أطر وطنية تتحدث عن مجموعة المنتخب المغربي في تصفيات مونديال روسيا 2018

لم تكن القرعة رحيمة بالمنتخب المغربي، عندما أوقعته في المجموعة الثالثة إلى جانب الغابون وكوت ديفوار ومالي، وذلك برسم الدور الثالث الحاسم للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا 2018،.
ويسعى المنتخب المغربي، الذي يقوده المدرب الفرنسي هيرفي رونار، إلى المشاركة في هذه النهائيات بعد غياب دام 20 سنة وتحديدا منذ عام 1998 في فرنسا، علما بأنه كان أول منتخب من القارة السمراء يتخطى الدور الأول وذلك عام 1986 قبل أن يخرج على يد منتخب ألمانيا.
وسيقص الفريق الوطني مشواره في التصفيات يوم 3 أكتوبر المقبل بمواجهة الغابون  بالعاصمة ليبروفيل، على أن يستقبل على التوالي كل من كوت ديفوار في مباراة قوية في 7 من نونبر القادم، ومالي يوم 28 غشت 2017 ثم يرحل إلى باماكو ليحل ضيفا على منتخب «النسور» في 2 من شتنبر 2017، ويستضيف الغابون يوم الثاني من أكتوبر 207، على يختم مبارياته في التصفيات في 6 نونبر 2017 بمواجهة كوت ديفوار.
ويتوفر مدرب المنتخب الوطني هيرفي رونار على دارية كبيرة بالمنتخبات المشكلة لمجموعة المغرب، حيث سبق له أن درب كوت ديفوار، وفاز معه باللقب القاري في النسخة الأخيرة من «الكان» التي احتضنتها غينيا الإستيوائية.
ويبقى المنتخبان المغربي والإيفواري وحدهما عاشا تجربة المونديال، المغرب شارك في أربع مناسبات (70-86-94-98)، وكوت ديفوار في ثلاثة (2006-2010-2014).
والتقى المنتخبان في 17 مناسبة منها 5 وديا  فاز فيها منتخب الفيلة مرتين والأسود مرة واحدة وتعادل مرتين، و 12 مباراة رسمية عرفت فوز الإيفواريين في خمس مناسبات والمنتخب الغربي في أربعة، وتعادل الطرفان في ثلاث مواجهات.
وواجه المنتخب المغربي نظيره المالي، في ثماني مباريات، وعاد الفوز للأسود في مناسبتين و النسور في مواجهة واحدة، أما مواجهاته ضد الغابون فقد كانت 11 في إطار رسمي، عاد خلالها الفوز للفريق الوطني في ستة، بينما كان نصيب الفهود أربعة.
  وتبقى حظوظ المنتخبات الأربعة قائمة لحجز بطاقة التأهل على نهائيات كأس العالم التي ستقام بروسيا 2018، خصوص الفريق الوطني الذي غاب عن هذه التظاهرة الكونية منذ 18 سنة.
  و في ما يلي قراءة لمجموعة من المدربين المغاربة في المجموعة الثالثة، وحظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى مونديال القادم.

 *عبد الخالق اللوزاني  ناخب وطني سابق:لا بد من تكثيف الاستعداد لبلوغ المبتغى

أعتقد أن التهييء للتأهل إلى المونديال يفرض عدم الانتباه إلى حجم الفرق المنافسة، بل الاشتغال بجدية وفق برامج هادفة وتكثيف الاستعداد لبلوغ المبتغى وتحقيق ما تصبو إليه الجماهير والمتمثل في التأهل.
وشخصيا أرى أن المجموعة الثالثة متوازنة منتخب كوت ديفوار نعرفه، ومجموعته في نهاية المسار بالنسبة لجيل يضم لاعبين من المستوى العالي ويمارسون في أندية متميزة…
منتخب الغابون ظهر في تطور في السنتين الأخيرتين ومنتخب مالي الذي يسجل حضورا محترما في كأس أمم إفريقيا والمنتخب الوطني، الذي مر من مرحلة التعثر تأخر فيها شيئا ما والعمل الجيد والاجتهاد والطموح عوامل يمكن أن توصلنا إلى ما نرغب اليوم.
وكرة القدم لا تعتمد على أي سر باستثناء العمل ثم العمل والاجتهاد والجدية وتسطير الأهداف مع توجيه سليم، وفي غياب هذا النهج يمكن أن نضل الطريق ونستمر في المعاناة والمشاكل وما عشناه في العقد الأخير.
منتخب بوركينافاصو لم يكن حاضرا بقوة منذ عشر سنوات ونفس الوضع كان عليه منتخب الغابون ومالي، لكن هذه المنتخبات اجتهدت وتألقت خلافا لكرتنا التي اجتازت فترة طويلة تعثر فيها تكوين اللاعبين، وحتى الدوري الاحترافي المغربي ينشط بسن  قريب من التقاعد وعلينا تدارك ماضاع من وقت أهدرناه خلال 10 أو 15 سنة في الثرثرة وفي البرامج الفارغة، فكرة القدم تمارس في الملعب ونتائجها في الميدان. وينبغي الاعتماد على رجال الميدان وليس (مؤطري الهضرة) وأن نكون عمليين ومن لم يشتغل في الملعب فلن يحقق نتائج إيجابية.
وفي ميدان كرة القدم فمن لم يعش الاحتراف والتكوين وعدة أشياء لن يتمكن من التأطير أو التعليم والتدريب والتوجيه وهذا إشكال نعيشه في كرة القدم الوطنية.  ولا زلنا نتخبط (وما عرفناش أش بغينا) .
 لا نجتمع ولانناقش ونعاني الإقصاء الذي يطال العنصر المكون والمؤطر، وعلينا خلق وسط رياضي نفتقده حاليا وفي غيابه تنشط السمسرة. واليوم نتحدث عن منتخب الكوت ديفوار وينبغي أن ندرك أنه منتخب جيد اجتهد والعمل الجيد أساس النجاح. ولابد من نقاش جدي وليس عيبا أن نختلف. وفي جميع المجالات هناك مختبر والمختبر في كرة القدم هو الملعب.
*حسن مومن ناخب وطني سابق: مجموعة “الأسود” متكافئة

اعتبر الإطار الوطني، حسن مومن، أن المجموعات التي أسفرت عنها قرعة تصفيات مونديال روسيا 2018 لمنتخبات إفريقيا كانت متكافئة في مجملها، بما في ذلك المجموعة الثالثة التي وقع فيها المنتخب المغربي إلى جانب كل من الكوت ديفوار الغابون ومالي، في وقت يرى فيه أن المجموعة التي وقعت فيها الجزائر الأصعب نسبياً، لكنها ليست بمجموعة الموت.
وقال مومن إنه لم يكن ممكناً أن يقع “الأسود” في مجموعة أسهل، مردفاً “كل المنتخبات التي بلغت هذه المرحلة من التصفيات هي قادرة على التأهل لنهائيات مونديال روسيا، وبالتالي، فمن المهم التركيز والتحضير جيداً للمباريات التي تنتظر المنتخب المغربي وتجاوز الحديث عن إلى أي حد كانت القرعة رحيمة به، فلنا من الإمكانيات واللاعبين المجربين ما يجعلنا نتصدر مجموعتنا وتفادي الحسابات المعقدة”.
وزاد المتحدث نفسه أن المنتخب المغربي محظوظ لوقوعه في مجموعة تضم كوت ديفوار والغابون ومالي، موضحاً “الكل يعلم بأن الكوت ديفوار لم يعد ذلك المنتخب المسيطر والقوي كما كان عليه الحال قبل سنوات، والكرة المالية غالباً ما تندحر أمام المنتخبات والأندية المغربية.. أما الغابون، فهو قوي فقط بمهاجمه بيير إميريك أوباميانغ، ولدينا بدورنا مدافعين يستطيعون الحد من خطورته، ولاعبين قادرين على صنع الفارق”.
وعاد مومن للتأكيد على أن مستوى المنتخبات متقارب جداً، وسيكون أكثر تكافؤاً بدخول غمار المنافسة أكتوبر المقبل “لذلك، فما سيحسم هوية المتأهل لنهائيات كأس العالم هو جزئيات صغيرة متعلقة غالباً بيوم المباراة، من قبيل الجاهزية الذهنية والبدنية، كما يجب عدم إغفال التغيرات التي ستطرأ على مسيرة مجموعة من اللاعبين الذين من المرتقب أن يغيروا أنديتهم، ومن المهم أن يتم ذلك بسلاسة حتى لا يتأثروا بهذا التغيير لصالح المنتخب المغربي”.
*حمادي حميدوش مدرب سابق للمنتخب: الفريق الوطني بإمكانه التأهل

حظوظ المنتخبات الأربعة في المجموعة الثالثة متساوية والفرق الموجودة في هذه الاقصائيات قوية وجاهزة لمناقشة التأهل إلى كأس العالم.
وهذه المجموعة في مستوى منتخبنا الذي بإمكانه الدفاع عن حظوظه وضمن إنجاز تعذر عليه بلوغه منذ آخر مشاركة له في مونديال 1998.
لا أحد ينكر أن منتخبي كوت ديفوار ومالي مميزان دون إغفال الغابون، لكن المنتخب الوطني طموح ومتجدد ويتوفر على طاقات بشرية جيدة وبإمكانه العبور متصدرا لمجموعته والأمل أن لا تضيع هذه الفرصة.
*الطاهر الرعد مدرب سابق: المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة

القرعة أوقعت المنتخب الوطني في مجموعة متوازنة وأمامنا فرصة لعبور المرحلة بنجاح لأن كرتنا بنظام الاحتراف منذ خمس سنوت والمنتخب المغربي يتكون من عناصر متميزة وفي المستوى المطلوب. وطموحنا كبير كالعادة للتأهل للمونديال وأرى الظرف ملائم.
مناقشة المباريات تفرض الجدية وتفادي الأخطاء السابقة والعراقيل التي واجهتها من قبل وحالت دون المشاركة في المونديال في عدة دورات بقيمة وحجم المسؤولية وأملنا أن يكون المسار مطمئن للجمهور المغربي.
التأهل إلى المونديال يفرض احتلال الصدارة في المجموعة والمهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة لما نتوفر عليه من طاقات، صحيح أن الكرة في تطور في إفريقيا وجميع المنتخبات تبذل جهدا كبيرا بهدف تحسين النتائج والمواقع. وينبغي الانتباه إلى الخطوات الايجابية التى تسير بها كرتنا وهذا يمنح الثقة ويحفز على تخفيف الأفضل مستقبلا.
وأعتقد أن القرعة ربما كانت رحيمة بنا نسبيا والمنتخبات متساوية في المجموعة الثالثة لكن يجب التعامل مع المباريات بجدية وبحذر، كما ينبغي حسن التدبير في فترات اللقاءات وتفادي دخول الحسابات المعقدة.
على منتخبنا حسم كل مباراة في وقتها وحينها. ولاحظنا كيف تفرقت فرق شمال إفريقيا على مجموعات وتبحث عن التأهل بعيدا عن بعضها وحظوظها وافرة لضمان التأهل والمشاركة في المونديال وضمنها المغرب. “
* عبد القادر يومير  مدرب سابق :حظوظ التأهل متساوية بين المنتخبات الأربعة

في قراءة أولى لما أسفرت عنه قرعة الاقصائيات المؤهلة لكأس العالم يتضح أن هناك توازن وقد يقول البعض أن المجموعة الثالثة التي يوجد فيها المنتخب الوطني سهلة لكن نسبة الحظوظ متكافئة بنسبة 25 في المائة لكل فريق وكل منهم قادر على التأهل.
وما هو إيجابي يتمثل في كون فريقين سبق أن شاركا في المونديال وهما المغرب والكوت ديفوار والحظوظ في التباري لفائدتهما، بالاضافة إلى ما يتوفر عليه مدرب المنتخب المغربي هيرفي رونار من تجربة في إفريقيا وهو الوحيد الذي فاز بكأس أمم إفريقيا في مناسبتين مع منتخبين.
وسبق أن أشرف على تدريب منتخب الكوت ديفوار ويعرفه جيد، كما سبق أن عاش التنافس في الغابون وقاد منتخب زامبيا للفوز بالكأس القارية.
وبذلك له إطلاع على الكرة الغابونية والايفوارية وأعتقد أن كل هذه المعطيات تصب في مصلحة المنتخب المغربي إذا تمكن من تفادي الأخطاء وضبط حساباته، خاصة وأن التنافس في لعبة كرة القدم تحكمه الجزئيات وإذا كان الحساب يقضي بجمع 18 نقطة لضمان فيمكن كسب هذا الانجاز بثلاثة عشر أو أربعة عشر نقطة.
و على المنتخب الوطني أن يضبط ويحكم حساباته ويعمل على الفوز في المباريات التي سيتسقبل فيها منافسيه (9 نقط) ويحاول تحقيق فوز أوتعادل خارج قواعده (على الأقل) ليضمن الصدارة والتأهل.
أما بالنسبة للمنتخبات المنافسة فالكوت ديفوار في تجربة جديدة بعد الجيل الذهبي بقيادة ديديي دروغبا تقاعد والمنتخب يكون فريقا جديدا.
منتخب الغابون هو الآخر بمجموعة جديدة وبمهاجم مميز يمارس في ألمانيا وينبغي الانتباه إليه.
ومنتخب مالي معروف بمؤهلاته ولا نعرف الكثير عن تفاصيله. وكرة القدم المالية تنتج اللاعبين باستمرار وحاضرة في المنافسات العالمية في الفئات الصغرى.
وتبقى حظوظ التأهل متساوية بالنسبة للمنتخبات الأربعة عند الانطلاقة ولابد من الاجتهاد والمثابرة مع تفادي الأخطاء.

*مصطفى السويحب مدرب الخور القطري: المجموعة الثالثة في متناول المغرب

أعتقد أن المنتخب الوطني المغربي محظوظ في المجموعة الثالثة وقد أوقعته القرعة إلى جانب منتخبات في المتناول، وبإمكانه تحقيق العبور إلى المونديال والأمر يفرض الجدية والتركيز وتفادي الأخطاء مع الانضباط، ومنتخبنا يكون في مستوى عالي في مواجهة المنتخبات الكبيرة لأنه يتوفر على إمكانيات وطاقات ومواهب بارزة في دوريات في الخارج.
المغرب والكوت ديفوار شاركا في المونديال ومالي مع الغابون يرغبان في تسجيل أول حضور.
منتخب كوت ديفوار تغير ويكون جيلا جديدا والمنتخب المغربي بقاعدة واسعة وبمدربه الفرنسي الذي يعرف الوضع جيدا، وسبق أن فاز مع منتخبي زامبيا وكوت ديفوار بلقب كأس إفريقيا وهذه التجربة امتياز لمنتخبنا.
وينبغي كسب المباريات في بلدنا وتفادي الهزيمة خارج أرضنا وجمع أكبر عدد من النقاط للابتعاد عن الدخول في الحسابات الضيقة في آخر المراحل ولابد من التأهل إلى دورة روسيا 2018.

 إعداد: محمد أبو سهل

Related posts

Top