إعادة افتتاح برج إيفل في غياب طوابير الزائرين

 رحب برج إيفل مرة أخرى بالزوار بعدما تسبب تفشي فايروس كورونا في إغلاق المعلم الشهير بالعاصمة الفرنسية لأطول فترة منذ الحرب العالمية الثانية.
ووقف حوالي 50 زائرا، الخميس، عند أبواب برج إيفل في باريس ينتظرون افتتاحه مجددا بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إغلاقه. وفي أجواء احتفالية، بفضل فرقة صغيرة من السياح البرازيليين، تمكن الزوار الأوائل من دخول هذا المعلم الذي يعتبر من الرموز الفرنسية.
إلا أن المشهد لم يكن كما في العادة، فالحشود الكبيرة التي كانت تتوافد في السابق لتزور هذا المعلم في قلب باريس غابت في هذا اليوم.
وقال ياسين قبلاوي الذي يراقب إذا ما كان الزوار يلتزمون بالقواعد ويضعون الكمامات على أفواههم عند مدخل المعلم التذكاري “توقعنا مجيء عدد أكبر من الناس”، مضيفا “وبما أن الحدود مغلقة لا يوجد الكثير من الأجانب”. وحتى لو أن الحدود مع الدول الأوروبية الأخرى ستفتح تدريجا، فستظل هناك قيود كثيرة على الزوار من قارات أخرى.
وأشار فيديريكو مسؤول الاستقبال إلى أن “ما سنفعله في يوم واحد يتم عادة في غضون ساعة”.
واصطف السياح، ملتزمين بوضع الكمامات كما طلب منهم رغم الطقس الحار، من أجل الخضوع للفحص الأمني عند المدخل الذي وضعت فيه مطهرات للأيدي قبل البدء في صعود 674 درجة من درجات السلم للوصول إلى الطابق الثاني من البرج الذي يقع على ارتفاع 115 مترا فوق سطح الأرض.
ففي البداية، سيكون من الممكن فقط الصعود إلى الطابق الثاني عبر السلالم. وفي أوائل يوليو المقبل، إذا سمح الوضع الصحي بذلك، يمكن إعادة تشغيل المصاعد الكهربائية.
لكن لا شيء يثني تيريز وهي امرأة ستينية من جنوب فرنسا عن صعود السلالم. قائلة “أنا مجهّزة جيدا. سأصعد لكن رويدا رويدا وإذا لم أستطع، لن تكون مشكلة! إنها لحظة عاطفية بعد هذه الأشهر الصعبة”.
أما السائحة الأميركية شانيك تشينتسانيا التي تعيش في ألمانيا، فقد أكدت “إنه لأمر رائع أن أكون هنا. أنا حزينة قليلا لأن القمة ليست مفتوحة، لكن الأمر على ما يرام. الآن سنضطر إلى صعود الدرج”.
وأعيد افتتاح برج إيفل مع الحرص على سلامة الجميع، فقد وضعت إشارات على الطرق التي يجب أن يسلكها الزوار مع فرض استعمال الكمامات إضافة إلى الحد من عدد الزوار والحفاظ على المسافة الجسدية بينهم، لكن تلك القواعد الوقائية لم تفقد الزوار حماسهم.
كما أعلنت الشركة المسؤولة عن إدارة المعلم الذي صممه غوستاف إيفل في العام 1889، عن تخفيض 50 في المئة من ثمن تذاكر الأطفال وأطلق حملة ترويج لجمعيات التجار إضافة إلى تسهيل الحجوزات عبر الإنترنت.
وجاء أليكس وهو مراهق هولندي يبلغ من العمر 15 عاما مع والدته وكان سعيدا بقدرته على زيارة المعلم التذكاري الباريسي، موضحا “إنها المرة الأولى التي آتي فيها إلى باريس ومن الرائع حقا أن أكون هنا. علمنا أن برج إيفل سيعاد افتتاحه اليوم لذلك اعتقدنا أنه يجب علينا المجيء”.
وأغلق هذا المعلم الذي يعتبر واحدا من أكثر المواقع السياحية ازدحاما في العالم بسبعة ملايين زائر سنويا وفقا لمديريه، في 13 مارس الماضي.
لكن برج إيفل لم يتخل خلال تلك الأشهر الثلاثة عن إضاءاته الليلية التي تتم من خلال 336 جهاز عرض بالإضافة إلى 20 ألف مصباح، موزعة كلها على الهيكل لجعل المبنى يتألق خمس دقائق في بداية كل ليلة.
وكل ذلك بهدف تشجيع سكان المنطقة على الاستفادة من الغياب النسبي للسياح وطوابير الانتظار بعد كل هذه الأسابيع من الإغلاق.

Related posts

Top