أمراض القلب والشرايين هي القاتل الأكبر في المغرب والعالم

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية هي القاتل الأكبر في العالم، حيث أنها تتسبب في وفاة أكثر من 17.5 مليون شخص كل عام، ويتوقع أن يصل العدد إلى 23 مليون حالة سنويا في أفق سنة 2030، 
كما تشير إلى ذلك إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
والأمر سيان بالنسبة لبلادنا حيث تعتبر أمراض القلب والشرايين السبب الرئيسي للوفاة، حيث يمكن تصنيف الحالات إلى فئات مختلفة كأمراض الصمامات وأمراض الأوعية الدموية ومرض ارتفاع ضغط الدم الذي يصيب ثلث المغاربة من فئة 20 سنة فما فوق، فضلا عن أمراض اضطراب نبضات القلب وأمراض القلب الخلقية.
وترتكز سياسة وزارة الصحة في مجال مكافحة هذا النوع من الأمراض على سن وتنفيذ مجموعة البرامج والمخططات، منها مخطط مكافحة ارتفاع الضغط الدموي وبرنامج مكافحة روماتيزم القلب، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية وتكوين الأطر الطبية وشبه الطبية وتوفير عدد من الأدوية بالمجان في المراكز الصحية العمومية.
ويشكل اليوم العالمي للقلب، الذي يتم إحياؤه يوم 29 شتنبر من كل سنة، أكبر حملة عالمية لرفع مستوى الوعي بأهمية الوقاية والكشف المبكر عن الأمراض القلبية الوعائية.
الحملة التي يقودها سنويا الاتحاد العالمي للقلب (WHF)، اختير لها كشعار في سنة 2018: “وعد لقلبي.. لقلبك.. من أجل أسلوب حياة صحي لقلوبنا”، وذلك في سياق مزيد من التحسيس بأهمية تغيير بعض السلوكات اليومية التي نسهم بها في التأثير سلبا على صحة قلوبنا واوعيتنا الدموية، بما يتسبب في 80 بالمائة من حالات الوفاة المبكرة الناتجة عن أمراض القلب، والتي يؤكد الاتحاد العالمي للقلب أنه يمكن الوقاية منها باتباع نظام غذاء صحي وممارسة نشاط بدني منتظم، والامتناع عن العادات الصحية السيئة وعلى راسها التدخين.
وتستأثر مشكلة عالمية أخرى باهتمام الاتحاد العالمي للقلب في إطار حملة 2018، وهي مشكل تلوث الهواء الذي يسبب، حسب آخر التقديرات، حالة وفاة واحدة تقريبا من بين كل خمس حالات وفاة بسبب مرض قلبي وعائي، والناتج الإجمالي هو 3 مليون حالة وفاة على مستوى العالم كل عام. وأضحى موضوع تلوث الهواء يشكل انشغالا متزايدا كأحد عوامل ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب. وبالتالي فإن زيادة الوعي بأهمية تحسين جودة الهواء سواء في الفضاءات المغلقة كالمنازل وأماكن العمل، وأو في الفضاءات العامة، تجسد بدورها رافدا من روافد التحسيس والوقاية.
ودعا كل من الاتحاد العالمي للقلب، ومنظمة الصحة العالمية، بمناسبة اليوم العالمي، إلى وضع سياسات وطنية صحية تسهم بفعالية أكبر في الحد من مشكلات القلب، وتشمل أساسا مكافحة التدخين والسمنة تعاطي الكحول، وتوفير وتهيئة أماكن مناسبة ومجهزة لممارسة الأنشطة البدنية كالمشي وركوب الدراجات وغيرها، وتقديم الوجبات الصحية للأطفال في المدارس وإبعادهم ما أمكن عن الوجبات السريعة.
يشار أن أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. ومن أصل مجموع الوفيات الناتجة عن أمراض الأوعية الدموية في سنة 2012، استأثرت الأمراض القلبية التاجية بنحو 7.4 ملايين وفاة فيما شكلت السكتات الدماغية ما مقداره 6.7 ملايين وفاة.

سميرة الشناوي

Related posts

Top