتيري رئيسا، وأمينة عاشور نائبة للرئيس، وعبد الحفيظ ولعلو كاتبا عاما، ومصطفى لبريمي نائبا للكاتب العام، وسعيد أمزازي أمينا للمال، وعبد اللطيف معتضد نائبا لأمين المال، وحاتم لعبي مستشارا، ورقية دنيال مستشارة.
فيما تم تعيين أعضاء المجلس الشرفي للجمعية، من طرف الجمع العام، ويتعلق الأمر بكل من عباس الفاسي، وعبد الواحد الراضي، ومولاي اسماعيل العلوي، ومحمد نبيل بنعبد الله، وعبد الله ساعف، والحسين الفرداني، وسفير جمهورية الفيتنام الاشتراكية بالمملكة المغربية.

محمد حجيوي

Related posts

Top