أفيلال: الماء يشكل الضحية الرئيسية لتغير المناخ

كما كان مقررا، تنطلق يومه الاثنين، بالعاصمة الرباط، أشغال الندوة الدولية التي تنظمها الوزارة المكلفة بالماء، حول موضوع “الأمن المائي والمناخ”.
وتسعى الوزارة، من خلال النقاشات التي ستتمحور حول قضايا الماء والتحديات الكبيرة التي تحيط به نتيجة التغيرات المناخية، إلى إعداد ترافع يدفع في اتجاه جعل الماء ملفا رئيسيا ضمن مفاوضات المناخ، وتعبئة دوائر القرار السياسي من أجل وضع ملف المياه في قلب مفاوضات مؤتمر مراكش.
وأكدت شرفات أفيلال الوزيرة المكلفة بالماء، من خلال إعلانها في وقت سابق عن فعاليات هذه الندوة التي تنظم على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، أن الماء “يشكل القضية الرئيسية والتحدي الأول بل الضحية الرئيسية لتغير المناخ، إذ تنتج آثارا ضخمة وكارثية تتعدد وتتنوع أوجهها بين الجفاف والتصحر، وفقدان الأراضي الزراعية، وندرة المياه، والفيضانات، وتدمير البيئة التحتية، والهجرة، والأزمات الإنسانية”.
وأفادت شرفات أفيلال أن هذه الندوة، التي تعتبر بمثابة مؤتمر تحضيري، تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وهي تظاهرة معتمدة رسميا ضمن مسلسل تحضير المغرب لاحتضان المؤتمر العالمي حول تغيرات المناخ “كوب22” خلال شهر نونبر القادم.
ومن المنتظر أن يشارك ما يناهز نحو 450 مشاركا ومشاركة في أشغال هذه الندوة التي تأتي في سياق عالم تكاد المياه تصبح فيه المتحكم الأول في المسارات التنموية للبلدان بل ولاستقرار بعض المناطق، حيث بات السلام العالمي مهددا بشكل متزايد خاصة في المناطق التي تشهد نقصا في المياه، أو نزاعا حول تقاسم المياه كما هو الشأن بالنسبة لمياه النيل، ونهري دجلة والفرات.
ومن ضمن المشاركات والمشاركين نجد شخصيات حكومية دولية ووطنية وخبراء في المجال ومسؤولين عن مؤسسات ووكالات وهيئات تابعة لمنظومة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني محلية ودولية، حيث من المقرر، حسب ما يتضمنه جدول أعمال الندوة، أن يتم مقاربة محاور تخص مختلف الجوانب الخاصة بملف المياه، انطلاقا من قضايا التدبير المستدام والمندمج للموارد المائية مرورا بعلاقتها بالمخاطر المناخية.
وسيتم في هذا الصدد التركيز بالأساس على مسألة تأثر الموارد المائية بفعل تغير المناخ، ومكانة الماء في تنفيذ اتفاق باريس، وتحالف الماء الطاقة، والأمن الغذائي، والصحة، والتربية والسدود، فضلا عن مناقشة استفادة البلدان من التمويل الخاص بتغير المناخ في حال ارتبط الأمر بالمياه، كما سيتم خلال هذا المؤتمر التحضيري التركيز على إشكالية المياه في القارة الإفريقية من خلال مائدة مستديرة يشارك فيها وزراء أفارقة ستحمل عنوان “الماء في إفريقيا: نحو عدالة مناخية”.
وتسعى الندوة من خلال هذا المحور إلى توحيد مواقف جميع البلدان الإفريقية من أجل الدفاع بصوت واحد، ورؤية موحدة عن قضايا الماء بارتباط مع العدالة المناخية، خلال محطة كوب 22، وكذا الحرص في إطار المتغيرات العديدة والمتنوعة التي تجتاح العالم والمنطقة، على إطلاق مبادرات ملموسة وقابلة للإنجاز من أجل ضمان حق إفريقيا في الحصول على الماء والاستفادة من حصة الصرف الصحي.

فنن العفاني

Related posts

Top