أطباء وخبراء يؤكدون بفاس على أهمية تعزيز الرعاية للأطفال المصابين بالتوحد

وجه مختصون وخبراء، في لقاء علمي احتضنته كلية الطب والصيدلة بفاس يوم الإثنين الماضي، نداء من أجل توفير رعاية طبية واجتماعية خاصة للأطفال المصابين بمرض التوحد أو متلازمة داون 21.
ونظم هذا اليوم الدراسي بمناسبة اليوم العالمي للتثلث الصبغي، من قبل جمعية باب الأمل لمتلازمة داون، تحت شعار “معا لدعم متلازمة داون”، وتناول بالخصوص أسباب وأعراض هذه المتلازمة وسبل التشخيص والعلاج والمواكبة الاجتماعية والصحية.
وخلال هذا اللقاء الذي أطره أساتذة باحثون وأطباء بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني وكلية الطب والصيدلة، تم التطرق لمختلف جوانب التثلث الصبغي (تعريف بالمرض، أسبابه، دور المجتمع المدني في تسهيل اندماج المصابين بهذا المرض، وبرامج فحص حديثي الولادة للكشف عن الأمراض الوراثية المبكرة عند الأطفال..).
وأكد رئيس قسم الأورام في مستشفى الحسن الثاني الجامعي بفاس، الدكتور نوفل ميلاس، أن هذا الحدث العلمي الذي يجمع كبار الباحثين والمتخصصين يتعامل مع جوانب مختلفة من مرض التثلث الصبغي 21، مضيفا أن هذا المرض يمس عددا كبيرا من الأطفال الذين يحتاجون إلى اندماج أفضل في المجتمع.
وأوضح أن التثلث الصبغي 21 هو اضطراب في الكروموسومات او المورثات موضحا أن العناية والاهتمام المبكر بالمرض يعزز سبل اندماج المريض في الحياة العملية.
وتناول العمل الذي تقوم به جمعية باب الأمل لمتلازمة داون والتي تقدم برنامجا تعليميا متخصصا للأطفال، من خلال إجراءات علاج النطق والعلاج الطبيعي والعقلي.
ومن جهته، أكد سمير عثماني، الأستاذ في كلية الطب والصيدلة بفاس على أهمية التكفل والعناية بالمصابين بهذا المرض، مشيرا إلى أن هذا المرض ليس وراثيا وإن كان شائعا في المغرب ويشكل عائقا مجتمعيا كبيرا بالنسبة للكثيرين.
وأضاف ان الأولوية يجب أن تعطى لمرافقة الأطفال المصابين بالتثلث الصبغي على المستويين النفسي والسلوكي.
يذكر أن متلازمة داون، أو التثلث الصبغي 21، تنتج عن خلل وتغير في الكروموسومات أو المورثات حيث تتواجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه في الخلايا، مما يسبب تغيرا في المورثات، من سماتها حدوث تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم وغالبا ما يصاحب المتلازمة ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني، ومظاهر وجهية مميزة.
ويوصى بالتدخل المبكر منذ الطفولة والكشف القبلي عن أكثر الأمراض شيوعا والعلاج الطبي، وتوفير جو عائلي متعاون، والتدريب الحركي من أجل المساعدة في تطوير النمو الكلي للطفل ذي متلازمة داون. وبالرغم من أن بعض المشاكل الجينية التي تحد من قدرات طفل متلازمة داون لن تتغير إلا أن التعليم والرعاية المناسبين قد يحسنان من جودة الحياة لدى المرضى.

Related posts

Top