أطباء يتحدثون لبيان اليوم عن الأمراض في رمضان – الحلقة 13-

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

مع الدكتورة بحباح غزلان حول موضوع صوم المرضع 

كثير من النساء الحوامل يتساءلن إن كن سوف يضعن قبل رمضان أو خلاله أو بعده، تتردد تساؤلاتهن لكونهن حريصات على أداء الفريضة وتعلقهن العميق بعادات رمضان وجوه الدافئ بوجود الأقارب وتبادل الولائم والزيارات ثم ساعات التعبد والاستغفار.
إلا أنه، وبمنظور طبي تتغير الرؤية للصوم لما نتعمق في تدبر غايته وتأثيره النافع الذي نطمح إليه، وهنا نتطرق لموضوع صوم المرضع، إذ أنها وكما أشرت سالفا لها صوم مضاعف.
المرضع تفقد خلال إطعامها طفلها كمية مهمة من الماء، يمكن تقديرها عبر ملاحظة حجم حفاظة الرضيع عند كل تغيير، قد تتوهم الأم أن كمية الحليب المفرزة في اليوم قليلة فلا تأبه لضرورة استرجاعها عبر شرب كمية هامة من الماء بجرعات متفرقة خلال النهار وحتى بعد رضاعة الليل.
في حالة صوم المرضع يتحمل جسمها عبئا مضاعفا يضعه في ظروف اجتفاف صعبة. إذ أن نشاطها اليومي وامتناعها عن الشرب ثم إطعامها طفلها يجعلها تفقد كمية هامة من الماء، تتغير درجة استحمال هذه الوضعية من امرأة لأخرى، حسب درجة نشاطها اليومي وتعرضها للحرارة، ثم مقاومتها الذاتية وقدرة جسمها على موازنة ضغطها.
لذا فليس اتخاذ قرار الصوم أم لا، بشبيه من حالة الى أخرى.
هناك معطيات ذات أهمية جوهرية يجب التركيز عليها وأخذها بعين الاعتبار عند استشارة الطبيب وإطلاعه عليها:
1. الحالة الأولية لجسم الأم وضغطها.
2. طبيعة أنشطتها اليومية، وتعرضها للحرارة.
3. سن الرضيع.
4.  نوع تغذية الرضيع: رضاعة طبيعية صرفة، أم بمساعدة حليب اصطناعي، أم أن الرضيع بالغ أكثر من 6 أشهر ونستطيع إدخال بعض الأغذية لإطعامه.
5. طبيعة الأكل  وتوقيته داخل أسرة المرضع.
كل هذه المعلومات تساعد الطبيب في دراسة الحالة الصحية للمرضع وإمدادها بأنسب النصائح والتوجيهات.

> عبدالصمد ادنيدن

Related posts

Top