أزمة الفتح

ساءت الأمور التقنية بشكل مفاجئ داخل فريق الفتح الرباطي، وجاءت الهزيمة المثيرة في آخر دورة من منافسات البطولة الاحترافية أمام فريق مولودية وجدة، لتدق ناقوس الخطر، حيث أصبح من بين الفرق التي تشملها حسابات النزول للقسم الثاني المعقدة والشاقة.
هذه الوضعية المتأزمة جعلت القلق يخيم على أجواء الفريق الرباطي الذي يعد من الأندية القليلة التي تعيش نوعا من الاستقرار إداريا وماليا وتقنيا، إلا أن النتائج لا تعكس ذلك.
فباستثناء فوزه بلقب البطولة سنة 2016 ولقب كأس العرش سنة 2014، تحققا في الخمس مواسم الأخيرة، فإنه عادة ما نجد هذا الفريق العريق ينافس بوسط الترتيب، وغير قادر تماما على الصراع باستمرار على المراتب المتقدمة.
يحتل الفتح إلى حدود الجولة الواحدة والعشرين المركز الـ 14 برصيد 23 نقطة، ويفصله عن المركز قبل الأخير 4 نقاط، حيث يتواجد به شباب الحسيمة بمقابلة ناقصة في حوزته، بينما يقبع الكوكب المراكشي وحيدا بالصف الأخير بما مجموعه 21 نقطة.
حقق الفريق 5 انتصارات فقط، في 21 مباراة، بينما حصد 8 هزائم، ونفس العدد فيما يخص التعادلات، بخط دفاع ضعيف، دخلت مرماه 22 هدفا، بينما لم يسجل خطه الأمامي سوء 17 هدفا، أي ناقص 5 أهداف.
وطبيعي أن يتعرض وليد الركراكي لموجة انتقادات كثيرة بسبب كل هذا التراجع في نتائج الفريق، وهو أمر غير مقبول بالنظر إلى الإمكانيات المهمة الموضوعة رهن إشارة الفريق، والتي تجعله مؤهلا باستمرار للمنافسة على المراتب الأولى.
أمام هذه الوضعية المعقدة، ارتفعت احتجاجات من طرف الفتحيين، وكل أصابع الاتهام موجهة بالأساس إلى الطاقم التقني.
وفي محاولة لتطويق الأزمة، قررت إدارة الفتح إعادة النظر في تعاملها مع بعض اللاعبين وذلك بتنسيق مع الطاقم التقني، خصوصا بالنسبة للذين لوحظ تراجع في المردود التقني واستعدادهم البدني، حيث تم إبعاد البعض منهم عن الفريق الأول وضمهم للفريق الرديف، كما تم إخضاع كل اللاعبين مؤخرا لفحوصات الكشف عن المنشطات بهدف التأكد من خلو وسط الفريق من تناول مواد محظورة قانونيا وأخلاقيا.
إلا أن مهمة الحفاظ على مكانة الفريق داخل منظومة الكبار لن تكون بالأمر السهل، إذ تنتظر الفتح مباريات شاقة وصعبة، وكلها بمثابة مواجهات سد مباشرة ضد فرق مهددة بالسقوط للدرجة الثانية. وكل هذه المباريات الحاسمة يلعبها خارج الميدان، أولى هذه المواجهات المصيرية ستكون أمام المغرب التطواني، ثم الحسيمة، كما سيواجه الرجاء الذي يطمح لاحتلال مرتبة متقدمة، تسمح له الموسم القادم بالمشاركة بعصبة أبطال إفريقيا، خصوصا بعد المسار غير الإيجابي هذا الموسم بكأس الاتحاد الإفريقي التي يحمل لقبها.
وضعية بالفعل، من الضروري البحث في الأسباب التي قادت الفتح إلى نفق مظلم، رغم أنه من بين الفرق الهيكلة والمؤهلة باستمرار لحصد الألقاب …

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top