أداء مثالي…

كان المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم، مقنعا إلى حد كبير في أدائه، عندما واجه المنتخب الزامبي في دور ربع النهائي للنسخة السادسة من كأس أمم إفريقيا للمحليين، التي تستضيفها حاليا دولة الكامرون.
جاء الأداء جيدا، وتعزز ذلك بالنتيجة القوية، وهو ما يشكل تطورا واضحا في أداء أسود الأطلس، بعد رابع مباراة له في هذه التظاهرة القارية، حيث لوحظ تحسن في المستوى، بعد إدخال التغييرات المطلوبة في المباراتين الثالثة والرابعة، سواء من الناحية البشرية أو التكتيكية، واختيار طريقة اللعب المناسبة، وذلك بالانفتاح أكثر على اللعب الهجومي، وممارسة الضغط العالي.
ومما سهل من مهمة العناصر الوطنية خلال المواجهة ضد زامبيا، التمكن من التسجيل مبكرا بواسطة الهداف سفيان رحيمي، تعزز بهدف ثان من توقيع محمد علي بامعمر، والثالث عن طريق ضربة جزاء وقعها العميد أيوب الكعبي، هنا انتهت عمليا المباراة، ومما زاد في تعقيد الأمور أمام الفريق الخصم، طرد لاعبه بعد خشونة متعمدة في حق عبد الإله الحافيظي، حيث استعان الحكم بتقنية الفيديو المساعد» VAR» لاتخاذ القرار المناسب.
وكما كان متوقعا قبل هذه المباراة، كانت السيطرة المغربية على منطقة وسط الميدان حاسمة، نظرا لعدم قدرة الزامبيين، على مسايرة قوة اللاعبين المغاربة بهذه المنطقة بالذات، بوجود كل من جبران وبامعمر والنجم الحافيظي، وهذا ما شكل مفاتيح اللعب، سهلت من إنجاز الهدف الأساسية، وألا وهو الوصول إلى تسجيل الهدف الأول بصفة مبكرة، وهذا ما تحقق بالفعل، فعلى إثر عملية هجومية جميلة، وتبادل كروي أكثر من رائع، أنهاه المتألق رحيمي بطريقة مثالية.
والإيجابي في أداء الفريق المغربي، التنوع على مستوى التسجيل، وإسهام المدافعين في ذلك، كما حدث أمام رواندا عن طريقة المدافع الأيسر حمزة الموساوي، ولاعب الوسط الحافيظي، وضد زامبيا سجل بامعمر، بالإضافة إلى ثلاث ضربات جزاء، حولها الكعبي إلى أهداف حاسمة، ليصل مجموع الأهداف إلى تسعة في أربع مواجهات.
عموما، فإن الأداء المغربي كان مثاليا إلى حد كبير، بتحقيق نتيجة إيجابية، حسمت في الجولة الأولى، ومحاولة الاقتصاد في الجهد، والعمل على إراحة لاعبين من بين الأساسيين، كالحافيظي ورحيمي، وهي الفرصة التي كان ممكنا استغلالها خلال المباراة الثالثة ضد أوغندا، لو تم تحقيق التأهيل مبكرا، بعد مباراتي الطوغو ورواندا.
بعد الوصول للمربع الذهبي لمسابقة «الشان»، كبر الطموح أكثر، وفتحت الآفاق نحو إمكانية الحفاظ على اللقب، وهو الرهان الذي يتملك كل مكونات هذا المنتخب، خاصة وأن كل الترشيحات تصب في اتجاه المنتخب المغربي، نظرا لتوفر الإمكانيات لتحقيق اللقب، بوجود تشكيل من اللاعبين المتميزين المتمرسين.
المواجهة القادمة ستكون أمام الكامرون يوم الأربعاء القادم، المهمة لن تكون سهلة أمام البلد المنظم، بحضور عاملي الأرض والجمهور، والطقس القاسي، إلا أن طموح أسود الأطلس كبير، سيمكنهم من تجاوز كل الظروف كيفما كانت صعبة أو معقدة، وما العبور لمرحلة النصف، إلا خطوة نحو التتويج يوم السابع من فبراير القادم.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top