أربعون سنة من عمر الاحتفالية

>  بقلم: د . ندير عبد اللطيف

مدخل للاستئناس
تعتبر تجربة المسرح الاحتفالي من بين أهم التجارب المسرحية العربية، ذلك أنها استمرت منذ سنة 1976 إلى الآن بكثير من العطاء بشكل متوازن بين التنظير والنقد والإبداع .
ظهرت الاحتفالية كمنظور فني وجمالي، وإطار فلسفي وإيديولوجي وفق شروط ذاتية وموضوعية فرضتها الظرفية التاريخية التي عاشها مجتمعنا العربي من المحيط إلى الخليج بفعل تجاذب الصراع  الطبقي الذي عانى منه الإنسان العربي من جهة وبسبب نكسة 1967 العربية جراء هزيمة يونيو مع الكيان الإسرائيلي، وبسبب قوى التحرر التي ظهرت بين الشباب العربي الذي كان يطمح إلى الخروج من شرنقة التخلف والتبعية وانعتاقه إلى المثاقفة والتفاعل مع ثقافات المجتمعات الأوربية .
استطاعت الاحتفالية أن تتجدد بتجدد بياناتها حسب السياق العام لواقعنا المسرحي / الفني ووضعنا الاجتماعي / الثقافي، فأعطت في كل مرحلة مشروعها التنظيري ليتجاوب مع اللحظة التاريخية ويتفاعل معها داخل منظومة متنامية يحكمها وعي خاص حسب ما يمليه واقعنا المسرحي  الإبداعي والنقدي .
وبالنظر إلى واقع التنظير للمسرح في المغرب، يمكن القول إن المسرح الاحتفالي يعتبر أول تجربة تنظيرية مسرحية عرفها المغرب خلال أواسط السبعينيات من القرن الماضي، بعد تراكم كبير من الإبداع المسرحي وتفاعل وتجاذب مثير في النقد خلال مهرجانات مسرح الهواة، مما أثار الكثير من ردود الأفعال  كان أهمها تواثر تيارات مسرحية متعددة ظهرت فيما بعد، أغنت ساحتنا المسرحية بمشاريع ورؤى بعضها اتسم بالموضوعية، وبعضها الآخر جاء كرد فعل متسرع تغلب عليه العاطفة، ولا يستند إلى مرجعية فنية،  بقدرما يرتكز على توجس سياسي وخطاب تبعي مغلف بشعارات أفرزتها  المرحلة.
بعد صدور البيان الأول للمسرح الاحتفالي سنة 1976، وبعد مرور أربع سنوات على التنظير المسرحي الاحتفالي، ستعرف بداية 1980 ميلاد تيار جديد يحمل اسم المسرح الثالث بالمهرجان الوطني 20 لمسرح الهواة بتطوان قدم خلالها السروت الصغير (المسكيني) بيانه الوحيد، لتتوالى بعده في مهرجانات (الرباط) و(أسفي) وما بعدهما أوراق جديدة لكل من محمد مسكين (النقد والشهادة في بيان واحد)، وسعد الله عبد المجيد (المسرح الفقير في خمسة بيانات)، حوري الحسين (مسرح المرحلة في بيانين)، عبد القادر اعبابو (المسرح الجدلي في بيان واحد)،  خشلة محمد (مسرح التكامل في بيان واحد).
غير أن جل هذه التنظيرات لم تقاوم كثيرا، ولم تستطع أن تجدد نفسها فسقطت إما بسبب موت أصحابها، أو بسبب كونها لم تستطع أن تتفاعل مع تحولات المجتمع الفني المسرحي، أو بسبب ظهور الكثير من الصراعات فيما بين الفاعلين لكل تنظير وتباعد مواقفهم أو مصالحهم ـ إن شئنا ـ فيما بين أعضاء جماعتها.
وبالعودة إلى الاحتفالية، فإنها تعتبر أول تنظير مسرحي عربي بقي محافظا على تقديم أوراقه، وملتزما بتجديد بياناته، ومستشرفا على توسيع دائرة الاشتغال على نصوصه في وطننا العربي من المحيط الى الخليج، وقد لعب المبدع المسرحي عبد الكريم برشيد أدوارا طلائعية في بناء هذا المد الشاسع، وربط هذا الصرح التواصلي بإبداعاته المسرحية، حتى أضحت أعماله أنموذجا للاقتداء والاحتذاء.

عبد الكريم برشيد مبدع متعدد وناقد متجدد ومنظر يقظ

حينما يذكر اسم عبد الكريم برشيد، لا بد وأن يذكر معه مسرحنا العربي، فهو اسم يختزل أمة بكاملها، من محيطها إلى خليجها، وقد أكسبته درايته الواسعة بأبي الفنون بأن يميز بين الأعمال والتجارب المسرحية والفنية، ويقوم أبعادها ومسالكها وشعابها، بعيدا عن كل حيف أو مغالاة. فالدكتور عبد الكريم برشيد عالم بخبايا المسرح، مدرك لقضاياه المؤتلفة والمختلفة، عارف دروبه المستوية والملتوية، كاشف أسراره الظاهرة والباطنة، توحدت فيه المدارس والاتجاهات وتفرقت، من عمقه الفكري تغذت التجارب الفنية وتفاعلت، وبعلمه اتسعت دوائر البحث العلمي وانتعشت.
من هنا يكون عبد الكريم برشيد ظاهرة منفلتة من كل الأزمنة والأمكنة، بكل ما تحمل الكلمات من معان ودلالات، ذلك أنه يجمع بين الكتابات كلها: إبداعية كانت أم نقدية، تنظيرية أم ركحية، هذا بالإضافة إلى اغترافه من ينابيع الفكر، وتأملات الفلسفة، وتصورات الفنون، ومدارج الجمال، ومستويات تجارب الحياة، إنه عالم مشكل من فسيفساء متناسقة، وأشكال وأحجام منسجمة، وسنفونية متجانسة الإيقاع رفيعة الأنغام.
لقد أهلته تجربته الواسعة إلى أن يكون إنسانا متعددا، تتوحد فيه كل القضايا وتتسع، حتى أضحى داخل وطننا العربي جوالا مسرحيا. يجوب ويجول جل عواصمه إما للدعم أو التبريك، أو  للتفعيل والتزكية.
فلا أحد ينكر أن عبد الكريم برشيد والمسرح العربي يعتبران وجهين لعملة واحدة، فمنذ البدايات الأولى لسبعينيات القرن الماضي إلى الآن، استطاع هذا المبدع المشاكس المتمرد أن يعيد تشكيل خريطة المسرح، ويتربع على عرش تجاربه التنظيرية، خصوصا بعد تقديمه المشروع الاحتفالي واستصدار بياناته المتعددة خلال فترات متقطعة، حسب ما تقتضيه كل مرحلة من تحولات، وحسب ما تفرضه كل مناسبة من مواقف ومسؤوليات.

مشروع الاحتفالية التنظيري

لقد أصبح المشروع الاحتفالي ـ اليوم ـ إطارا فنيا كبيرا، ومرجعا مسرحيا موسعا، بعدما تبنته تجارب مسرحية متعددة من أقطارنا العربية، واستطاع أن يستقطب روادا جددا ـ (مخرجين ومؤلفين ونقادا وجمهورا ) ـ بفعل تعامل كل هؤلاء مع مسرحيات برشيد وربطها بما يقدم من بيانات تنظيرية تؤسس لفعل متجدد وفكر يقظ، ومرجعية واضحة تستجيب لخصوصياتنا الذاتية، وتنفتح على الآخر دون أدنى إحساس بالنقص. وداخل سياقات تواصلية متفاعلة.
ان هذا البعد التواصلي يعمل على تجديد المشروع المسرحي العربي داخل منظومة إنتاجية، تعتمد على الذاكرة الجماعية وما تحمل من موروث ثقافي خام، قابل للتفعيل والتشغيل وإعادة الإنتاج.
وإذا كانت الاحتفالية لا تؤمن بالجمود والثبات والسكون، فإن الكتابة الإبداعية لها تتغذى من الحركة والحيوية، بعيدا عن كل واقعية سطحية مبتذلة، وقريبة من المزاوجة في تداخل الأزمنة والأمكنة بشكل يتناسب وطبيعة المحتفلين، بحيث يؤطر هذا الفعل وعي كل المشاركين بهذا الاحتفال، وينخرطون داخل طقوسه بمشاعرهم وأحاسيسهم التعبيرية، وبأفراحهم وأتراحهم المشتركة، ليكون التواصل محكما بسياقات معرفية وجمالية، قد تختلف وطبيعة الفرجة المسرحية المستهلكة.
تتجدد قوة الاحتفالية بتجدد الأزمنة، وتتطور بتطور الأحداث والظروف والملابسات.. ذلك أنها بعمق فكرها، استطاعت أن تبني إطارها النظري والتنظيري من رؤيتها التي تتجاوز الوقوف عند كل ما هو كائن إلى تصور ما هو ممكن ومحتمل، فخالفت بذلك بعض التجارب المسرحية العالمية في أبعادها وتصوراتها وتجلياتها المعرفية والمفاهيمية والتواصلية، من هنا نراها انتقدت الملحمية البريشتية في نظرتها للمسرح، باعتبارها تخاطب عقل الجمهور فقط، دون النظر إلى إحساسه، مع العلم أن هذا المتلقي يعتبر عمق الفعل الدرامي، وجوهر العملية التواصلية.
كما تجاوزت الاحتفالية المسرح الدرامي الأرسطي بمكوناته ومستوياته التطهيرية الساعية إلى مخاطبة عواطف المتلقي للاندماج بانفعالاته، وهو فعل يجعل هذا المتلقي منصهرا في الحدث، أسيرا فيه، تابعا وخاضعا، مقيد الحرية مشلول الإرادة، لأن الغرض من هذا الفعل الدرامي هو الوصول بالمتفرج إلى الإحساس إما بالرهبة أو الشفقة، لتحقيق عملية التطهير باعتبارها غاية وهدفا من هذا المسرح.
لقد أسست الاحتفالية أفق نظريتها من مشروع التأصيل لمسرح عربي، يحمل في طياته رؤية عميقة وشمولية للإنسان، عن طريق الإحساس بالوجود، وذلك بمشاركة الفرد داخل منظومة الجماعة في حفل  يمتزج فيه الشعور بوجدانه والتأمل في كل ما يحيط بنا من زوايا تروم التجديد والانتقاء، سلاحه في ذلك ترجيحه للمنطق والاستدلال العقلي حتى يكون توظيف الموروث الثقافي فيه الكثير من الخلخلة والتفاعل الإيجابي مع الأحداث والمواقف.
وإذا كان التراث يعتبر جمعا مشتركا تتوحد فيه الذات وتتفاعل، وتتحقق فيه كل الخصائص المشتركة، فإن إشكاليته تكمن في طريقة  توظيفه، لأن ما يهم فيه هو الفعل والموقف، وهذا ما سنجده يتأسس أيضا عند بعض التنظيرات المسرحية المغربية الأخرى التي تحمل نفس الرؤية ونفس المعالجة.
 لقد كان لمشروع التأصيل في التجربة الاحتفالية الدور الأساسي لتحديد خصوصية مسرح عربي قادر على مجابهة كل التحديات، من هنا يرى الدكتور حسن المنيعي في كتابه (المسرح المغربي من التأسيس إلى صناعة الفرجة) أن الاحتفالية تعتبر: “أول نظرية في المغرب حاولت الاستجابة لضرورة تأصيل الظاهرة المسرحية، وذلك من خلال بياناتها وكتاباتها التي تعلن عن النقلة الأصيلة في المسرح العربي عبر إثارة الأسئلة الصعبة المرتبطة بإشكاليته وتبعيته للغرب”.
هي أسئلة صعبة، ذلك أنها تنبني على عملية الخلخلة والهدم، لتكون المساءلة هي الصيغة المثلى لتحقيق الفعل الدرامي الذي يتناسب ومحيطه الاجتماعي والفرجوي.
  ظل المبدع عبد الكريم برشيد منذ استصداره للبيان الأول للمسرح الاحتفالي سنة (1976) إلى الآن، يراكم تجربته بحضوره الفعلي مؤلفا وناقدا ومنظرا، حاضرا في المشهد المسرحي بقوة، وفي المشهد الإعلامي بتميز، راصدا لكل الحركات والسكنات، يقظا لكل الردود، وكأن همه الأساس هو قراءة كل خلفيات مشهدنا المسرحي في أبعاده ومواقفه، واستطاع من كل هذا أن يبني صروحا تقيه ودروعا تحميه، فاكتسب مناعة قوية أهلته لأن يكون هو الأقوى في كل الهزات، والأجدر في كل الجبهات بفعل منهجه النقدي الرصين، ولغته الواصفة، ورأيه النافذ، ورؤيته الشمولية، وردوده القوية.
أغنى عبد الكريم برشيد ريبيرطواره المسرحي بكثير من النصوص الإبداعية، والعديد من الكتب النقدية والتنظيرية، وفي هذا السياق ألف وأنجز أكثر من خمسين مسرحية، أغلبها عرف التشخيص من طرف مخرجين مغاربة وأجانب، كما أن هذه الأعمال تعرف عليها جمهور عربي كبير بفضل نشرها على نطاق واسع في أغلب الدول العربية، لكن الجزء الأكبر منها طبع في المغرب سواء داخل منابر إعلامية (مجلات وجرائد)، أو ضمن كتب مسرحية مستقلة، كان أهمها الأعمال المسرحية الكاملة التي أصدرتها وزارة الثقافة المغربية في كتابين يضم كل واحد أربعة نصوص، ومما زاد من مسرحياته إشعاعا وتواصلا أكثر هو ترجمة بعضها إلى لغات أجنبية كالفرنسية والإنجليزية والإسبانية والكردية.
إن عبد الكريم برشيد بعوالمه المنفتحة على الإبداع والنقد والتنظير يكون من المسرحيين العرب القلائل الذين شيدوا للأجيال المستقبلية خريطة الطريق لمحاكاة أبي الفنون تنظيرا وممارسة، وذلك بعلم ومعرفة، بحكمة وتبصر، بعيدا عن أي انفعال أو توثر، سلاحه في ذلك خلخلة كل مألوف، والبحث داخل كل الأنساق الثابتة والجامدة عن حركية متحركة، يمتح منها دفء الوجود، ليتجدد في أمكنته المحتملة وأزمنته الممكنة داخل سياق تواصلي وتفاعلي يراعي شروط العرض والطلب، ويتناسب وطموحه الجامح ـ حد الغواية ـ ليصبح هذا العالم قرية مسرحية بامتياز.

حصيلة البيانات في الأربعين سنة من عمر الاحتفالية

أصدر المسرح الاحتفالي عبر مسيرته التنظيرية ثلاثة عشر بيانا خلال الأربعين سنة، وهو رقم قياسي بالمقارنة مع أي تنظير مسرحي عربي، واستطاع هذا الركام من البيانات أن يكون مختلفا ومتنوعا من حيث فلسفته وطروحاته وطرق استصداره، من هنا يمكننا أن نقسم هذه البيانات بالأرقام على الشكل التالي:
ـ ثمانية بيانات تحمل أرقاما (البيان الأول ـ البيان الثاني.. إلى الثامن).
ـ أربعة بيانات من هذه الثمانية أصدرها عبد الكريم برشيد بمفرده وموقعة باسمه فقط.
ـ  أربعة بيانات المتبقية من البيانات الثمانية أصدرها ضمن جماعة المسرح الاحتفالي.
ـ خمسة بيانات الأخيرة تحمل اسم الاحتفالية المتجددة، وهي موقعة بأسماء مدن نذكرها على التوالي: بيان تازة ـ بيان عمان ـ بيان الشارقة ـ بيان الرباط ـ بيان طنجة.

أ ـ بيانات الاحتفالية الأولى الموقعة باسم عبد الكريم برشيد فقط (عددها أربعة)
ـ أصدر عبد الكريم بيانه الأول للمسرح الاحتفالي موقعا باسمه الشخصي بالملحق الثقافي لجريدة العلم عدد 310 السنة السابعة يوم 23 أبريل 1976.
ـ في حين أنه أصدر بيانه الثاني بمجلة الثقافة الجديدة التي كان آنذاك واحدا من بين مؤسسيها تاريخ نشر البيان كان يوم 24 فبراير 1977 ليعيد نشره من جديد بمجلة البيان الكويتية في عدد 179.
ـ وفي نفس السنة أصدر بيانه الثالث بجريدة العلم الثقافي في ثلاث حلقات أعداد 416 ـ 417 ـ 418 ـ من شهر دجنبر 1977.
ـ أما البيان الرابع فصدره يوم 15 مارس 1980 ونشره بمجلة الزمان المغربي في عدد 5 سنة 1981.

ب ـ بيانات الاحتفالية الموقعة باسم جماعة المسرح الاحتفالي (عددها أربعة)
ـ وزعت خلال انعقاد المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.
ـ أصدرت جماعة المسرح الاحتفالي بيانها الأول (كجماعة) على هامش انعقاد المهرجان الوطني 20 لمسرح الهواة بمراكش فكان توقيعه يوم 27 مارس 1979 الذي أثار الكثير من ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، لينشر بعد ذلك بالملحق الثقافي لجريدة العلم في ثلاث حلقات من 4 إلى 18 مايو 1979 ثم بمجلة الفنون الصادرة عن وزارة الثقافة العدد1 السنة السادسة 1979 وهو عدد مسرحي خاص؛ ثم بمجلة البيان الكويتية في شهر أكتوبر من نفس السنة، ثم بمجلة نادي المسرح  (بالجمهورية المصرية) في شهر يونيو 1981، ثم ضمن كتاب المسرح الاحتفالي (الصادر عن الدار الجماهيرية ـ ليبيا) سنة .1989
ـ أصدرت جماعة المسرح الاحتفالي بيانها الثاني بالمهرجان الوطني 21 لمسرح الهواة بتطوان خلال اليوم العالمي للمسرح الذي يتزامن مع 27 مارس من كل سنة ـ ثم بمجموعة من المنابر كان أهمها مجلة البيان الكويتية.
ـ أصدرت جماعة المسرح الاحتفالي بيانها الثالث خلال انعقاد الدورة 23 من المهرجان الوطني لمسرح الهواة بأسفي سنة 1982، ثم نشر بعد ذلك بالملحق الثقافي لجريدة العلم، ثم ضمن كتاب المسرح الاحتفالي سالف الذكر.
ـ البيان الرابع لجماعة الاحتفالية وقع بمناسبة اليوم العالمي للمسرح يوم 27 مارس 1983 ونشرته الجماعة بمجلة المهرجان في عددها الثاني وعددها الثالث السنة الأولى 1983، ثم ضمن كتاب المسرح الاحتفالي سالف الذكر.

الموقعون في بيانات الاحتفالية

وقع البيانات الجماعية للمسرح الاحتفالي  مجموعة من الفاعلين في حقل الممارسة المسرحية المغربية من مخرجين ومؤلفين وممثلين ونقاد، واختلف عدد الموقعين بين كل بيان وآخر، ففي البيان الأول وقع ست فعاليات هم: عبد الكريم برشيد ـ الطيب الصديقي ـ عبد الرحمان بن زيدان  ـ  محمد الباتولي ـ عبد الوهاب عيدوبية ـ وثريا جبران.
في حين وقع في البيان الثاني إثنا عشر فردا هم: محمد بلهيسي ـ محمد عادل ـ سليم بن عمار ـ مصطفى سلمات ـ محمد أديب السلاوي ـ بوشتى الشيكر ـ محمد قيسامي ـ رضوان احدادو ـ عبد العزيز البغيل ـ جناح التهامي ـ فريد بن امبارك ـ عبد الكريم برشيد.
أما البيان الثالث فقد وقعه عشرون فاعلا مسرحيا، في حين أن البيان الرابع وزع باسم جماعة الاحتفالية بدون تحديد أسماء الموقعين.

المخرجون المسرحيون المغاربة الذين تعاملوا مع نصوص عبد الكريم برشيد

كثير هم المخرجون المسرحيون المغاربة الذين تعاملوا مع النص الاحتفالي لعبد الكريم برشيد عبر مسيرته التاريخية منذ بدايات السبعينات إلى الآن  نذكر منهم:
عبد اللطيف الدشراوي (الرباط) ـ عبد الرزاق البدوي (الدار البيضاء) ـ إبراهيم وردة (الدار البيضاء) ـ مصطفى رمضاني (بركان) ـ عبد الحق التمسماني (الخميسات) ـ محمد الأزهر (الدار البيضاء) ـ محمد التسولي (الدار البيضاء) ـ محمد بلهيسي (تازة) ـ عبد المجيد فنيش (سلا) ـ محمد الصوصي العلوي مولاي هاشم (الرباط) ـ محمد الشغروشني (الخميسات) ـ الهوب (الخميسات) ـ  عبد الواحد عوزري (الدار البيضاء) ـ حسن العلوي المراني (فاس) ـ حميد رضواني (فاس) – عبد القادر اعبابو (أكادير).

حصيلة ما أنتجه عبد الكريم برشيد من نصوص ونقود

بالنظر إلى ما أنتجه المسرحيون المغاربة من نصوص ونقود، يعد عبد الكريم برشيد من بين العشرة كتاب مسرحيين المغاربة الأوائل الأكثر إنتاجا، وقد استطاع خلال الأربعين سنة أن ينوع إصداراته بين نصوص مسرحية وكتب نقدية وأخرى تنظيرية.. داخل هذا الركام، استطاع مشروعه أن يخرج من إطار المحلية لينشر في كثير من الدول العربية سواء في فضاء المجلات، أو من خلال كتب.. ومن ضمن الدول التي حضيت أعمال عبد الكريم برشيد باهتمامها نذكر ليبيا وتونس ومصر والعراق وسوريا ولبنان والإمارات العربية المتحدة، هذا بالإضافة إلى نشر نص بإسبانيا.
وبالأرقام يمكن أن نرصد الإنتاج الإبداعي والنقدي المسرحي لعبد الكريم برشيد في السياق البيبليوغرافي التالي:
ـ عشرة كتب تجمع ما بين النقد والتنظير.
ـ 51 نصا مسرحيا أغلبها عرف الطبع موزعة على الشكل التالي:
  (21 نصا مسرحيا طبع في كتب مغربية إما بشكل فردي أو من خلال نصين في كتاب أو مجموعة نصوص في كتاب). (9 نصوص في كتب ومجلات عربية  ـ ونص واحد بالإسبانية). (10 نصوص في ملاحقنا الثقافية وجرائدنا الوطنية). (5 نصوص في مجلاتنا المغربية)..

كتاب مغاربة ألفوا كتبا عن الاحتفالية

من بين أهم ما كتب عن الاحتفالية في كتب خاصة في الإعلام المغربي والعربي نسجل ثلاثة هي:
 ـ الاحتفالية في المسرح المغربي الحديث، لمحمد أديب السلاوي عن وزارة الثقافة والإعلام العراقية سنة 1983.
ـ مسرح عبد الكريم برشيد: التطور والانجاز، لمصطفى رمضاني مطبعة تريفة بركان سنة 2007.
ـ عبد الكريم برشيد خطاب البوح، لعبد السلام الحيابي عن منشورات ايديسوفت الدار البيضاء 2015.
دون أن ننسى الكثير من الدراسات المضمنة في كتب لكثير من النقاد المسرحيين المغاربة والعرب، بالإضافة إلى أطاريح وبحوث جامعية لنيل شهادة  الدكتوراه أو دبلومات عليا من الصعب حصرها وهي أيضا موزعة في العديد من الجامعات المغربية والعربية.

خلاصة عامة

لقد أصبح عبد الكريم برشيد بفعل ما أنتجه عبر مسيرته الطويلة ظاهرة مسرحية جديرة بالدراسة والتحليل، وتحتاج أكثر إلى مجموعة عمل لجمع تراكم هذه التجربة وتقويمها بما يتناسب وحجم تطلعها الفني والجمالي، من هنا فكرنا بصوت عال أن نؤسس مع زمرة من الأصدقاء  مؤسسة عبد الكريم برشيد للإبداع والفكر، غير أن هذه المؤسسة بقيت تقف على رجل عرجاء بسبب شح الإمكانيات وضعف الوسائل، لذلك فهي تحتاج إلى ضخ دماء جديدة يساهم فيها النقاد والباحثون لتسهيل عملية البحث والتنقيب  والتحليل في سياق مشترك توثيقا لتجارب روادنا المسرحيين المغاربة الذين يطالهم الإهمال في صمت رهيب ومخيف.

*مداخلة في ندوة حول أربعين سنة على الاحتفالية
عقدت ضمن فعاليات الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء/ فبراير 2016

Related posts

Top