إعلاميون ونشطاء من المجتمع المدني المغربي ينددون بالجريمة الإرهابية ضد الصحفية شرين أبو عاقلة

عبر إعلاميون ونشطاء من المجتمع المدني المغربي عن إدانتهم القوية، لاغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة التي سقطت واقفة برصاص الغدر الصهيوني الذي استباح دمها بشكل بارد وهي تؤدي مهمتها الإعلامية، كمراسلة لقناة الجزيرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

فقد نظمت فعاليات إعلامية ومدنية، وقفة إدانة واحتجاج أمام السفارة الفلسطينية بالرباط، أول أمس الأربعاء، للتعبير عن غضبهم وإدانتهم لهذه الجريمة النكراء التي اقترفها جيش الاحتلال الصهيوني في حق الصحفية شيرين أبو عاقلة التي كانت تغطي إعلاميا عميلة اقتحام مخيم جنين بالضفة الغربية.

وقد رفع المتظاهرون صور الراحلة أبو عاقلة أيقونة الصحافة الفلسطينية، بالإضافة إلى الأعلام الفلسطينية، مرددين شعارات تعبر عن إداناتهم لجرائم الاحتلال الصهيوني، ومطالبين المنتظم الدولي بفتح تحقيق في هذه الجريمة الإرهابية التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية، ومتابعة الجناة أمام القضاء الدولي.

وكان ممثلون عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية والمجلس الوطني للصحافة والفدرالية المغربية لناشري الصحف والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، بالإضافة ممثلين عن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، قد قدموا واجب العزاء للسفير الفلسطيني جمال الشوبكي، في جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عقلة، معربين له عن إدانتهم لجرائم الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين.

كما تقاطرت على سفارة فلسطين بالرباط، منذ زوال أمس، وفود مغربية تمثل أحزاب سياسية ومنظمات نقابية وحقوقية وبرلمانيين وإعلاميين، للتنديد بهذه الجريمة الإرهابية، التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني عن سبق إصرار وترصد، وأطلق عليها الرصاص أمام أنظار العالم الذي تابع الجريمة مباشرة على الهواء، في تحد سافر للقانون الدولي.   

وفي موضوع ذي صلة، عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن إدانتها الصارخة والشديدة لهذه الجريمة الإرهابية، التي وصفتها ب “النكراء” والتي اقترفتها آلة العدو الصهيوني، ودعت الاتحاد الدولي للصحافيين إلى متابعة الجناة في محكمة العدل الدولية، وناشدت الضمائر الحية في العالم، سواء تعلق الأمر بالمنظمات الدولية أو بالشخصيات السياسية والفكرية والحقوقية والمهنية إلى تجسيد تنديدها بهذه الجريمة النكراء من خلال ردود فعل ضد الجناة المتمثلين في سلطات الكيان الصهيوني.

وسجلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في البلاغ ذاته، تواتر جرائم استهداف الصحافيات والصحافيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه تم رصد أزيد من 50 جريمة اغتيال استهدفت الجسم الصحافي منذ سنة 2000، وهو ما يبين وجود خلفيات واضحة تستهدف منع الصحافيات والصحافيين من تغطية تجاوزات الجيش الإسرائيلي، و يمثل في نظرها، القضاء على شهود الإثبات في الجرائم الإرهابية التي تقترفها قوات الاحتلال الصهيوني.

 من جانبها، عبرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن إدانتها الشديدة لهذه الجريمة التي وصفتها بـ”الفعل الجبان”، وقالت إن اغتيال شيرين “جريمة بشعة استهدفت الإعلام الحر وخرقت مبدأ الحماية لجنود الحقيقة الذين يتواجدون على خطوط التماس في الأراضي المحتلة”.

واعتبرت الفيدرالية المغربية في بلاغ لها، أن “شيرين اليوم رمز من رموز إعلام التحدي من أجل تعرية الغطرسة وكشف الوجه القبيح لاغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.

يشار إلى أن الراحلة شيرين أبو عقلة ولدت يوم 3 يناير عام 1971 بالعاصمة الفلسطينية القدس، حيث نشأت وترعرت وسط عائلة مسيحية الأصل من بيت لحم، وتابعت دراستها الثانوية هناك، قبل أن تلتحق بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن لدراسة الهندسة المعمارية، لتنتقل بعدها إلى تخصص الصحافة المكتوبة في جامعة اليرموك الأردنية. وبعد تخرجها، عادت شيرين إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة “الأونروا”، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة “مونت كارلو” وكانت دائما في الميدان لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وفي سنة 1997، انتقلت للعمل مع قناة الجزيرة، بعد عام واحد من انطلاقها، فكانت ضمن الفوج الأول من المراسلين الميدانيين للقناة.

محمد حجيوي

تصوير: رضوان موسى

***

FMEJ تدين قتل الاحتلال الإسرائيلي للصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة

أدانت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف (FMEJ) قتل سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح يوم الأربعاء الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وهي تؤدي مهمتها من مخيم جنين في جريمة بشعة استهدفت الإعلام الحر وخرقت مبدأ الحماية لجنود الحقيقة الذين يتواجدون على خطوط التماس في الأراضي المحتلة.

واعتبرت الفيدرالية في بلاغ صحافي لها، توصلت جريدة بيان اليوم بنسخة منه، أن شيرين اليوم رمزا من رموز إعلام التحدي من أجل تعرية الغطرسة وكشف الوجه القبيح لاغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وعبر ناشرو الصحف المغاربة عن تضامنهم الصادق مع الزملاء في فلسطين المحتلة ومع أسرة الفقيدة الصغيرة والكبيرة بقناة الجزيرة داعين إلى استلهام عبر هذا الفقد الجلل وإعطاء الشأن الفلسطيني في إعلامنا الحيز الذي يستحقه وتقوية جبهة الصحافة الحرة من أجل القضايا العادلة وعزاؤنا واحد.

***

النقابة الوطنية للصحافة المغربية تشجب جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة                                                                          

شجبت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، جريمة اغتيال الزميلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية، وهي تؤدي مهمتها النبيلة، متوجهة لتغطية محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مخيم جنين.

وكشفت النقابة في بلاغ صحافي لها توصلت جريدة بيان اليوم بنسخة منه، أنه “بعد استعراض كافة ملابسات هذه الجريمة القذرة، تبين بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر يتعلق باستهداف مبيت، خصوصا وأن ساحة الجريمة لم تكن تشهد لحظتها أي اشتباكات، وكان فقط ثمة صحافيات وصحافيون بخوذاتهم وصدرياتهم الواقية المتضمنة لشارة الصحافة”. وأوضحت نقابة الصحافيين المغاربة، أن “جرائم استهداف الصحافيات والصحافيين تواترت في الأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتم رصد أزيد من 50 جريمة اغتيال استهدفت الجسم الصحافي منذ سنة 2000، مما يبين وجود خلفيات واضحة تستهدف منع الصحافيات والصحافيين من تغطية تجاوزات الجيش الإسرائيلي، وتتمثل هذه الخلفية أساسا في القضاء على شهود الإثبات في الجرائم الإرهابية التي تقترفها قوات الاحتلال الصهيوني. وتفجير برج الجوهرة بغزة الذي تضم طوابقه مقرات عديد من القنوات ووكالات الأنباء دليل ساطع على ذلك”.

وأعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن عزائها الصادق “ومواساتنا لعائلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ولزميلاتنا وزملائنا في الصحافة الفلسطينية، وفي نقابة الصحافيين الفلسطينيين وللزميلات والزملاء في قناة الجزيرة الإخبارية”.

وأدان المصدر ذاته، بشدة “هذه الجريمة النكراء، وهذه العملية الإرهابية الفظيعة، ونعتبر أن أي محاولة لتبريرها هو ضلوع في الجريمة وتواطؤ مع المجرمين”.

ودعت النقابة إلى تحقيق دولي محايد ومستقل وشفاف تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية، رافضة أي “مناورات تروم التستر على المجرمين سواء الذين أصدروا الأوامر، أو الذين خططوا، أو الذين نفذوا ضمانا لعدم إفلات الجناة من العقاب”.

ووجهت النقابة ذاتها، نداءها إلى “المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان من أجل اعتبار استهداف الصحافيات والصحافيين أثناء تغطية الحروب والنزاعات المسلحة جريمة حرب على غرار استهداف طواقم الإسعاف”.

وعبرت في الأخير عن رفضها “لسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع ضحايا الحروب وخاصة الصحافيات والصحافيين من طرف القوى الكبرى التي لا تتعامل بالصرامة المطلوبة مع الانتهاكات الإسرائيلية قياسا لردود أفعالها بإزاء ما يحدث في مناطق أخرى”.

***

الجسم الإعلامي المغربي يزور سفارة فلسطين بالرباط ويعزي في اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة

زار يونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة، مرفوقا بكل من الزميل عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية والزميل محتات الرقاص نائب رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف والزميل عبد الحميد جماهري عن الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، مقر سفارة دولة فلسطين بالرباط، وذلك لتقديم تعازي الهيئات الإعلامية الوطنية في اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

الوفد الإعلامي المغربي وجد في استقباله السفير الفلسطيني جمال الشوبكي، إلى جانب الطاقم الديبلوماسي والإداري للسفارة، وجرى تبادل الكلمات، كما تم التوقيع في سجل التعازي نيابة عن المنظمات المهنية الوطنية والجسم الإعلامي المغربي.

وقام الوفد الإعلامي المذكور، بعد ذلك بزيارة مكتب قناة الجزيرة بالرباط لتقديم التعازي لطاقم ومسؤولي القناة، وكان في استقبالهم الصحفي عبد المنعم العمراني.

تصوير: رضوان موسى

***

شيرين أبو عاقلة.. ابنة كل بيوت فلسطين

نقلت شيرين أبو عاقلة رسالة فلسطين لنحو ثلاثة عقود، قبل أن تبعث بسطورها الأخيرة لقناة الجزيرة في الدوحة صباح أول أمس الأربعاء، وتخبرهم أن جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ويحاصر منزلا فيها، وأنها ستوافيهم بالخبر فور اتضاح الصورة.. وكانت هي الخبر.

“في الطريق إلى جنين”، هذا آخر ما خطته مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة على صفحتها عبر فيسبوك قبل أيام وهي بطريقها لمدينة جنين شمال الضفة الغربية لتغطية اقتحامات الاحتلال المستمرة منذ أشهر عدة، وللمفارقة فإن استشهادها كان أيضا في جنين صباح الأربعاء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الطريق أيضا، التقطت شيرين بعدستها مشهد آخر قطرات المطر على فلسطين، وكأنها تعرف أنه سيكون شتاءها الأخير، أو كأنها أدركت أن هذا الطريق لن تعود منه مجددا.

وكعادتها، همت مبكرة صباح الأربعاء إلى الميدان وارتدت زيها الصحفي الذي يميز هويتها الصحفية لتفادي أية مخاطر، وانطلقت إلى منطقة الجابريات بين مخيم جنين وقرية برقين غربي مدينة جنين، لنقل اقتحام جنود الاحتلال المدججين بالسلاح للمنطقة بهدف اعتقال أحد المطلوبين الفلسطينيين الذي حاصرت منزله وأخذت تنادي عليه عبر مكبرات الصوت.

لم يطل الأمر كثيرا وكأن الاحتلال أدرك سلفا أن مهمته فشلت، فأخذ يطلق الرصاص بشكل عشوائي، فأصيبت شيرين برصاصة قناص إسرائيلي في الرأس أوقعتها أرضا، وقبلها بلحظات أصيب الصحفي علي السمودي، الذي يعمل منتجا لقناة الجزيرة في جنين، برصاصة في الكتف.

وحاول الزملاء ومن كان حاضرا من المواطنين بذل أقصى إمكانياته لإنقاذها ونقلها إلى مشفى ابن سينا التخصصي بالمدينة، لكن أعلن استشهادها بعد فشل محاولات إنعاشها. وعم الحزن والسخط فلسطين بأكملها والوسط الصحفي خاصة.

أستاذة الإعلام وأيقونة الصحافة

ولدت شيرين نصري أبو عاقلة عام 1971 وترعرعت في مدينة القدس لأسرة مسيحية تنحدر من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وأنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الوردية ببيت حنينا في المدينة المقدسة.

والتحقت شيرين بداية بدراسة الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، لتنتقل بعدها إلى تخصص الصحافة في جامعة اليرموك الأردنية أيضا، حيث تخرجت بلقبها الأول.

وعادت شيرين أبو عاقلة بعد تخرجها إلى فلسطين وعملت في مهام إعلامية مع عدة جهات، مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة مونت كارلو.

في عام 1997 انضمت شيرين إلى طاقم قناة الجزيرة الفضائية في بداية تأسيسه بفلسطين، وظلت فيه حتى قضت شهيدة للرسالة الإعلامية المناصرة لوطنها وقضيتها، وهو ما جعل كثيرا من الصحفيين يدينون “لأستاذتهم” بالتعلم منها والاستفادة من خبرتها.

ورسالة فلسطين خطتها شيرين لنحو 3 عقود، قبل أن تنقل آخر سطورها عبر البريد الإلكتروني للقناة في الدوحة صباح الأربعاء، وتخبرهم أن جيش الاحتلال اقتحم مدينة جنين ويحاصر منزلا هنا، وأنها ستوافيهم بالخبر فور اتضاح الصورة، فكانت هي الخبر.

في فلسطين والعالم

لم تترك شيرين قرية أو مدينة أو مخيما فلسطينيا إلا وأعدت عنه أو منه قصة صحفية، وصباح الأربعاء كتب الكثيرون أنها كانت في كل بيت فلسطيني طيلة العقود الثلاثة الأخيرة.

وشهدت شيرين أبو عاقلة على أحداث فلسطينية مفصلية؛ أبرزها تغطية أحداث انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) بين عامي 2000 و2004، التي اجتاح الاحتلال الإسرائيلي فيها الضفة الغربية، وغطت فيها عمليات قصف واغتيال وأحداثا بالغة الخطورة.

وشاركت بتغطيات صحفية عديدة في مواجهات القدس وغزة والضفة الغربية والداخل، وكان آخرها المواجهات في القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، حيث تعرضت وزملاءها للتنكيل والاعتداء من جيش الاحتلال، وأصيبت برصاص الاحتلال أكثر من مرة وفي أكثر من موضع. فقد عرفت بشجاعتها وإقدامها لإظهار الحقيقة.

وعربيا، كان آخر تغطية شاركت بها في مصر قبل عدة أشهر، حيث كانت من أوائل الصحفيين الذين انتقلوا هناك عقب إعادة فتح مكتب قناة الجزيرة في القاهرة، وظلت هناك بضعة أسابيع قبل أن تنتقل للعاصمة القطرية الدوحة، كما برزت في تغطية عدة أحداث عالمية، ومن بينها الانتخابات الأميركية السابقة.

“اغتيال واضح”

في مقطع فيديو مصور خلال حضورها الأخير للتغطية بالمدينة، قالت شيرين إن “جنين حالة كبيرة، جنين معنويات عالية”، مشيرة إلى خطورة الأوضاع هناك والتي تطلبت من مكتب الجزيرة بالوجود المستمر في المنطقة، وكانت طواقمها تتناوب على التغطية في مخيم جنين ومحيطه.

وفي شهادة لهما، قال الصحفيان علي السمودي ومجاهد السعدي اللذان كانا بجانب شيرين عند إصابتها، إن جيش الاحتلال تعمد إطلاق النار بشكل مباشر على الصحفيين “مع العلم أنه لا يوجد مسلحون ولم يكن هناك مواجهات وكانت المنطقة آمنة”.

وحسب السعدي “حاولنا كشف أنفسنا للاحتلال كصحفيين لكي لا يتم استهدافنا، فقد كنا ندرك أن الوضع صعب، وتقدمنا بشكل تدريجي لإظهار أننا صحفيين”.

وهو ما أكده وليد العمري مدير الجزيرة في فلسطين في شهادات طاقمه، أنه لم يكن هناك مواجهات وأن قناصة للجيش الإسرائيلي كانوا يعتلون أسطح المنازل، وأن شيرين “أصيبت برصاص القناصة من جيش الاحتلال”.

وروت الصحفية شذا حنايشة، التي كانت بجانب شيرين لحظة إصابتها أنها كانت ترتدي زيها الصحفي بالكامل (الدرع والخوذة)، ومن أطلق النار عليها كان يقصد قتلها، وأن ما حدث “جريمة اغتيال”، وأن الصحفيين “كانوا هدفا للاحتلال”.

حزن على “فارسة الإعلام”

وأدانت الرئاسة الفلسطينية “جريمة إعدام الاحتلال الإسرائيلي للصحفية شيرين أبو عاقلة”، وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها، مؤكدة أن “إعدام الصحفية أبو عاقلة وإصابة الصحفي علي السمودي جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحفيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت”.

ونعت الحكومة الفلسطينية ورئيس وزرائها محمد اشتية “فارسة الإعلام وأيقونة الصحافة شيرين أبو عاقلة”، في حين أعلنت مدينتا جنين والقدس ومناطق عدة بالضفة الغربية الإضراب العام والحداد على روح الشهيدة أبو عاقلة.

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف المنشورات التي تنعى الشهيدة الصحفية، تحت وسوم “شيرين شهيدة جنين” و”الشهيدة الشاهدة” و”شيرين أبو عاقلة شهيدة”.

وكتبت الصحفية عرين ريناوي “مدرسة الإعلام وعلم أعلام فلسطين، يا فخرنا، الشهيدة الشاهدة”. بينما كتب بلال الشوبكي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل “شيرين أبو عاقلة كانت على ثغرة من ثغور الوطن منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية.. كبرت معنا وفينا كلما مس فلسطين الأذى، وكلما تنفست الأمل. كانت صوتا أنقى من أن يقيم، وصورة أبهى من أن تنتقد، هي بنت كل بيت فلسطيني وأخت كل لاجئ ورفيقة كل ثائر وكلمة حقّ في وجه كل جائر”.

في حين كتب المحامي والحقوقي فريد الأطرش “جريمة بشعة يقوم بها الاحتلال من خلال استهداف الصحفيين وقتل الصحفية شيرين.. ما حدث ويحدث هو نتيجة تمتع جنود الاحتلال بالإفلات من العقاب”.

أما جمال حويل، القيادي في حركة فتح وأحد قادة معركة مخيم جنين التي غطتها شيرين أبو عاقلة عام 2002، فقال في كلمة له أمام جثمانها “رحمها الله.. جاءت من القدس عشان لتستشهد بمخيم جنين”.

المصدر: الجزيرة

Related posts

Top