أوريكة: البناء العشوائي يشوه وجه القرية

محمد ارباع
لم تعد أوريكة تلك القرية الموشومة بلمسات طبيعية تغري الزائر بأخذ قسط من الراحة تارة أو بالاستقرار تارة أخرى، ومن حق المرء أن يتساءل عن الأسباب الكامنة وراء فقدان قرية أوريكة الرائعة لما كان يميزها من معالم ومقومات طبيعية أضفت عليها الرونق والجمال، مما أعطاها صورة لوحة فنية بريشة عبقرية عن جدارة واستحقاق ..لكن أين هي أوريكة اليوم من هذا الزمن الجميل بعدما اختلط فيها “النابل بالحابل” وأضحى التمييز بين الأمس معقدا، ومما يحز في النفس تقاعس المجالس المتعاقبة وعجزها عن وضع اليد عن مكمن الداء عن طريق وصفة علاجية عنوانها الأفقي وضع إستراتيجية محكمة بعيدة المدى الغاية منها خلق توازن بينما هو تنموي وما له علاقة بالمحافظة على الطابع المعماري الأصيل لمنتجع سياحي يستقبل من السياح المحليين والأجانب ما لا يمكن الاستهانة به، علما أنها تتوفر على معالم مرتبطة بحقبة تاريخية مهمة من حياة أوريكة. وحسب المعطيات الميدانية المحصل عليها فالعجز عن احتواء العشوائية في مجال البناء قد أفرز مشاكل مزمنة ساهمت بشكل كبير في تشويه الملامح الأخاذة لقرية أوريكة تشويها يتجسد في طمس المعالم الطبيعية لأوريكة بفعل تناسل البناءات غير المنظمة علما أن أوريكة تعيش أصلا مشكلة تفتت الأراضي مما حول القرية، وتتحول إلى ورش إسمنتي مفتوح بدون حدود وبصورة تم من خلالها حجب الرؤية عن مناظر خلابة بواسطة أسوار عالية من الإسمنت المسلح ولا أحد استطاع إيقاف الزحف السرطاني المتواصل للفوضى المسجلة على المستوى العمراني. وقد يستغرب المرء حينما يدرك أن ظاهرة البناء العشوائي تبقى بالنسبة لمن ألفوا السباحة في الماء العاكر، مجالا للاغتناء السريع ووسيلة مواتية لتبوء كراسي المسؤولية، والجدير بالملاحظة أن هذه الظاهرة تمارس نهارا جهارا كأنها عمل مشروع إذ  تمارس تحت أنظار السلطات المحلية وأعوانها من شيوخ ومقدمين، وخير دليل على ذلك الأشغال الجارية على قدم وساق بالعديد من المناطق بما فيها الخضراء التي لا يسمح فيها تصميم التهيئة بمزاولة البناء. وهذا نتيجة لغياب الضوابط المنظمة للقطاع.
من جانب آخر، فكلما توغل المرء بأزقة القرية وممراتها، يقف على الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتشمئز منها النفوس، وهذه مشاكل من ضمن القضايا التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي، مما ينذر بوضع بيئي يهدد الكيان البشري والطبيعي على حد سواء .
وهنا يبرز التساؤل عمن يقف خلف تعثر الأشغال القائلة بربط مجموعة من الدواوير بجماعة أوريكة بشبكة الوادي الحار؟. وبماذا يمكن تفسير بقاء دار لقمان على حالها البائس، وهو حال تزايدت معه المطامير المعتمدة كحل وحيد للصرف الصحي.
والخطير ان أغلب هذه الحفر تتواجد بالممرات وبالأزقة المكتظة بالساكنة تشكل خطورة على الراجلين والأطفال الصغار وعلى الفرشة المائية للآبار باعتبارها المصدر الوحيد للتزود بالماء الشروب .
إنه فعلا وضع متردي بامتياز يبقى بمثابة لغم موقوت قابل للانفجار في أية لحظة وحين في زمن يتوخى فيه ذوو الضمائر الحية بأوريكة نبذ سياسة الإقصاء الاجتماعي والتهميش، ويبقى السؤال عن دور الجهة الوصية؟.

Related posts

Top