أهداف راسخة في تاريخ الكرة المغربية

الأهداف في كرة القدم هي الهدف الذي يسعى له كل فريق خلال المباراة، سواء أن سجل هدفا يضمن له الفوز أو أحرز نتيجة أكبر من الخصم .. ويصعب على الكثيرين تذكر كافة أطوار مباراة ما كيفما كانت درجة أهيمتها، لكن تذكر هدف مميز أسهل بكثير .. هدف ضمن فوز ثمين في الأنفاس الأخيرة من المقابلة .. هدف سجل بطريقة استثنائية يستحيل تكرارها .. هدف ضمن لك التأهل إلى مسابقة قارية أو دولية .. هدف منحك لقبا لا يقدر ثمن .. وفي هذه السلسلة الرمضانية الرياضية نستعرض مجموعة أهداف ما تزال راسخة في تاريخ المنتخب المغربي على مدار عقود من الزمن:

المختاري .. هدف على طريقة الغطاسين

في الـ13 من فبراير 2004 بالملعب الأولمبي برادس، كانت نتيجة مباراة المنتخبين التونسي والمغربي برسم نهائي كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم تشير إلى تقدم “نسور قرطاج” بهدف المهاجم التونسي-البرازيلي سانتوس في الدقيقة الخامسة، إلا أن متوسط ميدان نادي إنيرجي كوتوبس الألماني يوسف المختاري أعاد المباراة إلى نقطة بداية بتسجيل هدف التعادل بطريقة رائعة في الدقيقة 38.
هدف المختاري الذي قضى أغلب مشواره الاحترافي بألمانيا، جاء بعد مرتد هجومي من الجهة اليمنى لـ “أسود الأطلس” لتصل الكرة إلى يوسف حجي حولها عرضية في تجاه منطقة جزاء التونسيين ليرتمي على طريقة الغطاسين ويودع الكرة برأسه في شباك الحارس علي بومنجل، مسجلا هدفا من أجمل أهداف البطولة، ورافعا رصيده إلى 4 أهداف مناصفة مع الكاميروني باتريك مبوما والمالي فريديريك كنوتي والنيجيري جاي جاي أوكوشا والتونسي سانتوس.
وأطلق هدف المختاري فرحة عارمة لدى الجماهير المغربية التي زاحمت نظيرتها التونسية على مدرجات الملعب الأولمبي الذي عرف حضور ما يناهز 70 ألف متفرج، حيث أحيى هذا الهدف طموح كتيبة الأسود في انتزاع اللقب القاري الثاني له من براثن البلد المضيف، علما أن المباراة عرفت مستوى رفيعا وندية رائعة من الجانبين، وأجمع المحللون على أن كلا الفريقين يستحقان حمل الكأس الإفريقية بجدارة.
بيد أن إصرار التوانسة الذين تخطوا في المربع الذهبي المنتخب النيجيري بصعوبة بعدما ابتسمت ضربات الترجيح لهم (5-3 بعدما انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1)، مكنهم من استعادة التقدم عبر المهاجم زياد الجزيري في الدقيقة 52، بل إنهم نجحوا في الدقائق المتبقية من إيقاف خطورة العناصر الوطنية التي حاولت دون جدوى إدراك التعادل، ليعلن الحكم السنغالي فالا ندويي نهاية المباراة بتتويج “نسور قرطاج” بإحراز اللقب القاري الأول في تاريخهم.
في نهاية المطاف، لم يكن هدف المختاري رغم جماليته كافيا لإهداء الكرة المغربية لقبها الثاني ليكتفي المنتخب المغربي باحتلال الوصافة كأفضل إنجاز له منذ سنوات طوال بهذه المسابقة، وتحديدا منذ اللقب اليتيم بدورة 1976 بإثيوبيا.

> صلاح الدين برباش

Related posts

Top