“أحمد مول الكورة”!

أحمد مول الكورة” مفردة كثيرا ما سمعنا بها، ورددها الكثيرون من عشاق كرة القدم الجميلة والأهداف الرائعة، لازمة ارتبطت لعقود وإلى يومنا هذا بأحمد فرس واحد من النجوم الكبار الذين أنجبتهم كرة القدم الوطنية طيلة تاريخها الطويل.
وهذا دليل على الحب الذي يكنه كل من كان محظوظا بمتابعة إبداعات “سي أحمد” بالملاعب المغربية والإفريقية، وعلى الصعيد الدولي، فحتى الذين لم يكتب لهم مشاهدة قلب هجوم نموذجي سبق زمانه، يكنون لفرس الكثير من التقدير والاحترام، لسبب واحد، وهو أنهم لم يسمعوا عنه إلا الثناء والإشادة.
 إلا أن أحمد الذي نتحدث عنه اليوم، ليس ابن فريق شباب المحمدية، بل هو أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، والذي يغرد حاليا خارج السرب، بخرجات شاردة تماما، واضحة الشرود وليست في حاجة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) للتأكد من الحالة، ولا داعي لربط الاتصال الآلي بغرفة التحكيم، قصد التأكد من أن هذا الشخص الذي قادته الظروف والأخطاء التي ارتكبها من سبقوه، ليصبح المسؤول عن الكرة الإفريقية.
 ففي عز الذعر الذي تعيشه دول العالم فقيرة كانت أم غنية، لا يتردد “مول الكورة” بإفريقيا في إصدار قرارات وتوقعات، وإعطاء أوامر من مقر إقامته بمدغشقر، وكأنه معزول عن العالم وغير معني بكل ما يحدث من حوله من تداعيات وتطورات ومآس تهز الملايين عبر العالم.
قبل أيام قال في تصريحات لجريدة “لوموند” الفرنسية، إنه يصر  على إجراء المنافسات القارية الخاصة بالأندية في وقتها،  في إشارة  إلى نصف النهائي المقرر له أوائل ماي القادم، مع  رفض  تام لاحتمال إلغاء كل البطولات والمسابقات الإفريقية على مستوى الأندية والمنتخبات على حد سواء، خاصة أنه لا يوجد في نظره ما يستدعي ذلك. 
كما استبعد المسؤول الأول عن “الكاف”، فكرة تأجيل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2021 بالكاميرون، والمقررة في شهري يناير وفبراير المقبلين، مع التأكيد على أن التاريخ غير قابل للمراجعة أو التأجيل، دون أن ينسى التلميح إلى إمكانية الترشح لولاية ثانية. 
هكذا يفكر “مول الكورة” بإفريقيا، وهكذا يقرر انطلاقا من “برجه العالي” بمدغشقر، وهو يبعد هناك آلاف الكيلومترات عن مركز العالم، حيث يشتد صراع الإنسان مع وباء قاتل، من أجل التشبث بالحياة، وهو واقع مؤلم حقا، تلغى أمامه كل الأجندات وتتبعثر  تحت جبروته كل المشاريع، وتخيب  بفعله كل الرهانات والطموحات، كيفما كان حجمها أو أهدافها، لأن حياة الإنسان وأمنه أقدس المقدسات.
بقى أن نطلب العذر من سي أحمد فرس الإنسان المحترم على هذا الإقحام المقصود، والذي فرضه فقط تشابه الأسماء …

محمد الروحلي

Related posts

Top