لقاء دولي بتطوان يسلط الضوء على إشكالية تدبير النفايات الصلبة

احتضنت مدينة تطوان، خلال الأسبوع الماضي، فعاليات اللقاء الدولي حول موضوع “تدبير النفايات الصلبة والفرز من المصدر”، المنظم من طرف الجماعة الحضرية بشراكة مع الشبكة المغربية للمدن وبرنامج التعاون الجماعي للمؤسسة الالمانية للتعاون التقني.
وقال حميد الدامون نائب رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن تنظيم هذا اللقاء العلمي التشاوري يندرج في إطار اللقاءات الموضوعاتية للشبكة المغربية للمدن من أجل إشراك المجتمع المدني بشكل عام والمواطنين بشكل خاص في وضع التصورات وإعداد وتنفيذ مشاريع الفرز في المصدر لتدبير النفايات المنزلية.
كما أن اللقاء المنظم بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية يهدف ايضا، يضيف المسؤول، إلى المساهمة في بلورة البرنامج الوطني للنفايات المنزلية لتحسين معدل تدوير النفايات المنزلية من 5 الى 20 بالمائة في أفق سنة 2022، واعتماد المقاربة التشاركية في ما يخص تدبير النفايات الصلبة، وجعل الساكنة المحلية عنصرا مسؤولا ينخرط بنفسه وبطريقة فعالة في عملية فرز النفايات.
واعتبر المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي نظم بحضور منتخبين وخبراء وتقنيين من تونس والمغرب يمثلون 23 مدينة عضو بالشبكة المغربية للمدن، الى التقليل من كمية النفايات وخفض تكاليف تدبير المرفق وحماية أفضل للبيئة، وكذا إشراك المواطن في جميع مستويات عملية الفرز من التصور الى غاية التطبيق وتوفير الموارد البشرية القادرة على إنجاز المشاريع على أرض الواقع.
واضافوا أن هذا اللقاء، الذي تناول عدة مواضيع تقنية منها فرز النفايات وإعادة التدوير والتقييم والتثمين والبرمجة العملية لتدبير النفايات الحضرية وآليات الشراكة بين الجماعات والمجتمع المدني، يروم أيضا تأهيل المدن وتعزيز جاذبيتها والتحكم في الطاقة وتحديد شروط ومسؤوليات كل الاطراف في تدبير واستغلال النفايات.
كما مكن اللقاء المجتمع المدني المهتم بقضايا البيئة والشأن المحلي، حسب المداخلات، من طرح اقتراحاته وتصوراته والمشاركة الفعلية والعملية في الحياة الجماعية، التي تعد المسالة البيئية احد انشغالاتها الاولى على اعتبار دور البيئة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأجمعت المداخلات على ان اللقاء يعكس ايضا حرص المغرب على أن تكون البيئة مرتكزا أساسيا في بلورة النموذج الجديد لتنمية مختلف أقاليم المغرب، داعين كل مكونات المجتمع إلى الانخراط في مشاريع ومخططات تدبير النفايات وعمليات الفرز من المصدر وبلورة رؤيا استراتيجية متناسقة للتدبير الجيد للموارد الطبيعية والمحافظة على البيئة.
وحسب المنظمين، شكل اللقاء أيضا فرصة لتبادل وتقاسم المعلومات وتسليط الضوء على أفضل التجارب والممارسات المتعلقة بتدبير النفايات، قصد صياغة مشروع مقاربة لإشراك المواطن في تنفيذ مستدام لفرز النفايات.
واعتبر المنظمون أن الاهتمام العلمي والتنظيمي بموضوع تدبير النفايات يروم خلق دينامية جديدة في التدبير الحضري تشرك المواطنين ومختلف الفاعلين المحليين، من أجل فعالية وكفاءة أكبر في تدبير المرافق العامة على الصعيد المحلي، وكذا من أجل تجويد الخدمات البلدية، والنهوض بالشأن العام المحلي كأساس مهم من أسس مشروع الجهوية المتقدمة.
وتضمن برنامج اللقاء عروضا تقنية حول “الإطار التشريعي والمؤسساتي لتدبير النفايات” و”تحديات انخراط المواطن في مشاريع الفرز وتدوير وتدبير النفايات” و”التحليل النقدي والتقييمي لتدبير النفايات” و”تجربة فرز النفايات من المصدر والمقاربات المواطنة والمدنية”.
كما تضمن برنامج اللقاء عروضا تقنية حول “التوجهات الوطنية والمخططات المديرية لتدبير النفايات”، و”عملية فرز النفايات في اطار مشروع الانتاج المشترك للنظافة” و”التدبير المفوض ودوره في معالجة قضايا البيئة واشكاليات التدبير الحضري للنفايات”.

Related posts

Top