“أفيردا” تطمح إلى توسيع نشاطها في التدبير المستدام للنفايات بالمدن المغربية

منذ حلولها بالمغرب، وتحديدا بمدينة الناضور في سنة 2012، تمكنت شركة “أفيردا” اللبنانية من توسيع مجال نشاطها ليشمل حاليا أربع مدن هي الناظور وبركان والرباط والدار البيضاء. كما تطمح إلى كسب ثقة مزيد من المسيرين المحليين لتولي تدبير النفايات في مدن مغربية أخرى. ويقول مسؤولو الشركة بأن الأخيرة التي تمتلك خبرة أزيد من ثلاثين سنة في تقديم الحلول البيئة، تتوفر على التقنيات والكفاءات اللازمة لتدبير النفايات من مرحلة جمع الأزبال والفرز والمعالجة، إلى إعادة التدوير وتوفير المواد الأولية، وإن كان الأمر مازال مقتصرا، بالنسبة لدفاتر التحملات المتعلقة بالمدن المغربية، على جمع النفايات.
“أفيردا” التي تنخرط في حملات تواصلية مستمرة مع الساكنة، نظمت مؤخرا أبوابا مفتوحة لفائدة ممثلي وسائلي الإعلام الوطنية، بهدف التعريف بنشاطاتها وطموحاتها المستقبلية لتكريس حضورها بالمغرب في هذا المجال الحيوي الذي يرتبط بشكل وثيق ليس فقط بحياة المجتمعات السكنية وسلامة ورونق البيئة المحيطة، بل أيضا بتحسين سياسات المدن والرفع من مستوى جهود التنمية المستدامة ببلادنا.    
وتعد “أفيردا” أكبر شركة مزودة للحلول البيئية في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي متخصصة في إدارة الموارد المتكاملة، ويشمل عملها تطوير الحلول الخاصة بالمياه ومياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة في القطاعات العامة والسكنية والتجارية والصناعية، وذلك بالتوافق مع شروط الاستدامة البيئية. وتعمل الشركة، إضافة غلى المغرب، بكل من دول السعودية والإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر وجمهورية إيرلندا وانغولا والأردن والغابون وغيرها.
في المغرب، وخلال أربع سنوات أيضا، أصبحت الشركة مسؤولة عن حصة 20 بالمائة من مجال تدبير النفايات بالمغرب، بغلاف استثمار بلغ 500 مليون درهم، ومن خلال جمع 3000 إلى 5000 طن من النفايات يوميا بمجموع المدن التي تشتغل بها. وتشغل الشركة حوالي 4000 موظف أغلبهم يد عاملة مغربية يعتبرها مسؤول العمليات بالشركة، رامي نزيه السيد، “الركيزة الأساسية والاسثتمار الحقيقي” لأفيردا المغرب. وبالمقابل يمكن القول أيضا أن الشركة تنظر بإيجابية أيضا إلى المستوى الذي حققه نشاطها بالمغرب خلال هذه السنوات الأربع حيث لا يقل معدل نموها السنوي عن 20 إلى 30 بالمائة. ويفتخر سيريل جبور المدير المساعد بأفيردا المغرب بما أصبح للشركة من سمعة طيبة لدى المسؤولين والمواطنين، والتي تؤكدها استطلاعات الرأي للشركة ابما يفيد بأن نسبة 67 بالمائة من ساكنة المدن التي تشتغل بها أفيردا تعبر عن رضاها عن الخدمات المقدمة لهم في هذا المجال، كما يعزز هذه الصورة الإيجابية حصول الشركة على عدة شهادات للجودة على المستوى الدولي.    
من جهتها أكدت إيلا مينتي، مديرة التواصل بمجموعة أفيردا الدولية، خلال لقائها مع الصحفيين المغاربة بالرباط، أن المغرب يحتل أهمية خاصة بالنسبة للشركة كسوق ناشئة وكبوابة لولوج السوق الإفريقية خاصة أن استراتيجية الشركة ترتكز على التوسع في البلدان النامية والبلدان السائرة في طريق النمو.
وتم بالمناسبة تقديم نبذة عن مختلف العمليات التي تقوم بها الشركة في المدن المغربية الأربع، حيث تعمل في كل من الناظور وبركان والدار البيضاء على جمع مختلف أنواع النفايات ونقلها إلى المطامر، بينما يقتصر عملها في مدينة الرباط على جمع النفايات الخضراء ونفايات البناء وكنس وتنظيف الشوارع، علما أن تدبير نظافة العاصمة يتوزع على ثلاث شركات، تعد أفيردا إحداها، من خلال عقود التدبير المفوض الموقعة مع السلطات المحلية.
وفي المجموع، تقدم أفيردا خدماتها لحوالي 4 ملايين مواطن، كما تعمل على تنفيذ أكثر من 4000 عملية كنس يوميا، وتقوم مركباتها، التي يصل عددها إلى 450 مركبة من أنواع وأحجام مختلفة، بـ350 مرور يومي إلى المطامر لنقل النفايات. وتتلخص مهام الشركة في مجموع نشاطاتها في جمع النفايات المنزلية، وجمع النفايات الخضراء، وجمع أنقاض البناء (الخاصة بالمنازل وليس بالمشاريع) والكنس والغسل الميكانيكي للشوارع والطرقات، والكنس اليدوي.
وفضلا عن تجديد أسطول المركبات والآليات، وكذا أنواع وأحجام حاويات النفايات، في المدن التي تعمل بها الشركة، وتحسين العلاقات مع نقابات العمال وتجديد ظروف العمل، تعتمد الشركة كذلك على استراتيجية تواصل قوية مع عموم المواطنين، حيث تقوم بعدة حملات تواصلية وتحسيسية كل سنة في مجموع مناطق عملها، وخاصة بارتباط مع بعض المناسبات كعيد الأضحى وشهر رمضان وفصل الصيف، وذلك لتحسين نوعية سلوك التعامل مع النفايات و حسن تدبيرها من المصدر، مما كان له دور كبير في إنجاح عمل الشركة وتجاوب المواطنين مع خدماتها، كما يشير على ذلك رامي نزيه السيد، مدير العمليات، الذي يؤكد أن المواطن المغربي لديه استعداد كبير لتطوير تعامله مع النفيات في اتجاه التدبير المستدام، إذا ما تم بالفعل توفير الوسائل اللازمة لذلك بتظافر الجهود بين السلطات المحليات والشركات المسؤولة عن تدبير النفايات بمختلف المدن المغربية.  

سميرة الشناوي   

Related posts

Top