إشكال أمام الأندية المغربية

لم يكن مفاجئا أن يثير موضوع اللاعب محمد الناهيري، وما يترتب عن ذلك بخصوص علاقته مع فريقه الوداد البيضاوي، اهتمام الأوساط الكروية على الصعيد الوطني، وخاصة جمهور الفريق الأحمر.
هذا التصريح الذي أدلى به الناهيري، يبين بوضوح أن اللاعب يعاني من تجاهل تام من طرف إدارة ناديه، وعدم وضوح وضعيته بعد نهاية الموسم، ليأتي الرد سريعا هذه المرة من طرف الرئيس سعيد الناصري نفسه.
حالة لاعب الوداد قد تجد طريقها للحل بسرعة، إلا أن طرحها في هذا الوقت بالذات حولها بسرعة إلى نقاش عمومي، يهم وضعية كل اللاعبين الذين تربطهم عقود تنتهي مع نهاية الموسم الجاري.
فقد فتحت حالة الناهيري وإدارة فريقه الوداد، النقاش من جديد بخصوص مضامين دورية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والتي أكدت بوضوح أن العقود تنتهي بانتهاء الموسم الرياضي، والحال، فان البطولة المغربية كما أكدت ذلك الجامعة، من المقرر انتهاؤها يوم 12 شتنبر القادم، وعليه، فان كل صلاحية العقود، ستمتد إلى حدود هذا التاريخ.
وهذا ما أكده رئيس لجنة القوانين والأنظمة بالجامعة، حين أوضح أن اللاعبين المنتهية عقودهم في الـ30 من شهر يونيو الماضي، مستمرون مع أنديتهم بقوة القانون، إلى غاية نهاية الموسم، بالنظر إلى ما أقره الاتحاد الدولي، من تمديد تلقائي لعقود اللاعبين الذين انقضت الشهر الماضي.
هذا بخصوص العقود، أما مسألة الرواتب والمنح، فتم ترك الأمر للتفاوض بشأنها بين اللاعبين وإدارات الأندية، وفي حالة عدم التوصل إلى التوافق بين الجانبين، فان الاختلاف يعتبر ملف نزاع تبث فيه الجامعة.
فيما يخص سوق الانتقالات، فإن الفيفا أكدت من خلال دورية بعثتها للاتحادات الوطنية، أن تاريخ فتح باب الانتقالات الصيفية، تم هو الآخر تعديله بسبب الأزمة الحالية، وبناءً على ذلك، فموقف الفيفا مرن بهذا الشأن، وبالتالي من المقرر فتح سوق الانتقالات الصيفية نهاية الموسم الحالي، وبداية الموسم الجديد، أي منتصف شهر أكتوبر القادم.
كل هذه الجوانب لا لبس فيها، والقانون واضح، وكل طرف مطالب بمراعاة مصالح الطرف الآخر، بناء على ما هو مستجد على الساحة، والتواريخ المحددة على ضوء حالة القوة القاهرة، إلا أن الإشكال الحقيقي يطرح بإلحاح، بالنسبة للأندية الملزمة بخوض المنافسات القارية والعربية.
فكما تم التأكيد رسميا على ذلك خلال الاجتماع الأخير الذي عقده الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، فموعد ومكان وشكليات إجراء مباريات نصف ونهاية كأسي العصبة والكاف، هو شهر شتنبر القادم بكل من الكامرون والمغرب، في انتظار التاريخ النهائي، ولن يتجاوز في الغالب، الشهر المحدد خلال الاجتماع الأخير.
وعليه، فان الإشكال يطرح بالنسبة للفرق التي تنتهي عقود لاعبيها بانتهاء الموسم الحالي، وقد تجد هذه الفرق نفسها أمام نقص على مستوى التشكيل الأساسي، والأمر يهم كلا من الوداد والرجاء البيضاويين بعصبة الأبطال، حسنية أكادير ونهضة بركان في كأس الكاف.
فالجانبان المغربي والمصري، يدفعان في اتجاه برمجة المباريات الإفريقية المنتظرة، بعد انتهاء الدوري المحلي بالبلدين، وغالبا ما سيتم الموافقة على هذا الطلب، بحكم أن البلدين ممثلين بسبعة فرق، أربعة بالنسبة للمغرب، ثلاثة لمصر وهم الأهلي والزمالك وبيراميدز، وفريق واحد لغينيا، ألا وهو حوريا كوناكري.
فكيف يمكن للفرق المغربية معالجة هذا الإشكال الحقيقي، وهي المطالبة بتحقيق نتائج إيجابية، بموعد قاري يحظى بأهمية استثنائية؟

محمد الروحلي

Related posts

Top