“أسود الأطلس” يطمحون لتحقيق الأفضل رغم قوة المنافسة

تفتتح يوم الأحد القادم النسخة الثانية والعشرون من بطولة كأس العالم لكرة القدم، والتي تستضيفها قطر في الفترة من 20 نونبر إلى 18 دجنبر 2022، بمشاركة 32 منتخبا، وهي آخر نسخة تعرف مشاركة هذا العدد، إذ سيتم الرفع من الرقم إلى 48 منتخبا خلال مونديال 2026.
تعرف هذه الدورة العديد من الخصوصيات، تجعل منها حدثا متفردا، ولعل أولها تغيير موعد البطولة من فترة الصيف إلى الشتاء، مع ما ترتب عن ذلك من ارتباك كبير على مستوى مختلف الدوريات بمختلف القارات.
ثاني هذه المستجدات، إجراؤها بدولة عربية صغيرة، وبالضبط بمنطقة الخليج، وهو حدث غير مسبوق في تاريخ هذا الحدث الرياضي الكوني، وثالثها غياب منتخبات بارزة، منها من سبق أن فاز بكأس العالم كإيطاليا، إضافة إلى السويد ونيجيريا وأوكرانيا وكولومبيا وغيرها…
كما لا يمكن تجاهل غياب نجوم كبار، إما لعدم تأهل منتخباتهم أو بسبب الإصابة، وفي المقدمة يأتي اسم النرويجي إيرلينغ هالاند والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والجزائري رياض محرز والمصري محمد صلاح، أما قائمة المصابين فتضم أسماء وزانة منها الفرنسي بول بوغبا، والمغربي أمين حارث، وكوكبة منتخب “الآزوري”، كما أن هناك احتمالا كبيرا لغياب النجم السنغالي ساديو ماني…
بالمقابل تحضر القوى التقليدية الطامحة إلى كسب اللقب، وإغناء الرصيد على مستوى التتويجات، وتتقدم صدارة المرشحين منتخبات البرازيل وألمانيا وفرنسا وبلجيكا، دون أن إلغاء حظوظ انجلترا بفضل تشكيلة تقدم الكثير من القناعات على مستوى الأداء والفعالية…
ولا ننسى الإشارة إلى تسجيل رقم قوي، يتجلى في حضور النجمين الكبيرين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي أعراس المونديال للمرة الخامسة على التوالي، ليواصلا معا التنافس على أعلى مستوى، بتشريف كبير لمسار استثنائي بكل مقاييس الإبهار والتألق.
كما تعد دورة قطر الأعلى تكلفة في التاريخ، بميزانية تصل إلى 220 مليار دولار أمريكي، هذا هو يقارب 60 مرة ما أنفقته جنوب أفريقيا على كأس العالم 2010، معطى يؤكد قيمة الحدث، وسعي الدول للاستفادة من عائدات -ليست بالضرورة- مالية أو اقتصادية، بل تتعداها إلى أبعاد سياسة ودعائية وترويجية.
حضور الفريق الوطني المغربي بالمونديال هو السادس في تاريخ مشاركاته بكأس العالم، والثاني على التوالي بعد دورتي 1994 و1998، بعدما سبق أن تأهل لنسخة روسيا 2018، بعد غياب دام 20 سنة كاملة…
وكل الأمل أن يتمكن أصدقاء العميد غانم سايس في تحقيق أحلام الجمهور الرياضي الوطني، الطامح إلى تحقيق إنجاز يعيد للأذهان ملحمة جيل (مكسيكو 86)، وتجاوز الدور الأول، ولم لا مواصلة المشوار إلى أبعد نقطة ممكنة، بدورة تبقى نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات.
وإذا كان التواجد بالمجموعة السادسة إلى جانب منتخبات متمرسة وصعبة المراس كبلجيكا وكرواتيا، إلى جانب كندا بصفتها واحدة من المنتخبات المحققة لتطور سريع خلال السنوات الأخيرة، فإن هذا لا يلغي أبدا حظوظ “أسود الأطلس” في المنافسة بقوة على كسب إحدى التذكرتين المؤهلتين مباشرة للدور الثاني.
متسلحا بكوكبة من اللاعبين المتألقين بأبرز الأندية على الصعيد الأوروبي، يطمح الناخب الوطني الجديد وليد الركراكي إلى تقديم إنجاز يخلد اسمه ضمن مصاف كبار المدربين، الذين دخلوا التاريخ من بابه الواسع، رغم أنه -عمليا- في بداية المسار، إلا أن لديه رغبة قوية في تقديم الأفضل، وتتجلى هذه الرغبة الجامحة في طريقة التحفيز والشحن الإيجابي للاعبيه، والتشجيع على البذل والعطاء…
ضربة البداية بالنسبة للعناصر الوطنية ستكون يوم الأربعاء القادم ضد كرواتيا، وهي مهمة لن تكن أبدآ سهلة، ولا في المتناول، في مواجهة منتخب يقوده بكثير من الاقتدار النجم المدريدي لوكا مودريتش، في موقعة واعدة، ننتظر أن تشكل أفضل بداية لجيل من اللاعبين المغاربة، جيل يبحث عن كتابة تاريخ جديد لكرة القدم المغربية…

 مبعوث بيان اليوم إلى قطر: محمد الروحلي

Related posts

Top