“أوراق متطايرة” جديد الشاعر المغربي حامد الزيدوحي

 الشعر أرض الانفعال والفعل .. والقول الشعري تعبير عن وجدان وفكر الشاعر ذاته، وعما يعتمل فيها من أحاسيس ومواقف وآراء، معبرة عن الذات أولا وعن الوجود بكل تجلياته ثانيا، وذلك من خلال تفاعل الذات بالمعيش والمحلوم به، رؤية وسماعا وقراءة. 
والشاعر حامد الزيدوحي القادم إلى عالم المجاز والخيال، يحط الرحال بهذه المجموعة الشعرية الأولى “أوراق متطايرة”، متجاوزا عثرات البدايات، ليساهم بإمكاناته، وخبراته المبشرة بمنجز شعري في مستوى تطلع القارئ المغربي على الأقل.
وكيف لا؟ والشاعر حامد الزيدوحي مسكون بالقيم الشعرية والجمالية الإنسانية، والتي تشربها بانخراطه الفعلي في العمل الحقوقي المغربي، وربما السياسي أيضا.
يقول الشاعر:
“فالكلمات رصاصات 
والعواصف راقصة”
ص ، 13
ويضيف: 
“شرفاء في أزقة إسمنتية
ينادون الديمقراطية
لم البيروقراطية 
وكثرة السادية 
لم الانتهازية؟” 
ص ،17
يبدو من خلال القراءة الأولية، أن النصوص الشعرية في الديوان هي في جوهرها ردود فعل واستجابة  منفعلة،  بمجريات الأحداث الراهنة، ومتفاعلة معها بذائقة فنية، وإن كانت تسجيلية على العموم، تستشرف الآفاق
نحو الأفضل والأجمل: حرية وعدالة اجتماعية.. المستقبلية
وهي القيم الإنسانية ذاتها التي دافع عنها الشاعر ضمن الحراك الشعبي، الداعي إلى مواجهة الفساد والاستبداد، ضدا على صناعة الجلاد والوحش في الإنسان، أو ما سماه الشاعر والباحث السوري ممدوح عدوان  بـ ” حيونة الإنسان”.
 وتتنوع موضوعات المجموعة الشعرية بين ما هو ذاتي ووطني وقومي، مما يتيح للشاعر المجال الأكبر للتعبير والتفكير والتخييل أيضا. ومن القضايا الوطنية التي تشغل الشاعر حامد الزيدوحي ــ  كما العديد من الشعراء المغاربة:
قضيتا الصحراء، وسبتة ومليلية، يقول الشاعر:
“أواه
  على الدوام سبتتي
أواه  ..
على الدوام مليليتي
و ليلى أبدا لي
أ فلا تصدقون؟” 
ص ، 54
ومن القضايا القومية، قضية العروبة والإسلام، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فالشاعر لا يتغيا من وراء كتابته الشعرية، التسلية والترفيه ، أو الفن من أجل الفن
وإنما الكتابة عنده، تستهدف تحريض القارئ على قيم الحرية والجمال والتضامن والعشق المزمن للوطن والإنسان.

> بقلم: عبد العاطي جميل

Related posts

Top