أسعار الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والأسماك مرتفعة بشكل مبالغ فيه في غياب سلطات المراقبة

ما أن تم الإعلان عن أولى أيام شهر رمضان الكريم، حتى اشتعلت أسواق مواد الاستهلاك التي شهدت ارتفاعات صاروخية، بل مبالغ فيها أحيانا، ما جعلها حديث المواطنين وعناوين نقاشاتهم.
الزيادات الصاروخية الني ترصدت جيوب المغاربة بداية شهر رمضان الجاري لم تمنع المواطنات والمواطنين من حمل القفة التي جابت الأسواق بحثا عن حل لمعادلة صعبة، قوامها قدرة شرائية منهكة وأسعار ملتهبة لمواد غذائية لا محيد عنها.
بيان اليوم بدورها، جابت الأسواق البيضاوية، متتبعة مسار هذه القفة، حيث وقفت على هذا الارتفاع الذي سجل في أولى أيام رمضان، الذي وصفه، المستهلك علال، بـ”المهول والمخيف”، مستنكرا الزيادة في أسعار الخضر، فالبطاطس المعروضة للبيع بأسواق البيضاء لا يقل ثمنها عن 6 دراهم، رغم أن سعرها في الأيام العادية لا يتعدى 3.50 درهم، إلى جانب سعر الطماطم، الذي انتقل من 3 دراهم، إلى 7.50 درهم، ونفس الأمر يهم البصل، الذي يتراوح ثمنه بين 2.50 درهم، و5 دراهم، مع استحضار عامل الجودة، الذي يعد المحدد الأساسي أثناء البيع.
ومن جهة أخرى، شهدت أسعار الفواكه ارتفاعا “صاروخيا”، وفق ما أسماه المستهلك عماد، الذي كان يقوم بجولة قبيل موعد الإفطار، بالسوق النموذجي “كراج علال” بمدينة الدار البيضاء، والذي دُهش عندما، أجابه بائع الفواكه عن سؤاله، حول ثمن مجموعة من الفواكه، كـ”الأفوكا” التي يتراوح ثمنها بين 35 و45 درهما، وسعر “التفاح” الذي يتراوح سعره بين 18 و30 درهما، و”المونغ” الذي يصل ثمنه إلى 30 درهما..
في ظل هذه الحمأة التي دوخت المستهلك، لاحظت بيان اليوم عملية تجفيف للسوق من مادة الليمون الذي بات عرضه يقتصر على بعض الأسواق فقط، بثمن مرتفع جدا، يصل إلى 16 درهما، ومرد هذا الاختفاء، “إلى كثرة الطلب على هذه المادة، والاستحواذ عليها من طرف أرباب المقاهي والفنادق”، وفق ما صرح به للجريدة إحدى البائعين المتخصصين في الفواكه.
كما لوحظ منذ بداية شهر رمضان أن أسعار السمك وفواكه البحر بجميع مسمياتها، ارتفعت بشكل كبير، فالسردين الذي يعد من بين الأصناف الأكثر استهلاكا في صفوف المستهلك المغربي، يتراوح ثمن بيعه بين 20 درهما، و30 درهما، أما “الصول” فيستقر ثمنه بعد الارتفاع في 70 درهما، و”الميرلا” 80 درهما، وباقي الأنواع الأخرى يتراوح ثمنها بين 50 درهما، و80 درهما.
أما سعر فواكه البحر، فيتراوح ثمنه بين 90 درهما، و180 درهما، استنادا إلى النوع، والجودة. ففاكهة “الكروفيط” التي يقبل عليها المستهلك المغربي بشكل كبير، يتراوح ثمن بيعها بين 120 درهما و180 درهما في بعض الأسواق، أما فاكهة “بوزروغ”، فيصل ثمنها إلى 90 درهما…
وأمام هذه الأثمنة الخيالية في أسعار السمك، لا يجد أمامها المستهلك الذي يرغب في إشباع شهوته غير دفعها والرضوخ لأسعار السوق، أو الاكتفاء بالنظر والحوقلة بعد صدمة لهيب الأسعار، وهو ما ظهر على محيى إحدى المستهلكات التي اكتفت بالنظر وانسلت بهدوء من وسط مجموعة من المستهلكين، الذين ينتظرون دورهم عند بائع السمك عبد العالي، بدرب السلطان.
وإذا كان سعر السمك قد وصل إلى الحدود القصوى، فإن اللحوم البيضاء، قد حلقت عاليا هي الأخرى، لم لا وأن مائدة الفطور والسحور تحتاج إلى قليل من اللحوم البيضاء ومشتقاته، إذ ارتفع ثمن الكلغ الواحد من الدجاج بـ 5 دراهم، ليسجل ثمنه في لوحة الأسعار 18 درهما، أما البيض فثمنه الحالي 1.20 درهما، بزيادة قدرها 0.40 سنتيم.
كما تشهد اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان، ارتفعا ملحوظا في الطلب، مما يدفع المحتكرين إلى الرفع من الثمن، وإخضاع المستهلك المغربي إلى السعر الذي يحدد بشكل تلقائي في رمضان كل سنة، وهو ما فاجئ المستهلك إبراهيم الذي لاحظ وجود ارتفاع في ثمن اللحوم الحمراء بعدما اقتنى كلغرام واحد من اللحم بـ 85 درهما.

يوسف الخيدر

Related posts

Top