أثر كتاب “الإيديولوجية العربية المعاصرة” لعبد الله العروي في الفكر العربي

بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لصدور كتاب “الايديولوجية العربية المعاصرة” للأستاذ عبد الله العروي، نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، ندوة فكرية في موضوع: أثر كتاب الايديولوجية العربية المعاصرة في الفكر العربي”، يوم الأربعاء 15 نونبر الجاري بفضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك، تميزت هذه الندوة بحضور فعاليات من عالم الفكر والأدب والتاريخ من أدباء وفلاسفة ومؤرخين وطلبة باحثين ودارسين وعموم المهتمين، ودارت أشغال الندوة عبر ثلاث جلسات  محورية:

افتتح الأستاذ عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أشغال اليوم الدراسي بكلمة كان محورها الإشارة إلى أن هذه المناسبة هي الثالثة من نوعها التي تتشرف فيها كلية الآداب بنمسيك باستضافة عبد الله العروي.
أشار العميد في كلمته إلى أن كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” حاور الأسئلة والقضايا التي كانت مطروحة على الفكر العربي في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20، خاصة ما بعد الحرب العالمية الأولى سيما في مسألة تمثل علاقة الآخر/ الغرب.. ومن هنا تتناسل الأسئلة التي تخالج كل الباحثين:
> لماذا أنجز هذا الكتاب في تلك المرحلة وليس قبلها؟
> ما هي الدواعي الملحة لطرح كل القضايا التي تناولها الكتاب خاصة العلاقة بين الشرق والغرب؟
> هل غير هذا الكتاب عند صدوره شيئا في تصور الغرب والشرق؟
> ما هي قراءة عبد الله العروي نفسه لكتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة”، على ضوء ما عرفه ويعرفه العالم الآن من تحولات في ظل العولمة وأحكامها وفي خضم الوعي المتزايد في المجتمعات العربية التي تدعو الحتمية التاريخية إلى إعادة النظر في عدة مفاهيم مثل الأصالة، القطيعة، الحداثة، الأنا والآخر، الانفتاح التجاوز، المعاصرة..
يأتي الاحتفاء بالمؤلف لكون عبد الله العروي المفكر والمبدع والمربي والعالم المغربي الكبير، قد طبع أجيالا بفكره لمسيرة نصف قرن، داخل الوطن العربي وخارجه، بأعماله الأدبية والفكرية الغزيرة المترجمة إلى كل اللغات..
وختم العميد كلمته بأن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في خلق شروط التوقف لحظة للتأمل والتمعن في عدة أفكار وقضايا شغلت ومازالت تشغل الباحثين والمفكرين العرب حول الأنا والآخر أيا كان نوعه وهويته، وهي مناسبة لتعزيز ثقافة التقييم والاعتراف وتبني استراتيجية إعادة طرح السؤال وتحيينه..
بمناسبة هذا الاحتفاء أرسل الأستاذ عبد الله العروي رسالة صوتية، حيث تعذر عليه الحضور لأسباب صحية، شكر فيها الجهة المنظمة وعمادة الكلية والأساتذة والطلبة، وقدم فيها بسطا للموضوع، محوره مصطلح “الكوني” التي كانت تيمة الكتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة”، وأشار العروي إلى أنه طرح عليه سؤال قديم إبان صدور الكتاب من طرف موظف ينتمي لليونسكو، ماذا تعني بالكوني؟ حيث كان المعنى آنذاك يشير إلى نزاع بين الغرب والعالم الثالث وكان العالم الثالث يسم علاقته بالعالم الغربي بالاستعلاء وفرض المفاهيم باسم الكونية، وكنا نحن معنيين بالدعوة إلى الكونية والدعوة إلى المحلية ومناصرة الحق في الاختلاف..
لاحظ العروي أن موظف اليونسكو لم يقرأ المشروع بل تشبث باللفظ الذي يستفزه “الكوني”، ولم ينتبه إلى أن اللفظ يضم عبارة تخص “صوب الكوني” وهو عنوان الجزء الثالث من الكتاب.
“الكوني” هدف قد يتحقق أو لا يتحقق، وتحققه مرهون بوضع شروط الاستمرارية أو عبر المفارقة في إطار العولمة التجارية التي يطالب بها العالم الثالث ويحاربها الغرب الذي دعا ونظر إليها..
“الكونية” قد يكون المفهوم ترسخ في ذهني من خلال تحليل الفكر الماركسي عن الفرد المستهلك، ما استهواني أن أخوض في “الكونية” أن كبار المفكرين قد كتبوا فيها، ابن خلدون أشار في المقدمة إلى “أن المغلوب مولع بتقليد الغالب”، وقد ردد ابن خلدون في ثنايا كتابه، “ولن تجد لسنة الله تبديلا”، والفكرة مر عليها وفكر فيها وعقلها ومنطقها كل من الفارابي وأرسطو وأفلاطون، وإن اختلفوا مع بعضهم، فقد كان ذلك في إطار المنظومة الفكرية..
وختم العروي ملاحظاته عبر مراسلته بأهمية التاريخ الحاضر فينا بماضيه وحاضره ومستقبله، إذ التاريخ أخذ ورد..
وعن المشروع الفكري للكتاب، أشار العروي إلى أن الماهية الحقيقية للكتاب أن يكون قد تحققت أمانيه، وصرح العروي بأن كتابه المحتفى به “الايديولوجية العربية المعاصرة” لم يعرف هذا المصير، ولم يقدر له أن يفرغ من محتواه ومازال ينتظر الإنجاز في القريب أو البعيد، مع تسجيل ملاحظة أن المنجز الحاضر والقائم فعلا في الكتاب هو المنهج..
كما أشار العروي إلى أنه طلب منه أن يعد كتابا آخر يشخص فيه ما تحقق من الكتاب وما لم يتحقق، وصرح العروي: “لو فعلت ذلك لوقعت في خطأين: الأول ميلي إلى الأنانية والثاني سقوطي في الندم والتنكر للذات…”.
الملاحظ أن هذه الكلمة الصوتية للمفكر الكبير الأستاذ عبد الله العروي، أطرت اللقاء وكانت أحسن تقديم، بل كانت الورقة العلمية للندوة، وكأن العروي قرأ فحوى اللقاء، من ثم أجاب عن سؤال العميد: ما هي قراءة عبد العروي نفسه لكتاب”الاديديولوجية العربية المعاصرة” الآن؟، كما التقى العروي بمداخلته الصوتية مع المداخلات التي تناولت المؤلف بالقراءة والتحليل وبالبحث عن الأثر.

الجلسة الأولى من أشغال الندوة:

أشار المسير الأستاذ مصطفى القباج إلى أن كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” محاولة نقدية، ودعوة للتصنيف، قدم لنا فيه العروي قراءة الفاحص للمتون والمحاور لفكر النهضة، والملاحظ لواقع يعيش بتأسف على مصيره الخاص والعام وما سماه العروي بالكوني والمحلي..
كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” يضم أربعة فصول وأربعة محاور كبرى، تناولت الإيديولوجية والكونية والمفاهيمية، رسم من خلاله المؤلف المفكر الإطار العام الذي يجب أن يتجه إليه الباحثون لمعالجة المتن العروي، للأسف الكتاب لم يعالج، ونحن نعيش وضعا عربيا كتب من أجله الكتاب ومازال هذا الوضع قائما وهي مأساتنا التي يجب أن نعمق فيها النظر..
تطرق المتدخل الأول في الجلسة الأولى الأستاذ محمد سبيلا، إلى مفهوم المقدس في المشروع الفكري للعروي وخصوصا في كتاب الإصلاح والسنة الذي يعد قراءة تكميلية لكتاب”الاديديولوجية العربية المعاصرة” تطرق العروي للإصلاح والسنة بنوع من النقد وتحليل العقل الأصولي من ناحية الابستمولوجية ويسمى عند العروي بالرؤية التاريخية..
“الإصلاح والسنة”، كتاب غني وثري عمق فيه العروي الفكر في نمط فكري أهمل في الفكر الإنساني، وقد تطرق العروي في كتابه هذا لايديولوجية الشيخ، وناقش الكتاب المقدس بعقل تحليلي بارد بعيدا عن الانفعالات المعتادة في هذه المواضيع، وهي محاولة لفهم الآليات الفكرية والعملية التي دفعت للثقافة السنية والغاية وضع القراءة السنية تحت المجهر التاريخانية، كون التاريخانية آلية فكرية تضع الأفكار للمناقشة دون قدسية ولا تطهيرية، التاريخانية تقيس الأحداث والوقائع التاريخية، التاريخانية من منطق الحتمية التاريخية تضمر جرأة فكرية ومنهجية كبيرة تتناول ما يسميه العروي بحقول المعرفية الملغومة ومنها النص المقدس..
أشار المتدخل الثاني كمال عبد اللطيف أن كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” مازال يخاطبنا من خلاله ومن خلال نصوص أخرى عروية عملت على إتمامه وتجاوزه وتحيين بعض جوانبه..
وهنا أشار المتدخل إلى مراحل التأليف الأول والترجمتين الأولى والثانية حيث تدخل العروي في الأولى ونقدها من خلال نصه المشهور الذي نشر في جريدة العلم، والترجمة الثانية أشرف عليها العروي شخصيا وأنجزها بل حينها..
السؤال الآن وبعد 50 سنة ورغم المتغيرات: هل مازال الكتاب يخاطبنا؟ وعن زمن التأليف أشار المتدخل للعلاقة الجدلية بين كتاب العروي وكتاب الإيديولوجية الألمانية لماركس، جديد كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” التركيب النظري لمقاربة أنماط..
مشروع العروي انخراط في بناء ناقد للسلفيات والانخراط الفكري في تاريخ لم نصنعه وإنما نحن مطالبون بإتباعه..
اتسمت مداخل الأستاذ نور الدين أفاية بالبحث عن الأثر الذي تركه فينا وفي الفكر العربي عموما كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة”، واستند هنا أفاية في مداخلته على طرح الأسئلة التالية:
> ما معنى الأثر في الحقل الفكري وفي مسار تاريخي وسياسي؟
> هل يحضر أثر كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” في الفكر العربي المعاصر؟
ـ هل يحضر أثر كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” في السياق السياسي المغربي؟
وفي محاولة القبض على أثر كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” خصوصا من زاوية التلقي نقب نور الدين أفاية، كيف حفره العروي في كتاباته وخاصة في كتابه الأخير الفلسفة والتاريخ..
من خلال هذا التأطير العام خلص المتدخل إلى أن أثر الكتاب حاضر في تداولاتنا وفي فكرنا وفي تاريخ فكرنا..
وتطرق الأستاذ علال الأزهر إلى حضور الفكر الليبرالي ومكتسباته في كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” ، وبذلك تسبب الكتاب في ضجة بين المفكرين والمثقفين، إذ انتهى الكتاب بصياغة فهم جديد لماركسية موضوعية بين العرب والعقل الكوني، ومن ثم تناول الكتاب أسباب الهزيمة والتأثير الذي مارسته الايديولوجية المعاصرة على بعض المفكرين العرب الكبار..

الجلسة الثانية:

سير الجلسة الثانية الباحث الأنتربولوجي عبد الباقي بلفقيه، وكان المتدخل الأول نور الدين العوفي الذي تمحورت مداخلته عن البعد الاقتصادي في الايديولوجيا العربية المعاصرة، حيث اعتبر كتاب عبد الله العروي قراءة استنباطية للايديولوجيا المعاصرة التي فصل فيها العروي في موضوع الدولة القومية، من ثم تعرض العروي لمفهوم وتكوين الدولة في العالم العربي التي تتأرجح بين التقليدية والحداثة، نموذج الدولة السلطانية التي وضع الاستعمار حدودها التي أمست اليوم عرضة للتفكيك تحت تأثير العولمة وتماسك التوازن الاقتصادي على حساب التماسك الاجتماعي، المحور الذي دفع المتدخل إلى أن يتطرق إلى المفاهيم الاشتراكية والليبرالية في المجال الاقتصادي ومسألة الفرد والجماعة والتوازنات..
واستهل عز الدين العلام، مداخلته بوضع كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” لعبد الله العروي في سياقه التاريخي: سقوط النظام السوفياتي وبروز الصحوة الإسلامية. وأكد أن الكتاب يقف بنا على مسألة هامة وهي صعوبة القفز على المكتسبات الليبرالية عموما، كما أشار إلى أن الكتاب لم يكن محط اتفاق من طرف المثقفين والفاعلين، لذا فاستيعاب كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” اليوم يتطلب الوقوف على مجموعة من المفاهيم، وقراءته بدون حكم مسبق، وهي دعوة للمؤلف نفسه عبد الله العروي..
وأشار المتدخل إلى أن كل ما يتوخاه العروي أن يتم التعامل مع هذا الكتاب لتكوين رأي حر دون التأثر برأي الخارج.. كما جاء هذا في مقدمة الكتاب وبتصريح مباشر لعبد الله العروي..
الدين والعقيدة، حاضر في “الاديديولوجية العربية المعاصرة” وموضوع الشيخ، رجل السياسة الليبرالي وتخبطه وفشله حاضر هو الآخر، ويحضر كذلك نقد التراث الذي يساهم في إنقاذه من خلال هذا الحضور النقدي.
واستهل الأستاذ محمد الشيخ مداخلته بذكر داء العطب القديم المتواجد في الجسم العربي، حيث أشار محمد الشيخ إلى أن المصيبة ليست فقط في العطب، بل المصيبة الكبرى أن لا ينتبه إلى هذا العطب..
وتمحورت المداخلة عن داء العطب القديم والجرح العربي الذي يكاد لا يندمل إلى اليوم، ومسألة هامة عن الكتاب، وهي كيف عومل بدل البحث عن الأثر؟.. وبعد أن أشار المتدخل إلى التلقي العربي المشرقي لمشروع العروي، نبه إلى مرحلة التأليف الأول والترجمة الأولى التي صدر فيها المؤلف شبه بيان، وتكلف فيما بعد بالقيام بترجمة أخرى وتحيين للكتاب، غير أن المتدخل وقف عند مسألة هامة وهي لماذا لم يأخذ الكتاب حقه في الترجمة إلى الانجلوساكسونية وتحديدا إلى اللغة الانجليزية..لا توجد ترجمة انجليزية للكتاب، هناك ترجمات فلكلورية، في سنة 1982 ترجم جزء هام من الكتاب إلى الانجليزية، وكان السبق إلى الترجمة الايطالية سنة 1969 وصرح المتدخل لست أعرف أثر هذه الترجمة وحضورها في الأدب الاستشراقي الألماني.
الجلسة الثالثة:

سير الجلسة الثالثة الأستاذ عبد المجيد جهاد ومهد تسييره بالإشارة إلى أهمية كتاب “الاديديولوجية العربية المعاصرة” التي تبدأ من الخطاب العقلاني التقليدي للفكر العربي المعاصر، كون الكتاب يعد نقدا تأسيسيا لما بعد الهزيمة، بدأت فكرته تتبلور منذ سنة 1960 والصياغة الأولى بين سنتي 1962/1963، وتنبأ بالهزيمة وتتويج لمرحلة سقطت قبل البداية..
تطرق المتدخل الأول محمد مزوز لمفهوم الإصلاح في صداه ومداه، أي على المستوى الجغرافي والزمني من حيث النفس والاستمرارية وعن مداه وهو سبب النقد الموجه إليه، لكون الإصلاح يحتاج لزمن من أجل التحقق، أشار المتدخل أن الكتاب استحضر الشيخ والليبرالي والمهندس التقني من خلال منهج نقد التوجهات التي دفعت للماركسية الموضوعية، باعتبارها في ذلك الحين بديلا، كما قدم الكتاب العناصر المكونة للتراث، ومن التراث إلى الحداثة من ثم أصدر أهل التراث نقدا لاذعا لايديولوجية العروي..
وهنا يطرح السؤال عن العقلانية والليبرالية من الفكر الغربي إلى الفكر العربي، ومحور الاستعادة، هل من تراثنا أم من تراث الآخرين، ليختم المتدخل ويلخص مداخلته بالسؤال التالي: ماذا تبقى لنا اليوم من حلم المشروع..
لتأتي مداخلة نبيل فازيو عن مفعول الكتاب في الدراسة الفلسفية بالمغرب، وكيف يحضر العروي في الفكر الفلسفي المغربي؟ وكيف تلقى الفلاسفة فكر العروي؟..
أشار المتدخل إلى أن العروي عرف بنقد الفلسفة خصوصا في كتابه “السنة والإصلاح” هذا الكتاب الذي يؤكد موقف العروي كمؤرخ وليس كفيلسوف..إذن من هو فيلسوف العروي الذي يحاوره ويناقده ؟ هل هو سبيلا أم أفاية أم بن عبد العالي أم بلقزيز..
موضوع الكتاب عن التأخر التاريخي، هل كان من اللازم أن يكون هناك كتب أخرى تسبق كتاب الايديولوجية، التفلسف صعب أمرها بسبب التاريخ، الفلسفة تفكير قلق للواقع حسب رأي أفاية هناك أثر ذلك عند العروي..
قرأ العروي عن الدولة ومفهومها عند ماكس فيبر وهيكل وفكر في مفهوم الدولة في المجتمع العربي..كان للعروي موقف واضح وصريح من التراث وهو القطيعة.
هل تجاوز القول الفلسفي مشروع الكتاب؟ الكتاب مازال يطرح أطروحاته. فكر العروي أمامنا إما أن نستوعبه أو نتجاوزه لأنه يطرح القضايا الكبرى عن الايديولوجية العربية المعاصرة..
وكان ختام الجلسة والندوة بمداخلة عبدالإله بلقزيز الشهادة حيث ذكرنا بلقزيز أنه سبق له أن أطلقت على العروي قبل 26 سنة اسم عميد الفكر العربي، العروي ورغم كل الصخب لم يأخذ حقه، ولم يقرأ كما ينبغي، هناك فجوة بين العروي وقرائه إذ ليس هناك نفس المراجع في إطار الخطاب والتلقي..وتسائل بلقزيز عن أثر الكتاب في الفكر العربي.
وعن هذا الأثر نبش المتدخل على الحضور العلمي والشخصي للعروي في الفكر العربي ولدى المفكرين العرب المؤسسين والمترسخين من هشام جعيط وياسين حافظ وآخرون..
وعن استمرارية مشروع وفكر الكتاب، أشار إلى أن عددا من الدروس تعلمناها من العروي وفكره وهي كالتالي:
> استشكال مواد التفكير.
> الصرامة النظرية في استعمال المفاهيم.
> التحليل المنظومي للفكر، التحليل الأفقي.
> الوعي المقارن للأفكار والمفاهيم والظواهر.
> التمسك الحازم بالعلمية والوضعية، البعد عن أحكام القيمة.
> الاستدلال الدقيق أن التاريخانية نمط، وأن الماركسية الموضوعية تساهم في بناء الدولة الحديثة.
> القدرة الهائلة للعبور السلس بين العلوم، للرجل موسوعية معرفية تعززت باستثمار المعارف العلمية المحصلة.
وختم عبد الاله بلقزيز كلمته بالتصريح التالي: “الايديولوجية العربية المعاصرة” من سلالة الكتب المعمرة، ومن الكتب التي لا تنتهي صلاحيتها، كتب تاريخها التاريخ.

متابعة: احمد طنيش

Related posts

Top