مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة يواصل عرض آخر مستجدات الإنتاجات السينمائية بالقارة السمراء

«فيليسيتي» قصة أم تذرع الصعاب لإنقاذ ابنها الوحيد

يحكي الفيلم السينغالي “فيليستي”، الذي عرض، مساء الأربعاء، في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (من 9 إلى 16 شتنبر)، قصة أم تذرع الصعاب وتكابد لإنقاذ ابنها الوحيد.
ويرصد “فيليسيتي” لمخرجه السينغال – الفرنسي ألان كوميز، وامتد ل120 دقيقة، معاناة “فيليسيتي” التي تعمل مغنية بإحدى الحانات، وتعيش وحيدة رفقة ابنها “سامو” ذي ال16 ربيعا، والذي تعرض لحادثة سير خطيرة، وهو ما تسبب في قلب حياة فيليسيتي رأسا على عقب.
وبدأت معاناة هذه السيدة القويمة والمعتزة بنفسها، عندما وجدت نفسها مضطرة لجمع مبلغ كبير لتغطية تكاليف عملية ابنها الذي بترت ساقه إثر الحادث، معاناة جعلتها تكتشف قساوة العيش، وحقيقة بعض الأشخاص، حتى المقربين، ممن امتعنوا عن دعمها والوقوف بجانبها خلال هذه المحنة.
وبالرغم من هذه الظروف الصعبة، لم تقف فيليستي مكتوفة الأيدي ولم تتوان قط عن مكابدة الصعاب التي واجهتها.
وعبر فيليسيتي تنكشف قصص أمهات يعانين بهذا العالم، كل يوم، ويضحين لأجل فلذات أكبادهن.
وحصل آلان كوميز، على شهادة الماجستير في السينما من جامعة السوربون بباريس. وأخرج العديد من الأفلام القصيرة منها “الأعاصير” سنة 1999، و”بصيص ضوء” سنة 2003، فيما يعتبر “لافرانس” الذي أخرجه سنة 2006 أول أفلامه الطويلة.

“قطار سكر وملح” تراجيديا الحب والحرب وقساوة العيش

يتناول الفليم الموزمبيقي “قطار سكر وملح”، الذي عرض نفس اليوم، تفاصيل تراجيديا الحب والحرب وقساوة العيش.
ويروي هذا الفيلم، وهو من 93 دقيقة، قصة رحلة حافلة بالمخاطر والمآسي على متن القطار الرابط بين نامبولا ومالاوي، الوسيلة الوحيدة الرابطة بين المدينتين، أبطالها مغامرون يسعون في كل مرة إلى مقايضة أكياس الملح بالسكر، رغم أن ذلك يعرض حياتهم للخطر.
خلال هذه الرحلة المحفوفة بالصعاب، تنكشف تفاصيل قصص الحب والحرب، كانت “روزا”، تلك الفتاة الحالمة التي تذرع الصعاب هربا من ويلات الحرب الأهلية، وبحثا عن مستقبل أفضل، إحدى بطلاتها. وعن الفيلم، قال مخرجه البرازيلي ليسينو أزيفيدو، إنه جزء من معاناة الشعب الموزمبيقي إبان الحرب الأهلية سنة 1989. وأضاف أزيفيدو، “بأحداث الفليم يمتزج الواقع بالخيال، مع الكثير من المشاعر الإنسانية التي لا تخلو من تراجيديا تؤثت رحلة السكر والملح”. كما عبر بالمناسبة، عن سعادته بالتواجد بخريبكة للمرة الثانية، بمهرجان يحتفي ويدعم تطور وانفتاح السينما الإفريقية.
وليسينو أزيفيدو هو مخرج ومنتج وكاتب برازيلي استقر بالموزمبيق منذ سنة 1975. أدار وأنتج العديد من الأفلام الوثائقية، كما تعاون في السابق مع المؤسسة الوطنية للفيلم بمابوتو إلى جانب روي كيرا وجان لوك كودار خاصة.
وتشمل فيلموغرافيته مجموعة من الأفلام منها “فيرجيم ماركاريدا” سنة 2012، و”القنطرة” سنة 2011، و”أيادي من طين” سنة 2003.
ويشارك في المسابقة الرسمية في دورة هذه السنة التي تحتفي بالسينما الرواندية، 14 فيلما تمثل إلى جانب المغرب، كلا من غانا والسنغال وبوركينا فاسو والجزائر وتونس ومصر وجنوب إفريقيا وأوغندا والبنين والطوغو ورواندا والموزمبيق ومالي، تتنافس على مختلف جوائز المهرجان وفي مقدمتها الجائزة الكبرى “عثمان صامبين”.
ولم يفتئ مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة يعزز تموقعه كموعد سنوي يتجدد من خلاله الارتباط الذي يجمع السينمائيين المغاربة بنظرائهم الأفارقة، للتواصل وعرض آخر مستجدات الإنتاجات السينمائية بالقارة.

Related posts

Top