أصداء فيلم «الشعيبية» تصل إلى دول الخليج

على إحدى أعمدتها كتبت جريدة الاتحاد الإماراتية مؤخرا مقالا ضافيا حول فيلم “الشعيبية”، وقال صاحب المقال، محمد نجيم، شرعت القاعات السينمائية المغربية في عرض فيلم «الشعيبية» لمخرجه يوسف بريطل، ومدة الشريط 83 دقيقة من بطولة: السعدية أزكون، التي لعبت دور الفنانة الشعيبية طلال، سارة محسن، مراد الزوي، محمد خيي، محمد نظيف، عصام بوعلي، سعيد باي، إدريس الروخ، لطيفة أحرار، يونس ميكري.
ويقدم هذا الفيلم، الذي صورت مشاهده في مدن وأماكن من الدارالبيضاء ومراكش وبرشيد وفرنسا وإيطاليا، حياة رائدة الفن التشكيلي المغربي الحديث، التي جالت لوحاتها قاعات ومتاحف العالم وتنبأ بموهبتها، وهي في بدايات مسارها الفني، كبار الرسامين أمثال الألمانية الشهيرة فيرنر كيردت ونقاد الفن التشكيلي أمثال الناقد الفني الفرنسي بيير كوديبر خلال زيارة قادته إلى المغرب سنة 1961 والناقدة الفرنسية سيريس فرانكو التي تناولت أعمالها في كتبها التي تعد مرجعاً في النقد التشكيلي.
ويأخذنا الفيلم إلى استعادة حياة الفنانة الكبيرة الشعيبية طلال التي رأت النور في قرية أشتوكة القريبة من مدينة آزمور بجنوب الدار البيضاء، في يوم ما من سنة 1929، في وسط اجتماعي فقير، حيث إنها حرمت ولوج المدرسة مثل غيرها من الأطفال، ولم يسبق لها أن تلقت أي تكوين طيلة حياتها، لكنها استطاعت بموهبتها أن تصبح من الأسماء المعروفة في خريطة الحركة التشكيلية المغربية والعالمية وتحفر اسمها إلى جانب أسماء كبيرة، أمثال الجيلالي الغرباوي، أحمد الشرقاوي وغيرهما.
وقد برعت الفنانة المتألقة السعدية أزكون في تقمص شخصية الشعيبية بفنية عالية وتقديم محطات من حياة فنانة مغربية وصل صدى فنها إلى العالم، وعرضت أعمالها إلى جانب أعمال كبار التشكيليين في مختلف دول العالم: فرنسا، إسبانيا، هولندا، الدانمرك، الولايات المتحدة الأميركية، اليابان، والمغرب.
على مستوى آخر، وخلال عرض شريط الشعيبية بصالون 38 في إطار العرض ما قبل الأول ثمن الحسين طلال ابن الشعيبية المجهود الكبير الذي قدمه طاقم الفيلم، كما أشاد بالمخرج الشاب يوسف بريطل والمنتج هشام حجي وحميد حراف، إضافة إلى الممثلة السعدية أزكون التي جسدت دور الراحلة الشعيبية، وكل الممثلين الذين قدوا صورة حية عن مسار الشعيبية. من جانبه أثنى المخرج بريطل على الممثلين والتقنيين الذين استطاعوا إنجاح هذا الفيلم الذي استند إلى وقائع تاريخية والرواية الشفهية التي قدمها الفنان العالمي الحسين طلال حول مسار هذه الأسطورة التي وصلت إلى العالمية وكانت سفيرة بحق للمغرب في ما يتعلق بالفنون المعاصرة.
بطريقة السهل الممتنع، استطاع المخرج بريطل السفر بالمشاهد إلى عوالم الفنانة التشكيلية المغربية الراحلة الشعيبية طلال، في فيلم أنصف المرأة المغربية، التي ظلت حبيسة كليشيهات ومشاهد نمطية قدمتها السينما المغربية للمتلقي.
ويقدم صورة جميلة للمرأة المغربية المكافحة والمناضلة، التي حرصت على تربية ابنها، رغم الترمل في مرحلة مبكرة من حياتها، وشق طريقها والخروج من دائرة المعاناة التي فرضت عليها منذ طفولتها التي لم تكن سهلة، إذ زوجت لرجل طاعن في السن، وهي في سن 13 سنة.
في حديثه عن الفيلم، الذي يعد أول تجربة سينمائية طويلة له، قال بريطل إن فيلمه ما كان ليرى النور دون مساعدة ابن الشعيبية، الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، الذي لعب دورا مهما في تسليط الضوء على أهم المحطات في حياة الراحلة، وعلى منجزها الفني المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية، مشيدا بالتعاون مع الحسين طلال، خصوصا أن “الأمر لم يكن سهلا على ابن سيشاهد صورة تقريبية لوالدته، بعد مرور سنوات على رحيلها”.
من جانبه، نوه الحسين طلال بالمستوى الجيد للفيلم، والأداء المتميز لبطلته السعدية ازكون، مشيرا إلى أن عينيه دمعتا وهو يشاهد أداء أزكون المقنع، وكأن والدته لم ترحل.
يتناول الفيلم، الذي جسد أدواره السعدية أزكون، ومراد الزوي، وسارة حنين، ومحمد خيي، ومحمد نظيف، وعصام بوعلي، وسعيد باي، وإدريس الروخ، بعض المحطات الأساسية من حياة الشعيبية، ابتداء من طفولتها بمنطقة اشتوكة بنواحي مدينة أزمور التي رأت فيها النور، مرورا بمحطات إقامتها بالدارالبيضاء، وزواجها من رجل مسن وهي طفلة، ونضالها من أجل تربية ابنها الحسين بعد وفاة زوجها، ورسوماتها التمهيدية الأولى في عالم الرسم، وكفاحها من أجل الوصول إلى مبتغاها، رغم سخرية الكثيرين الذين لم يتوانوا في وصفها بالجاهلة والأمية، انتهاء بالاعتراف الدولي من خلال عرض أعمالها مع فنانين عالميين كبار أمثال بيكاسو، وميرو، وبراغ، ومودغلياني، وآخرين.
كما يتطرق الفيلم إلى علاقة الشعيبية بعمالقة التشكيل المغربي في تلك الفترة، أمثال أحمد الشرقاوي، والجيلالي الغرباوي، وهي التي لم تكن تدري أن أعمالها تثبت على جدارن الأروقة العالمية وبجوارها أعمال فنانين رحلوا في عز العطاء، وظلت تعتقد أن بيكاسو، وصونيا دولوناي وآخرين أحياء، إذ لم يستطع ابنها طلال أن يكشف حقيقة موت هؤلاء.

Related posts

Top