إسبانيا مستعدة للتفاعل مع أي مقترح يقدمه المغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية

بعد ما كشفت الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين المغرب واسبانيا، عن ضعف وارتباك في السياسة الخارجية لحكومة بيدرو شانشيز، خرجت وزيرة خارجيته آرانشا غونزاليس لايا، بتصريح غير مسبوق حاولت من خلاله تلطيف الأجواء، وبعث رسائل «مطمئنة» إلى الرباط تعبر فيها عن رغبة مدريد في طي صفحة هذه الأزمة وإعادة بناء الثقة بين البلدين.
فقد أكدت الوزيرة آرانشا غونزاليس لايا، في تصرح صحفي نشرته صحيفة «لابانغوارديا» نهاية الأسبوع المنصرم، أن الحكومة الإسبانية تعمل على خلق «فضاء ثقة يمكن من خلاله إعادة توجيه العلاقة مع المغرب»، ووضع حد لهذه الأزمة التي دخلت شهرها الثاني، معربة عن رغبة بلادها في التفاعل مع أي مقترح يقدمه المغرب بخصوص قضية الصحراء.
وأوضحت وزيرة الخارجية الاسبانية، بخصوص قضية الصحراء المغربية، أن مدريد تريد حلا تفاوضيا في إطار منظمة الأمم المتحدة، مؤكدة في هذا السياق أن بلادها على استعداد للنظر في أي حل يقترحه المغرب، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس من مسؤولية إسبانيا التوسط، لأن هذا الدور يجب أن تقوم به الأمم المتحدة، على حد تعبير الوزيرة آرانشا غونزاليس التي قالت «إننا كنا دائما حذرين للغاية بخصوص الوضع في الصحراء … نفهم تماما أن المغرب لديه حساسية كبيرة بشأن هذه القضية. ويتضمن هذا الموقف المحترم عدم الرغبة في التأثير على الموقف الذي قد تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية».
وبخصوص الأزمة الأخيرة مع المملكة المغربية والتي اندلعت عقب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو تحت اسم مزور «ابن بطوش» و التي أدت إلى انهيار الثقة بين البلدين الشريكين، وجعلت مصداقية هذه الشراكة على المحك، قالت الوزيرة آرانشا غونزاليس لقد «دخلنا في أزمة لم نكن نريدها على الإطلاق، ومن الواضح أننا نريد الخروج منها في أسرع وقت ممكن. سنعمل حتى يتم خلق مساحة ثقة يمكن من خلالها إعادة توجيه العلاقات الثنائية».
ومن الواضح أن الأزمة التي تسببت فيها اسبانيا مع المغرب، وضع هذه في موقف حرج، وأظهر أن حكومة بيدرو شانشيز هي حكومة غير متجانسة ومرتبكة في سياستها الخارجية، خاصة في علاقتها مع حلفائها الاستراتيجيين كالمغرب، وقد ظهر ذلك من خلال حديث الوزيرة آرانشا حول أزمة الهجرة حيث قالت «إن الاتحاد الأوروبي دعم إسبانيا، وفي المقابل انحازت واشنطن إلى صف المغرب. لقد دعم الاتحاد الأوروبي إسبانيا بالكامل، لكن الولايات المتحدة كانت أبعد من ذلك بكثير. فقد نظرت واشنطن إلى مكان آخر»، مضيفة «»كنا نراهن بشكل كبير على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل المساهمة في حل الأزمة الدبلوماسية مع المغرب لكن فشلنا في استمالة الجانب الأمريكي».

> محمد حجيوي

Related posts

Top