أحمد مسعاية يقدم إصداره الأخير “مسرح القطيعة”

ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء، تم تنظيم لقاء حول الإصدار الأخير للأستاذ الباحث أحمد مسعاية الموسوم بـ”مسرح القطيعة، بحث حول الإبداع المسرحي الشاب في المغرب” بحضور المؤلف، وتولى تقديمه ومحاورته الأستاذ رشيد برومي.
بعد التوطئة لهذا اللقاء بالتذكير بمسار المسرح المغربي وسياسة تدبيره التي اعتبرها رشيد برومي فاشلة، انتقل للحديث عن محتوى كتاب “مسرح القطيعة” حيث ذكر أنه زاخر بالمعارف وذو حمولة شعرية، مما يجعله نادرا في هذا النوع من البحوث المسرحية.
وذكر بعد ذلك أن مؤلف الكتاب، ناقد مسرحي، سبق له أن أدار المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وبعد تقاعده، كرس حياته للكتابة والبحث في مجال المسرح، حيث أصدر عدة مؤلفات، كما أنه شارك في عدة مهرجانات مسرحية، وساهم كذلك في تنظيم عدة ملتقيات حول المسرح. وسرد في الختام مجموعة من عناوين إصداراته التي تجمع بين الإبداع الأدبي والبحث في مجال المسرح.
وفي رده على أسئلة رشيد بروني، أكد مؤلف “مسرح القطيعة” أحمد مسعاية أن شغفه بالمسرح يعود إلى البدايات الأولى في الدراسة، حيث تولدت لديه قناعة بأن المسرح له إسهام في تطوير البلد، وعبر بعد ذلك عن أسفه لكون الدولة لم تعن بالتوثيق للمسرح المغربي عبر مختلف محطاته التاريخية، مما أدى إلى ضياع الكثير من الأعمال المسرحية، وحث بالتالي على ضرورة إنشاء مركز لتوثيق المسرح، وعلق على ذلك بالقول إنه بما أن عمر المسرح قصير، فقد تضاعف قصر هذا العمر بعدم العناية بمجال التوثيق. مذكرا بأن الطلبة الباحثين تواجههم عواقب في إنجاز بحوثهم حول المسرح، بسبب فقدان مواد للبحث، من هنا تولدت لديه فكرة تجميع كل الإنتاجات المسرحية وإصدارها في مؤلفات، غير أن هذا المشروع ظل محجوزا لدى الوزارة الوصية على قطاع الثقافة ولم يخرج إلى النور لحد الآن.
وحول دلالة العنوان الذي أطلقه على إصداره الأخير “مسرح القطيعة”، ذكر أن الحركة المسرحية المغربية منذ الاستقلال إلى الآن، شكلت محطات انفصال عن بعضها البعض، وفي إصداره الأخير عني بالحديث عن السنوات الأخيرة للمسرح الشاب.
واستحضر في مداخلته تاريخ المسرح المغربي، مذكرا بأنه قطع ثلاث مراحل أساسية. اتخذ في المرحلة الأولى بعدا سياسيا لتحرير البلد من الاستعمار، ولم تكن هناك حركة مسرحية زاخرة، وفي المرحلة الفاصلة بين 1956 و1986 تميز بإنشاء فرقة وطنية هي فرقة المعمورة وبروز مخرجين مغاربة كبار، أما المرحلة الموالية فقد اتسمت بظهور مسرحيين لهم تكوين مسرحي، خصوصا مع إنشاء المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
وتوقف مرة أخرى عند مسألة القطيعة التي سادت الحركة المسرحية، حيث ذكر أن ذلك لم يقف عند حدود الجوانب الجمالية والفنية، بل امتد إلى الجانب المتعلق بالسياسة التدبيرية لهذا المسرح في حد ذاته، خصوصا في الفترة الأولى للتناوب الحكومي، حيث تم تقنين مهنة الفنان، وتم وضع قاعدة منصفة وشفافة لدعم الإنتاج المسرحي، في حين أنه قبل هذه المرحلة لم تكن تتاح للمسرحيين الشباب فرصة الاستفادة من دعم الدولة وكان هذا مقتصرا على من لهم نفوذ.
كما أنه تم القطع مع المرحلة التي كانت يسود فيها مسرح العائلة، حيث ذكر مجموعة من نماذج الفرق التي يتولى فيها الآباء وأبناؤهم وزوجاتهم وأقاربهم تنفيذ مختلف مكونات العمل المسرحي: التأليف، الإخراج، التمثيل، الملابس، السينوغرافيا.. إلى آخره، وبات الدعم مشروطا بالتوفر على دبلوم التخصص في كل مجال من تلك المجالات على حدة.
وخلص الأستاذ أحمد مسعاية إلى أنه ليس هناك فرقة مسرحية لها مشروع محدد، وبالتالي كان هدفه من تأليف كتابه الأخير خلق نقاش حول المسرح والتفكير في جماليته مراهنا على الشباب لإحداث الثورة في هذا السياق.

< عبد العالي بركات

Related posts

Top