أجيال من المغربيات والمغاربة لا زالوا على دربه سائرين وعلى نهجه ملتفين

علي يعته:

تدور الأرض وتأتي بالذكرى الخامسة والعشرين من غياب المشمول برحمة الله وعفوه الرفيق سي علي يعته، قضاء لا رد له تحملناه في حينه وكان ولا زال حسن عزائنا هو الصرح الذي عمل الرفيق علي، الحاضر الغائب، على تشييده خدمة للوطن والشعب.

وسيرة الرجل تجعله من الأبرار الصادقين، من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، أينما حل وأينما ارتحل.

ناضل من أجل استقلال البلاد ومن أجل انعتاق شعبها من براثين التخلف والتبعية وكون في مدرسة حزب التقدم والاشتراكية أجيالا من المغربيات والمغاربة الذين لا زالوا على دربه سائرين وعلى نهجه ملتفين.

زعيم من زعماء الوطن جعل من تحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية وتعزيزها هدفا يسمو فوق كل الاعتبارات. كافح من أجل تقوية الجبهة الداخلية ودمقرطة الحياة العامة للمملكة وجعل الديمقراطية ليست واجهة سياسية بل إجراءات وممارسات تهم العمل السياسي والشأن الاقتصادي والوضعية الاجتماعية والفعل الثقافي على أساس السمو بالإنسان أولا وأخيرا.

كان مبدعا في تحاليله، مقنعا بخطابه، متقنا لجدلية الأمور وارتباطها وموضوعيا في مقاربته.

كان صبورا في تعامله مع الآخر لكي يتمكن من الاقتناع وضرورة الانخراط الكلي والانضباط بما سطره  الحزب من سيرورة بصفة جماعية.

وعلى قدر صبره وحسن نيته مع الآخر كان حاسما في محاربة كل انتهازية، محاربا لكل الميولات الفردانية التي من شأنها تغليب الذات على المقاربة الجماعية أو جعل وحدة الحزب وهويته في ميزان النزعات الشخصية.

كان يحب العمل ولا يترفع عن العمل اليدوي وحتى في أوقات الراحة التي تتاح له كان يقضيها في البستنة.

كان من أهل العزم يؤمن بأن تطور ميزان القوى يؤخذ غلابة بالنضال والانخراط مع الجماهير الشعبية والتكيف مع وضعيتها لصقل وعيها والرفع من قدراتها التنظيمية.

كان قوي الإنصات وقوي الإدراك بالتطورات التي يعرفها المجتمع المغربي مما مكن الحزب عبره وبمعية رفاقه التغلب على النزعة الدغمائية الجامدة ولو كانت مغلفة بمقاربات إيديولوجية تحسب أصيلة.

كان ممارسا للسياسة بأخلاق عالية وقيم إنسانية جعلت منه قدوة ونبراسا لكل المناضلين كانوا داخل الحزب أو خارجه. وكسب عطف المغاربة قاطبة من خلال دفاعه المستميت على قضايا الفئات الواسعة من شعبنا التي كانت تعاني من الضيق أو الظلم، مستعملا لذلك كل الوسائل الممكنة.

كان سي علي رحمه الله لا يستبق الأحداث بقدر ما كان يبحث عن ترجمتها على أرض الواقع وجعل الحزب في مستوى الأحداث وفي السياق العملي الملموس.

كان يؤمن بوحدة عمل القوى التقدمية بقدر إيمانه بضرورة تواجد الحزب وتجدره في الحياة المجتمعية الوطنية. وكان دائم التفاؤل بانتصار القضايا العادلة للشعب المغربي ولكل الشعوب عبر المعمور.

رحم الله سي علي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا في نضالنا من أجل حزب عتيد وشعب سعيد.

*قيادي في حزب التقدم والاشتراكية

مصطفى البريمي*:

Related posts

Top