آسفي: مركز تصفية الدم بجمعة سحيم.. مشروع لتحسين علاج مرضى القصور الكلوي بالعالم القروي

تجدد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال إنشاء مركز عصري ومجهز لتصفية الدم بجماعة قروية تعرف كثافة سكانية عالية مثل جماعة سحيم بإقليم آسفي، العناية التي لطالما أولتها للمصابين بالقصور الكلوي، وتحسين أوضاعهم الصحية.
ويكتسي هذا المشروع المندمج، الذي يروم توفير خدمات القرب وتحسين الولوج إلى العلاجات لفائدة المرضى الذين يعانون من القصور الكلوي، والمنحدرين من العالم القروي، أهمية كبيرة في الهندسة والنهج والفلسفة ذاتها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ما فتئت تجعل العنصر البشري ركيزتها الرئيسية و محركا لأي استراتيجية يتعين تفعيلها من أجل تنمية مستدامة وآمنة.كما يتماشى المشروع مع البرامج التي تقودها المبادرة والجهود الحثيثة المبذولة على الصعيدين الجهوي والإقليمي، من أجل ضمان تقريب فعلي للخدمات الصحية والاستشفائية من المواطنين بالوسط القروي، ودعم قطاع الصحة وبالتالي تقليص تكاليف العلاج للمرضى المنحدرين من أوساط معوزة، وكذا تكاليف التنقل إلى مدن مجاورة لمتابعة حصص العلاج.
ويتوخى هذا المركز تقليص آجال الانتظار، وتخفيف الضغط على مراكز تصفية الدم التابعة للمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، وتقريب الخدمات الصحية من الساكنة القروية، فضلا عن تجنيب مرضى القصور الكلوي بهذه المنطقة عناء التنقل صوب آسفي أو سيدي بنور لمتابعة حصص تصفية الدم.
وتم تصميم هذا المركز، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 25 سريرا، بشكل يستجيب لمتطلبات المصابين بالقصور الكلوي، حيث يضم فضاء للاستقبال وقاعة لمعالجة المياه وغرفتين لأجهزة تصفية الدم (مولدات)، ومستودع تحت أرضي وقاعة للانتظار وصيدلية، ومرافق إدارية وقاعة للفحوصات.
ويندرج هذا المركز، الذي تتولى تسييره جمعية مساعدة مرضى القصور الكلوي بآسفي (أسمير)، في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية الصحية بالإقليم، وتقوية العرض من الخدمات الصحية والنهوض به، والرفع من جودة الخدمات المقترحة على المواطنين.
وقالت فاطمة الزهراء العدراوي، وهي إطار طبي بمركز تصفية الدم بجمعة سحيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الفضاء الصحي يقدم خدماته لحوالي 34 مريضا، كان يتلقى نصفهم العلاجات بمركز تصفية الدم التابع للمستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، مبرزة الأهمية التي يكتسيها إحداث هذا المركز، الذي يساهم في الحد بشكل كبير من معاناة المرضى جراء التنقل مرتين في الأسبوع صوب آسفي لتلقي علاجاتهم.
وأشارت العدراوي إلى أن هذا المركز يضم ما مجموعه 11 مولدا ويتوفر على ثلاثة أطباء يعملون بالتناوب أسبوعيا بدوام يومي، و 8 ممرضات، معربة عن الأمل في أن يتم الرفع من هذا العدد.
وانتهزت العدراوي الفرصة لتعرب عن شكرها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إنشاء هذا المركز، الذي حد بشكل كبير من معاناة المرضى المصابين بالقصور الكلوي، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمرض باهظ التكلفة ويتطلب إمكانيات مالية هائلة.

Related posts

Top