أطباء يتحدثون لبيان اليوم عن الأمراض في رمضان

إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…

الدكتور مودن مصطفى : الضغط الدموي ورمضان

يعتبر ارتفاع الضغط الدموي من الأمراض المزمنة المنتشرة بكثرة بين الأسر المغربية، حيث بينت دراسة ميدانية في سنة 2010 أن نسبة المرضى بالضغط الدموي هي 36 بالمائة، بينما تبقى نسبة 64بالمائة من الحالات مجهولة، ويعتبر الضغط الدموي في حد ذاته من الأمراض التي لها تأثير سلبي على جسم الإنسان فتؤدي في أغلب الأحيان إلى أمراض وازنة للقلب والشرايين وقد تؤدي الى القصور الكلوي واعتلال شبكة العين، ويعتبر ارتفاع ضغط الدم من أولى أسباب الوفيات عالميا.
إن الإصابة بارتفاع الضغط الدموي يؤدي إلى مضاعفات عديدة منها أمراض القلب، الجلطات الدماغية، القصور الكلوي، أمراض الشرايين وكل هذه الأمراض تكلف السياسة الصحية مبالغ باهظة لعلاجها. ولتفادي هذه الأمراض يجب الحفاظ على ضغط دموي لا يتعدى 140 مم زئبقي كضغط دم انقباضي وأن لا يتعدى ضغط الدم الانبساطي 90 مم زئبقي، ولن يتم ذلك إلا بالإتباع المنتظم للأدوية المخصصة لذلك خصوصا مع وجود أدوية ذات مفعول مطول والمراقبة المستمرة للضغط الدموي على مدى اليوم. وشهر رمضان كما هو معروف تتغير فيه طريقة استعمال الأدوية عند الصائم فبالنسبة للمصاب بداء الضغط الدموي هناك قواعد يجب احترامها إذا أراد الصيام :
فيجوز الصيام للمريض إذا كان ضغطه مستقر أي في حدود 139/80 مم زئبقي.
أما بالنسبة لأصحاب الضغط الغير المستقر أو الذي لا يستجيب للدواء يستحسن استشارة الطبيب الذي يعيد تقويم حالة المريض والخروج بخلاصة الإذن بالصيام أو منعه. أما المرضى الذين يعانون زيادة على ارتفاع الضغط الدموي من مضاعفات كالقصور الكلوي أو قصور حاد في شرايين القلب التاجية فيستحسن الامتناع عن الصيام.
كما يجب التقليل من الملح في الطعام وأكل الخضر والفواكه والتقليل من أكل اللحوم الحمراء. أما الأدوية يجب أن تؤخذ عند الإفطار فأغلبها مدر للبول حتى لا يحدث اجتفاف بالنهار مما قد يعيق القدرة على مواصلة الصوم في ظروف صحية متوازنة.

> عبدالصمد ادنيدن

Related posts

Top