حفل تقديم «مسرحيات للأطفال واليافعين» للحسين فسكا

بيان24: عبد العالي بركات
أشار الكاتب المسرحي المسكيني الصغير الذي تولى تسيير حفل تقديم مسرحيات للأطفال والناشئين لمؤلفه الحسين فسكا، ضمن الأنشطة التي تقام بالمكتبة الوسائطية بالدار البيضاء، إلى أن الكتابة للطفل تحتاج إلى عناية خاصة وإعداد خاص، على اعتبار أنها تتطلب أدوات خاصة في تربية وإعداد الطفل ليكون رجل الغد.
 وأضاف خلال هذا اللقاء الذي ساهم في تنشيطه الكاتب المسرحي الحسين الشعبي أن الكتابة الإبداعية الموجهة للطفل توجب احترام لغته وعمره ومداركه وعقله، فهي عملية معقدة تستدعي بحث سوسيولوجي ونفسي.
 وذكر أن المسرحيات التي يتم الاحتفال بتقديمها خلال هذا الحفل، بعضها من اقتباس الكاتب وبعضها الآخر من تأليفه.
 واعتبر مرور المؤلف بتجربة امتهان التربية والتعليم ميزة حسنة، بالنظر إلى أنها جعلته أقرب الناس للطفل المتمدرس، سواء في الفصل الدراسي أو المهرجانات التي تحتفل بأنشطة الطفل.
 ورأى أن عناية المؤلف بتحديد سن فئة الأطفال التي يتوجه إليها بمسرحياته، تنم عن خبرة موضوعية في ما يخص التواصل مع الطفل، ووعي باحترام سنه البيداغوجي للاقتراب من مخياله وعقله.
 وذكر الأستاذ الحسين الشعبي أن المؤلف رجل تربية وناشط جمعوي بالإضافة إلى أنه ناقد وفنان، يمارس الكتابة للأطفال والاقتباس والإخراج والتمثيل.
 واعتبر بدوره أنه من الصعب الكتابة للطفل، بالنظر إلى فارق السن. وأشار بعد ذلك إلى نقطة سلبية تتمثل في ندرة مسرحيات الأطفال التي تعرضها تلفزتنا، كما أن مؤلفيها يشكلون الندرة بدورهم.
 وأوضح أن صعوبة الكتابة للطفل تتجلى في تعدد متطلبات إقناعه، فهو له شروطه، إما أن يقبل العرض وإما يرفضه، حيث من المفروض أن يشتمل العمل على عنصري اللعب والفرجة، ومن حيث المضمون، من الضروري ألا يكون أكبر من حجم الطفل، دون أن يعني ذلك أنه كائن دوني، بل ينبغي مخاطبة ذكائه، فالفكرة -يضيف الشعبي- يجب أن تتوفر على جانب كبير من المعرفة والإدهاش والعجائبية. ومن حيث الأسلوب، ينبغي مراعاة أن الطفل يندهش للأشياء العجيبة، وبالتالي لا بد من الكتابة بطريقة سلسة، حتى يتمكن من الانخراط في عالم ساحر جديد ومغاير لعالمه الخاص، وذلك لن يتأتى دون استيعاب طبيعة فئته العمرية ومحيطه الاجتماعي والأسري، من خلال مخالطة الأطفال والعيش معهم.
 وقام بعرض لمحتوى هذه المسرحيات، حيث أشار إلى أنها تتناول قيمة الأمانة، والقضية الفلسطينية، وأهمية الحفاظ على البيئة.. مستنتجا أن المؤلف كان موفقا في الكتابة في هذه المواضيع التي تنطوي عل قيمة تربوية وجمالية، بلغة عربية فصحى سلسة ذات مفردات سهلة التداول، إلى جانب شذرات بالدارجة، لكنها قليلة وعابرة.
 وخلص إلى أن تربية الطفل على الفن بمختلف مظاهره، من شأنه أن يحصنه ضد الانحراف والتطرف.
  وأكد مؤلف هذه المسرحيات الأستاذ الحسين فسكا بدوره على أن الكتابة للطفل صعبة، فكثير من الكتاب لم يستطيعوا النزول إلى مستوى الكتابة للطفل، وهو شرط لاحترام الطفل، رغم ما قد ينطوي عليه ذلك من مفارقة. وعاب على الكثير من مؤلفي مسرحيات الأطفال كونهم لم يعنوا بتوثيقها، مستدلا في ذلك بالمهرجان الأول للمسرح المدرسي الذي نظمته نيابة التعليم مولاي رشيد، حيث تم عرض ما يفوق ألف عرض مسرحي، غير أنها لم توثق ولم تنشر ومنها ما ضاع.
 وذكر أنه أضاف فئة اليافعين إلى من يتوجه إليهم بمسرحياته، معتبر أن الكتاب العرب عموما قلما يهتمون بهذه الفئة، على خلاف الغرب، الذي أكثر من ذلك، يخصص لهم قنوات تلفزية خاصة.
 وحول مضمون هذه المسرحيات، أشار إلى أنه راعى فيها عدم تناول ما هو بكائي، مفضلا النهاية السعيدة، كما أنه حرص على الابتعاد عن الخطاب التقريري.
 وذكر كذلك أنه استفاد من تجربة المرتجلة والبساط في كتابته لبعض هذه المسرحيات.  

Related posts

Top