إصرار ملكي من أجل الاستمرار في التعبئة للتخفيف من الآثار السلبية لموجة التساقطات الثلجية والمطرية

ذكر بلاغ لوزارة الداخلية، أول أمس الأربعاء، أن جلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته السامية إلى القطاعات الحكومية والمصالح المعنية قصد الاستمرار في التجند والتعبئة وبذل المزيد من الجهود للتخفيف من الآثار السلبية لموجة التساقطات الثلجية والمطرية الكثيفة والانخفاض الحاد في درجات الحرارة التي تعرفها بعض عمالات وأقاليم المملكة، واتخاذ جميع الإجراءات لفك العزلة عن المناطق المتضررة، وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين بها.
كما أمر جلالة الملك، يضيف البلاغ، بمواصلة المجهودات عبر التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والبشرية لتخفيف العبء عن ساكنة المناطق المعنية في مواجهة التداعيات الناجمة عن التقلبات المناخية وسوء الأحوال الجوية.
وتنفيذا لهذه التعليمات السامية، وسعيا منها لضمان استمرارية الخدمات الصحية لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد والتساقطات الثلجية والمناطق النائية بالوسط القروي، تعمل وزارة الصحة حاليا، ومنذ 15 نونبر 2017، على تفعيل النسخة الثانية من عملية “رعاية”، وتستهدف هذه العملية، حسب بلاغ لوزارة الصحة، 28 إقليما منتميا إلى سبع جهات.
وإلى غاية فاتح فبراير 2018، تكللت عملية رعاية بــ:
إنجاز 3239 زيارة ميدانية للوحدات الطبية المتنقلة،
تـنظيم 98 قافلة طبية متخصصة،
إسداء ما مجموعه 433.027 خدمة صحية وقائية وعلاجية؛
إحالة ما مجموعه 946 حالة على المستشفيات المرجعية عبر سيارات الإسعاف.
وستتواصل أنشطة عملية “رعاية 2017-2018″، يضيف بلاغ وزارة الصحة الذي توصلت بيان اليوم بنسخة منه، إلى غاية نهايتها المحددة في 15 مارس 2018 للاستجابة للحاجيات من الخدمات الصحية والعلاجية لفائدة ساكنة المناطق المتضررة بفعل موجات البرد والتساقطات الثلجية وكذا ساكنة المناطق القروية النائية، مع إمكانية تمديدها حسب الحاجة والظروف المناخية.
في سياق متصل، وفي إطار المجهودات الكبيرة التي تبذلها الدولة بجميع مكوناتها من أجل التغلب على آثار سوء الأحوال الجوية، في المناطق ذات التضاريس الصعبة، لاسيما في المناطق الجبلية والمدن القريبة منها، استفاد أزيد من 49 ألف عائلة من المؤن والأغطية والمعدات والمساعدات داخل 22 إقليما محصيا هذا الموسم.
وبحسب بلاغ لوزارة الداخلية، يتوزع المستفيدون على 1.205 دوارا تابعا لـ 169 جماعة محلية، وبمجموع يناهز 514 ألف نسمة، خصوصا بأقاليم الحوز، والحسيمة، وبني ملال، وأزيلال، وبولمان، وشفشاون، وخنيفرة، وافران، وميدلت، وتاوريرت، وتارودانت، وتازة، وتنغير، وصفرو وشيشاوة، والتي تعرف انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة.
وأضاف المصدر أنه تم، إلى غاية أول أمس الأربعاء، توزيع مؤن غذائية وأغطية على 43.896 عائلة، كما استفادت 5250 أسرة من فرن اقتصادي، بميزانية تقدر بـ 5.622.000 درهم، مع مراعاة المناطق ذات الأولوية، كما تم تمكين 29.380 فلاحا بالمناطق المتضررة من العلف المدعم للماشية، واستفادت 859 مؤسسة تعليمية من أزيد من 1500 طن من حطب التدفئة.
وفيما يخص الدعم الصحي فقد استفاد 234 ألف شخص من مختلف المبادرات المبرمجة في هذا الصدد، سواء من خلال المستشفيين العسكريين الميدانيين المقامين، بأمر من جلالة الملك محمد السادس، بكل من إقليم شيشاوة “الجماعة القروية للاعزيزة” وإقليم تنغير “الجماعة القروية أمسمرير” أو من خلال المستشفى المتنقل التابع لوزارة الصحة والمحدث بإقليم ميدلت “دائرة إملشيل”.
كما تمت في هذا الشأن، تعبئة 660 طبيبا وأكثر من 1950 ممرضا وحوالي 43 مستشفى “تابعا لوزارة الصحة” و183 مركزا صحيا و9 وحدات صحية متنقلة وأكثر من 400 سيارة إسعاف، فيما جرى تنظيم 98 قافلة طبية، في إطار برنامج رعاية 2017-2018، من أجل إجراء الفحوصات الطبية وتوزيع الأدوية. وتمت أيضا تعبئة مروحيات خاصة لإجلاء الحالات المستعجلة أو إيصال المساعدات الغذائية للبلدات المعزولة، حيث تم في هذا الإطار تنفيذ 11 عملية للإسعاف الطبي بواسطة المروحيات التابعة للدرك الملكي ووزارة الصحة، وإيصال المساعدات الغذائية لـ 13 عائلة من الرحل كانت محاصرة بالثلوج بإقليم تنغير بواسطة مروحية للدرك الملكي.
أما فيما يهم توفير الرعاية اللازمة للنساء الحوامل وتقديم الخدمات الإنسانية للأشخاص بدون مأوى، فقد عرفت العملية استفادة أزيد من 7 آلاف شخص، من خلال إحصاء وتتبع 3742 امرأة حامل، تم التكفل لحد الآن بـ 374 من المقبلات منهن على الولادة بالمراكز الصحية أو دور الأمومة. كما تم التكفل بأزيد من 6834 شخص بدون مأوى بإيداعهم بوحدات استقبال آمنة، وجرى أيضا مد مراكز الطلبة “دار الطالبة ودار الطالب” والداخليات والمستشفيات والمراكز الصحية ودور الأيتام بالأغطية.
وفيما يخص فتح الطرقات وفك العزلة، فقد تم فتح ما يقارب 15 طريقا وطنية، 21 طريقا جهوية و59 طريق إقليمية، وفك العزلة عن أزيد من 158 دوارا وتأمين الولوج لحوالي 191 دوارا. كما جرت تعبئة أزيد من 729 آلية لإزاحة الثلوج، وتجهيز ملاجئ الثلوج لإيواء مستعملي الطرق عند الاقتضاء.
وفي هذا الإطار أيضا، تم السهر على ضبط عمليات وضع الحواجز لحماية مستعملي الطرقات التي من المرجح أن تعرف انقطاعات نتيجة التساقطات الثلجية، كما جرى التعاقد مع عدد إضافي من سائقي آليات إزاحة الثلوج –احترازيا- لتغطية أكثر من 5 آلاف كيلومتر من الطرقات المغطاة بالثلوج لتأمين سلاسة المرور وضمان سلامة المواطنين، وتمت كذلك تهيئة 900 منصة لنزول الطائرات المروحية المعبأة لهذه الغاية والتابعة لمصالح الدرك الملكي ووزارة الصحة، وكذا العمل على دراسة تعزيز شبكة محطات الرصد الجوي لمراقبة ورصد الحالات الجوية وعناصر الطقس المختلفة من خلال إضافة 130 محطة موزعة على مستوى الأقاليم المعنية.
ولتأمين الاتصال بالمناطق المعزولة، تمت تغطية 1075 دوارا بشبكة الهاتف الخلوي، فيما جرى من جهة أخرى إمداد السلطات بـ 106 دوار بهواتف مرتبطة بالأقمار الاصطناعية، وتفعيل بعض التطبيقات الهاتفية لإرشاد مستعملي الطريق حول الانقطاعات المحتملة.
وذكر المصدر بأن المصالح والسلطات المعنية تبقى مجندة باستمرار للقيام بالواجب في تخفيف العبء على الساكنة وتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة اللازمين لمواجهة الأضرار المحتملة التي قد يتسبب فيها سوء الأحوال الجوية، مع تعبئة جميع الموارد والوسائل الضرورية من أجل ضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم.

Related posts

Top