رشيد روكبان: اليسار بريء ولا علاقة له بهذه السلوكات الإجرامية

ثمن رشيد روكبان شجاعة وزير التعليم العالي وتكوين الأطر لحسن الداودي، لقبوله برمجة موضوع الإعتداء الذي تعرضت له مستخدمة بمقصف أحد الفضاءات الجامعية بمكناس، وذلك عندما أجاب الوزير على تدخلات البرلمانيين بمجلس النواب، ومنها تدخل فريق التقدم الديمقراطي، خلال نهاية الجلسة العامة المخصصة للأسئلة الشفوية الأسبوعية المنعقدة يوم الثلاثاء الماضي.
  وأضاف رشيد روكبان في تصريحه لبيان اليوم، أنه عبرعن هذا الموقف، اتجاه مبادرة الوزيرخلال انعقاد اجتماع لجنة التعليم والثقافة والإتصال برئاسة النائبة كجمولة منت أبي، وبحضور جميلة المصلي الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، وهو الاجتماع الذي قال عنه روكبان، إن اللجنة ناقشت خلاله موضوع العنف الجامعي، على ضوء ما تعرضت له المستخدمة الضحية بكلية العلوم بمكناس.
وقال رشيد روكبان، إن قبول وزير التعليم العالي والبحث العلمي لحسن الداودي، ببرمجة موضوع المستخدمة الضحية في جلسة عامة، وكذا برمجة مناقشته أيضا في اليوم نفسه على مستوى اللجنة النيابية المختصة، يعتبر خطوة إيجابية، رغم حساسية الموضوع وتداخلاته من زوايا متعددة، قبل أن يضيف، أن فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب، يتفهم الصعوبة المتمثلة في أن يأتي الوزير إلى الجلسة العامة، لما لذلك من علاقة بحريته في التعاطي مع قضية مطروحة على القضاء والبحث جار بشأنها، كما أن المسطرة انطلقت لمتابعة الأمور بخصوصها.
وأوضح رئيس فريق التقدم الديمقراطي في ذات التصريح، أنه ركز خلال اجتماع اللجنة المنعقد مباشرة بعد نهاية أشغال جلسة الأسئلة الشفوية المذكورة، على بشاعة مختلف الممارسات غير المقبولة التي مورست على المستخدمة الضحية من قبل من يدعون أنهم يساريين في فضاء الجامعة والذي من المفروض أن يكون مكانا للتشبع على التربية على قيم حقوق الإنسان.
وأشار روكبان إلى أنه ذكر خلال تدخله أثناء اجتماع اللجنة، بالخلاف القديم والتاريخي لحزب التقدم والاشتراكية، منذ الستينيات من القرن الماضي، مع هذه العناصر التي تدعي اليسار، قبل أن يؤكد على أنه، شدد على كون اليسار بريء ولا علاقة له بالسلوكات الإجرامية المرتكبة ضد المستخدمة الضحية من قبل هذه العناصر، مضيفا أن حزب التقدم والاشتراكية كان دائما يسمي هذه العناصر بالمكونات اليسراوية المتطرفة الانتهازية والطوباوية التي لها  لغة أخرى، هي لغة العنف،  والرأي الواحد، ولغة الاقصاء،  كما أنها لا  تؤمن بالحوار، ولا بالديمقراطية وحقوق الانسان، ولا بالمؤسسات والقانون .
 وأكد رئيس فريق التقدم الديمقراطي، على أنه ذكر خلال اجتماع اللجنة، بما سبق ان أعلنه المرحوم الراحل علي يعته في البرلمان تجاه هذه العناصر اليسراوية خلال نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات حينما قال ” نضع اليمين المتطرف واليسار المتطرف في سلة واحدة” وهو ما أدى طلبة حزب التقدم والاشتراكية ثمنه باهظا، من خلال تعرضهم وقتئذ لمختلف الاستفزازات والعنف من قبل العناصر المذكورة.
وأوضح رشيد روكبان أنه جدد خلال أشغال الاجتماع، تأكيده على أن ما حدث بكلية العلوم بمكناس، يثير غضب وأسف وحزن نائبات ونواب حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، وأنه دعا الجميع إلى تحمل مسؤولياته قصد إيجاد الصيغ والتدابير الملائمة، لوضع حد لهذه الممارسات الإجرامية، بما في ذلك التصدي الفكري لهذه التوجهات اليسرواية ولكل أشكال العنف كيفما كان شكلها ومصدرها.
 كما أشار روكبان في تصريحه، إلى أنه ركز على الأدوار الموكولة للجامعة والتي أوضح أنها ينبغي أن تبقى فضاء للحوار الجاد والمسؤول والهادف والمتميز، ومجالا رحبا وخصبا للتكوين والتأطير الأكاديمي والعلمي، وكذا استعادة دورها في التأطير السياسي الإيجابي والمفتوح والذي يضمن تفاعل كل المكونات السياسية، في احترام تام لكل الآراء والتوجهات والمواقف، بعيدا عن أي نزعات شوفينية أو اقصائية أو همجية أو إجرامية تقوم على العنف، باعتبار ذلك سينعكس سلبيا على فرص نجاح الجامعة في القيام بأدوارها الطبيعية و الريادية في انتاج نخب متشبعة بقيم الاختلاف والرأي الآخر.
وأكد رئيس فريق التقدم الديمقراطي، على أنه دعا خلال الاجتماع نفسه، إلى ضرورة الضرب بيد من حديد وبالصرامة اللازمة على كل المتورطين فيما حدث بكلية العلوم بمكناس، مؤكدا على أن ما يقع اليوم في الجامعة المغربية، هو من قبيل فرض الرأي بلغة القوة والسلاسل والسلاح الأبيض وقانون الغاب، مشددا على ضرورة معرفة ووعي بعض الفاعلين في الجامعة المغربية بأن هناك دولة للحق والمؤسسات في بلادنا.
وتابع رشيد روكبان في تصريحه إلى أنه جدد خلال الاجتماع التأكيد على الإدانة القوية لفريق التقدم الديمقراطي تجاه ما حدث للمستخدمة الضحية، ولكل أشكال العنف والتطرف، وكذلك استغراب الفريق لتخاذل وسكوت بعض الأصوات المدافعة عن حقوق الإنسان والنساء في التعبير عن الإدانة لهذه السلوكات الإجرامية والتضامن مع الضحية من حيث المبدأ، وذلك باعتبار ما حدث لا مبرر له بموجب القانون والدستور، وكيفما كانت المبررات وراء ارتكاب هذا الفعل الشنيع.
 ودعا رشيد روكبان في تصريحه الجميع، إلى تحمل مسؤولياته ووضع اليد في اليد لإنقاذ الجامعة المغربية سواء على المستوى الحكومي أوعلى صعيد البرلمان من خلال تطوير التشريع والقانون، كما دعا الأحزاب السياسة والجمعيات ومكونات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية إلى بذل كل جهودها أكثر من أي وقت مضى، من أجل تفعيل تأطير الطلبة في الاتجاه الإيجابي المنفتح على القيم الديمقرطية والحداثية، علاوة على الدور الأساسي للأساتذة الجامعيين في النهوض بتأطيرهم السياسي المستوحى من الأسس والقيم الفكرية.

 محمد بن اسعيد: مجلس النواب

Related posts

Top