إسماعيل العلوي: حزب التقدم والاشتراكية يمتلك قدرة عالية على الصمود خدمة للوطن والشعب

أفاد إسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية أن حزب الكتاب أبان، طيلة مساره التاريخي، عن قدرة عالية في الصمود أمام الشدائد والصعاب، واستطاع، بفضل، قناعاته ومبادئه المبنية على الدفاع عن مصالح الوطن والشعب، تجاوز كل المحن كل سواء في عهد الاستعمار الفرنسي أو في مرحلة الاستقلال.
وأضاف إسماعيل العلوي، خلال العرض الذي قدمه أمام مناضلات ومناضلي فرع المعاريف لحزب التقدم والاشتراكية، الذين استقبلوه بباقة ورد،  أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، أن حزب التقدم والاشتراكية لازال على عهده رافضا للدوغمائية والجمود، متمسكا بهويته ومرجعيته الفكرية والسياسية وبطبيعته كحزب وطني.
هذه المرجعية لم تأت من فراغ، يقول العلوي، في هذا اللقاء الذي أداره الرفيق أحمد بوكيوض وانطلق بكلمة لفتيحة برناص كاتبة الفرع المحلي المعاريف لحزب  التقدم والاشتراكية، بل تمتد في عمق حزب التقدم والاشتراكية الوطني العتيد، الذي يعتبر بحق أول من أدخل العمل النقابي للمغرب، وأول قوة سياسية تنطق بالاشتراكية في هذا البلد، وأبرز مدرسة سياسية تؤرخ لمرحلة من أدق الفترات السياسية ببلادنا. وبمنهجية تجمع بين خبرة الأستاذ الجامعي والسياسي المحنك، قدم إسماعيل العلوي شروحات مقتضبة حول مبررات نشأة الأحزاب في أوروبا ثم في المغرب، قبل أن  يستعرض النضالات التي خاضتها الأجيال المتعاقبة داخل حزب التقدم والاشتراكية منذ أربعينات القرن الماضي، حزب، يقول العلوي، “ظل محافظا على مواقفه ومبادئه وتوجهاته الإيديولوجية كحزب يساري متشبث على الدوام بهويته الإيديولوجية الاشتراكية”.
 فإذا كانت سنة 1974 ، يقول المتحدث، سنة تأسيس حزب التقدم والاشتراكية، فـ” تاريخ 24 يناير 1943 يمثل تاريخ إقدام النخبة الأولى من المناضلين بإنشاء الحزب الشيوعي المغربي “PCM”، وكان حينها امتدادا للحزب الشيوعي الفرنسي آنذاك. فتم حظره سنوات 1952 و 1959، لينشأ حزب التحرير والاشتراكية سنة 1974 كامتداد للحزب الشيوعي المغربي إلى أن تم حظره من جديد في سنة 1969. إن هذه المراحل التاريخية عايشتها نخبة من المناضلين المؤسسين من الرعيل الأول أمثال ليون سلطان الذي أصبح الكاتب الأول للحزب الشيوعي المغربي بعد الندوة التأسيسية في 14 نونبر 1943 وعبد السلام بورقية، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي المغربي وأحد أبرز قادته منذ سنة 1943 إلى جانب أحمد بلماضي والمعطي اليوسفي، ثم علي يعته الذي التحق بسكرتارية الحزب الشيوعي المغربي سنة 1945… بجانب الهادي مسواك الذي أصبح وجها مرموقا في الأوساط الطلابية المغربية بعد دخوله إلى كلية الطب بباريس سنة 1947 وظل عضوا في مكتبه السياسي ينشط في السرية حتى بعد الحظر الذي تعرض له الحزب الشيوعي المغربي سنة 1950 ليصبح مسؤولا في كتابته بالرباط منذ شهر مارس 1951. ومن بين مناضلي الرعيل الأول للحزب المرحوم الرفيق عبد الله المؤقت، أحد المنخرطين الأوائل في الحزب الشيوعي المغربي وعضو لجنته المركزية الثانية”. فالنخبة الأولى من المناضلين، يقول إسماعيل العلوي، عاشت مرحلة تميزت بتطور طبقة عاملة مغربية في القطاعات الصناعية والمنجمية والخدماتية. وهي عوامل ذاتية ساهمت بشكل كبير بجانب ظهور نخبة شابة متعلمة، إضافة إلى قوة وحيوية الحركة العمالية العالمية ، في تأسيس الحزب الشيوعي المغربي.  فالفكر الاشتراكي، يوضح إسماعيل العلوي، أثر بشكل عميق في المجتمع المغربي طوال القرن العشرين، وساهم الحزب الشيوعي وبعده حزب التحرير والاشتراكية ثم حزب التقدم والاشتراكية بجانب القوى الوطنية التقدمية الأخرى في نشره والدفاع عن مبادئه، انطلاقا من الوعي بالمساواة بين بني البشر وإحساسا بالتناقض بين ترف أقلية في مواجهة حرمان أغلبية من المواطنين، وفرضت الاشتراكية رؤية مختلفة لمجتمع أكثر عدلا وإنصافا من أجل بناء مجتمع متكافئ تنعدم فيه الفوارق ويتسع الرخاء بالقضاء فيه على استغلال الإنسان للإنسان بشتى الأشكال المهينة للكرامة الإنسانية. وهذه المثل العليا لم تفقد آنيتها اليوم، يشدد اسماعيل العلوي، بل ما زالت الاشتراكية والتقدمية والحداثة تغذي شرايين المجتمعات، لأن فكر اليسار لا يزال يمثل أملا ووسيلة للدفاع عن المكتسبات التي تحاول الليبرالية المتوحشة والامبريالية إجهاضها، وما زال حزب التقدم والاشتراكية يناضل دفاعا عن الطبقة الكادحة ومن أجل التكافئ والمساواة في الحقوق بين المرأة والرجل ، وتمكين عموم المواطنين من الرعاية الاجتماعية وتقوية نظام الحماية الاجتماعية في مواجهة مخاطر الخوصصة واعتماد سياسة تشغيل إرادية، وتعزيز ميكانيزمات المواطنة الحقة بجعل ديمقراطيتنا أكثر تشاركية والنضال من أجل المساواة ومحاربة العنصرية والاقصاء الاجتماعي والعرقي، وحماية الطبقة العاملة من خلال ضمان اجتماعي قوي ومهني ومحاربة الهشاشة وانعدام أو ضعف الحماية، بجانب اعتماد التنمية المستدامة وضمان حق الأجيال القادمة في التنمية…
 وبفضل هذا الثبات على المبادئ، يقول العلوي، أصبح حزب التقدم والاشتراكية  رقما أساسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الوطنية، وكيانا أكثر متانة، متصدرا الدفاع عن المصالح والمطالب والحقوق المشروعة للكادحين. ولعل دخوله إلى الحكومة، يوضح المتحدث، جاء بنا على برنامج مضبوط يعطي الأولوية لاستمرارية أوراش الإصلاح، ويخدم مصلحة البلاد أولا حتى لا يتم التراجع عن المكتسبات المحققة.  إن حزب التقدم والاشتراكية، يقول رئيس مجلس رئاسة حزب الكتاب، سيظل مستمدا مصداقيته من تراكم نضالاته وإشعاعه عبر تاريخ المغرب، ومن وضعه مصلحة البلاد فوق كل اعتبار ومن دفاعه عن الطبقة الكادحة، وستتعزز هذه القوة بتطلعاته للمستقبل اعتمادا على قوة الشباب القوي بتكوينه السياسي في مدرسة نضالية قوية وراسخة وبوحدته داخل دائرة واسعة للتحالف القوي الموسع في قطب يساري قائم على منطلقات حداثية وتقدمية.

مصطفى السالكي

Related posts

Top