«دار الضمانة» جديد الدراما التلفزيونية المغربية

“دار الضمانة” دراما تلفزيونية، تعود بالمشاهد إلى أكثر من أربع قرون، تؤثث الذاكرة بالصورة الفنية وتجعل من متعة الحكاية المتخيلة مدخلا للتقرب من شخصيات تشبه عامة الناس وإلى يومنا هذا.
هذا المسلسل، يتأمل بحس جمالي وإبداعي لحظة تاريخية جد متميزة في بناء الدولة والمجتمع المغربيين.
المسلسل الذي ستعرضه القناة الأولى ابتداء من يوم الأربعاء 20 يناير على شاشتها، من إخراج علي مجبود، المعروف بإخراجه أهم حلقات سلسلة “ساعة في الجحيم”.
 “دار الضمانة” يتوزع على 20 حلقة تستغرق كل واحدة 42 دقيقة وهو من إنتاج القناة الأولى و”إماج فاكتوري”.
 تأخذنا أحداث المسلسل، الذي صورت حلقاته على مدى ثلاثة أشهر في العديد من الأماكن التاريخية، إلى مغرب القرن السابع عشر الميلادي، من خلال تاجر شاي (محمد مفتاح) له زوجتان وأربعة أبناء لهم اهتمامات مختلفة (تاجر، وقائد، وموسيقي، وعالم دين متشدد).
على مدى حلقات المسلسل، الذي تتخلله العديد من الأغاني التراثية المغربية، تتسارع الأحداث في قالب درامي رومانسي، يقترب من الملحمة التاريخية، المبنية على الاحتفالية، وثنائية الصراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، والحياة والموت، بسلاسة، قلما نجدها في الأعمال المغربية.
في جو مشحون بالأحداث الدرامية، يحتفي “دار الضمانة” بتراث المغربي من خلال إبراز القيم الجمالية والروحية للأماكن العتيقة، كما يحاول المسلسل رد الاعتبار إلى المواسم الدينية، والمهن التقليدية، والتذكير بالأعراف والتقاليد، التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
 بمشاهده المتنوعة، التي تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة، وغنى التراث، الذي تصحبه أغاني تراثية معبرة، من أداء الفنانة فاطمة الزهراء بناصر، استطاع المسلسل أن يحملنا بالفعل إلى أجواء مغرب القرن السابع عشر.
يشارك في المسلسل أزيد من مائة ممثل، من بينهم نخبة من النجوم: محمد مفتاح، الذي يسجل عودته إلى الدراما المغربية، رفقة نعيمة المشرقي، وفاطمة الزهراء بناصر، وربيع القاطي، وحنان زهدي، ومحمد كافي، ومحمد الرزين، وزكريا لحلو، والعديد من الوجوه الجديدة مثل رشيد الكرويتي، الذي تعرف عليه الجمهور أكثر في السلسلة الناجحة لـ”إيماج فاكتوري” (وعدي)،  ورشيد العدواني، وفاطمة الزهراء لحرش.
 يقول مخرج المسلسل علي مجبود، إن عملية التصوير تمت في أجواء جيدة بفضل تعاون كل المشاركين في المسلسل تقنيين وممثلين.
 بخصوص فكرة وسيناريو المسلسل، أكد مجبود أن فكرة العمل تعود للمنتجة هيندة سقال، التي اختارت العنوان وساهمت بشكل كبير في اختيار مواقع التصوير والديكور والملابس، وتوجيه السيناريو، الذي سهر على كتابته زكريا لحلو وعصام اليوسفي ومحمد بونو.
 واعتبرت المنتجة هيندا سيقال المسلسل الجديد، ثمرة مجهود جماعي، وتجربة طويلة في المجال الفني، الذي دخلته منذ حوالي 25 سنة، من خلال مشاركتها في إنتاج العديد من الأعمال الناجحة كان آخرها الفيلم السينمائي الناجح “الطريق إلى كابول”، ومسلسل “وعدي” الذي كان ظاهرة الموسم الرمضاني الماضي. تتوق سقال إلى أن تحقق إنتاجات تمثل نقلة نوعية في الدراما المغربية، التي هي في حاجة ماسة إلى أعمال وطنية إيجابية، تحمل الهوية المغربية بمختلف روافدها، وتعتمد على إمكانيات المغرب الغني بتراثه المتميز، بموسيقاه الفلكلورية الجميلة (الملحون، الأندلسي، الغرناطي، الحمادشة، عيساوة، كناوة)، وثقافته الدينية العريقة، وتراثه المعماري، الذي يمزج بين الهندسة المغربية الأصيلة، والعربية الإسلامية والأندلسية، باعتماده على الزليج، والفسيفساء، والنقوش البديعة، سواء المنقوشة على (الجبص أو الخشب)، فضلا عن الأزياء التقليدية المغربية الخاصة من قبيل (الجلابة، الجابادور، السلهام، البلغة، الشربيل القفطان والمضمة..).

Related posts

Top