أسر مغربية تخلصت من أضحية العيد بعد تحول لونها إلى الزرقة

تفاجأت مجموعة من الأسر المغربية، في عدد من المدن، بتحول لحم أضحية العيد من اللون الأحمر الطبيعي إلى اللون الأزرق الداكن.
وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من التغيرات التي طرأت على لحوم الأضاحي بعدما تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحوم تحول من لونها الطبيعي إلى الأزرق والأخضر رغم وضعها في الثلاجة.
وطالب عدد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تدخل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل فتح تحقيق في هذه الحالات حماية للمواطنين وحماية لصحة المستهلكين، مشددين على ضرورة تشديد المراقبة على القطيع، وخصوصا أضاحي العيد، لضمان سلامة المواطنين من أي مضاعفات قد تطرأ بسبب استهلاك هذه اللحوم.
وفي ظل صمت مكتب السلامة الصحية الذي فضل عدم الاستجابة لاتصالات بيان اليوم، مفضلا انتظار تحرير بلاغه حول الظاهرة، قال خبير في تربية المواشي في حديثه للجريدة، إن التغير الذي يطرأ على لحوم الأضاحي مرتبط بشكل مباشر بعملية التعليف والتسمين التي يقوم بها مربو القطيع، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من التجاوزات في هذا الإطار كاستعمال أقراص وحقن كيماوية، وأعلاف مغشوشة يستعملها عدد من المشتغلين في القطاع.
وأوضح المتحدث أن “علف الدجاج” أو “السيكاليم” يبقى العلف الأكثر تأثيرا بشكل جد سلبي على اللحم، بعد الأقراص والحقن الكيماوية، موضحا أن “هذا العلف المخصص أصلا للدجاج يستعمله بعض المحسوبين على تربية القطيع بكثرة بالنظر لثمنه الزهيد من جهة، ونتائجه الظاهرية من جهة أخرى، إذ أنه يعطي للأضحية حجما أكبر في مدة قصيرة.
وعبر الخبير، في حديثه للجريدة، عن أسفه لتفشي بعض الممارسات اللاأخلاقية في القطاع، والتي قال إنها تستوجب الزجر من طرف السلطات المختصة والجهات الوصية، مؤكدا على أن هذه الممارسات ضارة بالمواطنين من جهة، وبالتنافسية بين المشتغلين بالقطاع من جهة أخرى، حيث أن المربي الذي يحترم طرق التعليف والتسمين السليمة يعاني بسبب غلاء أسعار العلف مقابل انهيار ثمن الأضاحي في العيد كما وقع هذه السنة.
وبعد أن أبرز أن الرابح في السوق هم من استعملوا الوسائل غير المشروعة، دعا الخبير السلطات المختصة إلى ضرورة التدخل من أجل وضع حد للتسيب وخلق توازن في السوق كي لا يخسر الفلاح ومربي القطيع والمواطن على السواء، وكي تتحسن الجودة أيضا.
هذا، وكان عدد من خبراء في مجال الزراعة، في تفاعل سريع مع انتشار خبر اللحوم الزرقاء، قد أوصوا المواطنين، ليس فقط بعدم استهلاك أي لحوم تغير لونها، بل أيضا بعدم تقديمها للحيوانات تجاوزا لأي مضاعفات صحية، داعين إلى إتلاف هذه اللحوم بطريقة سليمة.

 محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top