فوبيا الماء عند الصغار

هل تولد فوبيا الماء من الصغر؟ وهل يخاف الطفل من الماء، ويبقى طيلة حياته يخافه؟
لماذا يخاف الطفل من ماء الاستحمام وماء البحر وماء المسبح؟ وماهي طرق علاج هذه الأزمة؟
أسباب الخوف

قد يكون لهذا الخوف علاقة بصدمة قوية تعرض لها المولود لحظة الولادة، فانقطاعه المفاجئ عن كيس الماء في رحم أمه يمكن أن يرافقه شعور قوي بالتوتر والقلق يرسخ في لاوعيه.
لا يخاف الأطفال من المياه، فالطفل يسبح في بطن والدته، وعندما يخرج إلى الحياة يكون قادرا على السباحة، والاحتكاك بالماء هو مصدر متعة للطفل، وهذا ما يلاحظه الأهل منذ الحمام الأول، لكنه قد يكون أحد الأسباب الرئيسية للخوف فذكرى سيئة واحدة مع الاستحمام قد تولد حاجزا من الماء.
– يشعر الطفل بدخول المياه في فمه وأذنيه عندما يغطس الولد في حمام السباحة ويشعر بالفراغ، أو بفقدان الأمان، مما يولد شعورا بالخوف بالنسبة إليه.
– الأطفال يشعرون بخوف أهلهم، فإذا كان أحد الوالدين يخاف الماء ينعكس ذلك سلبا على أولاده.
– قد يكون الخوف من الماء سببه تجربة سيئة حدثت معه خلال رحلة مدرسية إلى حوض السباحة، أو برفقة أحد الأقارب أو الأصدقاء، فدفعه أحد الأولاد بقوة إلى الماء، أو ربما أجبر على القفز إلى الماء، أو غمر أحدهم رأسه بالماء في حوض السباحة، أو ربما كان موضوع سخرية من أحد الأولاد.
– قد يكون الخوف آتيا من كابوس مزعج أثناء النوم، فالطفل غالبا ما يكون ضحية مخيِّلته، ومن الصعب عليه أن يميز بين الحقيقة والخيال.
– قد تكون المشكلة نابعة من مشاكل نفسية أو كآبة، خصوصا لدى الطفل الذي لم يكن يخاف من الماء في السابق. هنا قد يكون سبب خوفه المفاجئ تعبيرا عن شعور بالحزن لا علاقة له بالماء، كالانتقال من مكان إلى آخر، ولادة أخ، طلاق.. إلخ. أو ربما إجباره على تعلم أمور أخرى وبسرعة، كإزالة الحفاض أو المشي.

كيف يمكن مساعدته؟

– إدخاله تدريجيا إلى المياه، وأن نترك له المجال للتصالح والتآلف مع عنصر المياه، فبعض الأطفال بحاجة لوقت أكثر من غيرهم، وبالتالي يجب ألا نضغط على الطفل لإنزاله إلى الماء، أو نسخر من خوفه، بل يجب أن نرافقه ونتفهمه ونحميه.
– إذا كان طفلك خائفا وهو على الشاطئ، نظرا لكثرة الأصوات ومنظر الأمواج، يجب أن تسمحي له بأن يبقى جالسا على الرمال ليلعب ويبني القصور الرملية، ويقرر بنفسه التقرب من المياه، فالنزول تدريجيا إلى المياه يساعد الطفل في الاعتياد على المياه.
– ينصح بوضع العوامات بشكل دائم حول ذراعيه، مما يشعر الطفل بالأمان.
– تجنب النصائح السلبية: «لا تخفْ من الحوض»، «لا تركض»، «لا تقفز»، فهو متوتر أصلا، وأي ملاحظة من هذا النوع قد تزيد المشكلة تعقيدا.
– عدم المبالغة في حمايته وكأنه في خطر محدق، فمن غير المجدي أن نحتضنه بشكل قوي عند النزول إلى الماء ، بل علينا أن نراقبه وندعه يتدبر أمره بشكل إيقاعي.
– لا تنتقدي سلوكه في الماء، ولا تحاولي أن ترشيه بالماء بالقوة على سبيل المثال، ودعيه يستعد لهذه المواجهة على راحته.
– ساعديه إذا ابتلع القليل من الماء، ولكن لا تجعلي الأمر يبدو مأساويا، وانصحيه بأن ينتبه في المرة القادمة.

Related posts

Top