فقدان نحو 2.5 طن من اليورانيوم المخزن في ليبيا

أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء باختفاء نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي من موقع في ليبيا لا تسيطر عليه الحكومة.

وجاء في تقرير أعدّه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي للدول الأعضاء أن مفتّشي الهيئة الأممية اكتشفوا خلال زيارة أجروها الثلاثاء “أن عشر حاويات تحوي نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي على شكل مركّز اليورانيوم (“الكعكة الصفراء”) لم تعد موجودة في الموقع الذي كانت السلطات قد أعلنت عنه”.

وأوضحت الوكالة أنها ستجري عمليات تحقق “إضافية” من أجل “تبيان ظروف اختفاء هذه المادة النووية ومكان تواجدها حاليا”.

ولم يعط التقرير أي تفاصيل حول الموقع المشار إليه.

وقال “الجهل بالموقع الحالي للمواد النووية قد يشكل خطراً إشعاعياً بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بالأمن النووي”، مضيفاً أن الوصول للموقع يتطلب “لوجستيات معقدة”.

ووفق معلومات نشرها الصحافي الأميركي في “مودرن ديبلوماسي” أريس ديميتراكوبولوس عبر حسابه على تويتر فإن موقع تخزين اليورانيوم (الكعكة الصفراء) بالقرب من مدينة سبها كان يحتوي على ما يقرب من 6.400 برميل في المنشأة، بحسب تقرير للأمم المتحدة في العام 2013.

في العام 2011، تمكن طاقم “سي إن إن” من الوصول إلى منشأة تبعد 15 دقيقة شمال شرق سبها، وصوّروا كعكة اليورانيوم الصفراء المخزنة. في حين تشير التقارير من العام 2013 أن المنشأة في سبها لم تكن تحت الحراسة الكافية لسنوات عديدة.

وأشار الصحافي إلى تصريح لقائد مجموعة مسؤولة عن حراسة المخزونات قوله “ربما يمكن لشخص ما أن يسرق طبلة أو طبلين إذا أراد، ولكن ليس أكثر”.

وزار وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أكتوبر 2020، أحد المواقع في مدينة سبها، وتفقد “مخزونًا ذريا” وأجرى قياسات إشعاعية في المنطقة، حسب بيان إدارة التوجيه المعنوي بمنطقة سبها العسكرية التابعة للقيادة العامة، وذلك قبل أن يلتقي قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في 7 أكتوبر في مكتبه بمقر القيادة العامة في منطقة الرجمة.

وتخلت ليبيا بقيادة معمر القذافي في ديسمبر 2003 عن برنامجها للأسلحة النووية الذي اشتمل على أجهزة طرد مركزي يمكنها تخصيب اليورانيوم وكذلك معلومات عن تصميم قنبلة نووية لكنها لم تحقق تقدماً كبيراً نحو تصنيع قنبلة.

جاء التخلي نتيجة مفاوضات سرية بشأن ملف البرنامج النووي الليبي جرت على مدى تسعة أشهر بين طرابلس وكل من واشنطن ولندن، ودافع النظام السابق حينها عن القرار، مؤكدا أنه سيجنب ليبيا التهديد من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأفاد تقرير لموقع “ذا تليغراف”، في العام 2011، أن بعض براميل اليورانيوم يحمل علامات إشعاعية، وكذلك الأكياس البلاستيكية المفتوحة بجانبها، معتقدة أن المسحوق الذي تحتويه البراميل عبارة عن يورانيوم من نوع الكعكة الصفراء من النيجر المجاورة.

وذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” في العام نفسه أن إيران، التي تسعى وراء برامج نووية تحت الأرض شاركت في نهب الأسلحة الليبية.

قالت الصحيفة البريطانية وقتها، إن نحو 10 آلاف برميل بسعة إجمالية تبلغ مليوني لتر موجودة في ليبيا، على الرغم من أن معظمها لم يتم فتحه وفحص محتوياته، حيث يجرى تخزينها في مكان ليس بعيدا عن مدينة سبها.

في أكتوبر 2011، أكدت الحكومة الليبية وجود أسلحة كيماوية في ليبيا وقالت إن المفتشين الأجانب سيتعاملون مع هذه القضية.

وفي عام 2016، قال مسؤول مخابرات ليبي سابق إن تنظيم الدولة الإسلامية  وجماعات إرهابية أخرى استحوذت على الأسلحة الكيماوية التي بقيت في ليبيا من نظام القذافي.

ولم تشهد ليبيا سلاما يذكر منذ انتفاضة 2011 المدعومة من حلف شمال الأطلسي، التي أطاحت القذافي. ومنذ عام 2014، انقسمت السيطرة السياسية في البلاد بين فصائل متنافسة في الشرق والغرب. وانتهت آخر نوبة صراع كبيرة عام 2020.

وكان من المفترض أن تستمر الحكومة الليبية المؤقتة، التي تشكلت أوائل عام 2021 عبر خطة سلام تدعمها الأمم المتحدة، حتى الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر من ذلك العام لكنها لم تجر بعد وأصبحت شرعية هذه الحكومة موضع خلاف.

Related posts

Top