إعلان الطوارئ بإقليم تشادي لمواجهة بوكو حرام

قتل وأصيب عشرات الأشخاص في هجمات «انتحارية» نفذتها فتيات أول أمس السبت على الجانب التشادي من بحيرة تشاد، حيث توقعت مصادر أمنية أن يكون الهجوم من تدبير جماعة بوكو حرام النيجيرية.
وتضاربت الأنباء بشأن عدد الضحايا، حيث تحدثت مصادر أمنية عن ثلاثين قتيلا وأكثر من مئة جريح، ثم ذكر بيان حكومي أن الهجمات -التي استهدفت سوقا ببلدة كولكوا- خلفت 15 قتيلا و130 مصابا.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مسؤول عسكري تشادي -طلب عدم الكشف عن هويته- أنه يعتقد أن «عناصر من جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة قامت بتنفيذ الهجوم».
ووقع الحادث على الرغم من قيام حكومة تشاد بفرض حالة الطوارئ في إقليم بحيرة تشاد منذ مطلع الشهر الماضي، قائلة إن تلك المنطقة باتت بؤرة تجمع لمسلحي بوكو حرام، حيث تم نشر أكثر من خمسة آلاف جندي في جزر البحيرة والقرى الواقعة على ضفافها.
وقد أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا عبر فيه عن دعمه السلطات التشادية بمواجهة ما وصفه بـ»التهديد الإرهابي»، كما أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) هذه الهجمات واعتبرتها «إرهابا يجرمه الإسلام».
يشار إلى أن بحيرة تشاد -التي تتقاسمها كل من نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد- تضم عددا كبيرا من الجزر الصغيرة التي يقيم فيها صيادون وتحوطها نباتات كثيفة مما يسهل تسلل عناصر بوكو حرام لشن هجمات تجاوزت شمال شرق نيجيريا نحو تشاد والنيجر والكاميرون.
ولمحاربة بوكو حرام التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية- شكلت الدول الأربع المطلة على البحيرة ومعها بنين قوة تدخل مشتركة قوامها 8700 شرطي ومدني يقع مقر قيادتها في العاصمة التشادية نجامينا التي تضم أيضا مقر قيادة عملية برخان الفرنسية التي تقول إنها تحارب المتشددين الإسلاميين في منطقة الساحل الأفريقي.
كما نشرت الولايات المتحدة ثلاثمئة عسكري في الكاميرون لتنفيذ عمليات استطلاع واستخبارات ضد الإسلاميين النيجيريين.
وأعلنت وزارة الدفاع الكاميرونية الأربعاء الماضي أن قواتها قتلت مئة من عناصر بوكو حرام وحررت تسعمئة رهينة خلال عملية نفذتها في أقصى شمال البلاد على الحدود مع نيجيريا.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد تسبب تمرد جماعة بوكو حرام الجهادية وما تعرضت له من قمع في سقوط 17 ألف قتيل على الأقل، فضلا عن نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص منذ عام 2009.
وكانت الحكومة التشادية قد أعلنت  فرض حالة الطوارئ في إقليم بحيرة تشاد غربي البلاد، بعد يوم من تعرضها لهجوم مزدوج نسب إلى جماعة بوكو حرام التي تنشط في نيجيريا المجاورة.
وستمكن القوانين الاستثنائية سلطات الإقليم من تقييد تنقل الأشخاص وكذلك تفتيش المنازل والممتلكات.
وبرر وزير الاتصال التشادي والناطق باسم الحكومة حسن سيلا باكاري القرار بما تشهده المنطقة من هجمات وتفجيرات قال إنها ليست قاصرة على عناصر بوكوحرام الذين يتسللون إلى المنطقة من نيجيريا المجاورة، وإنما من منضمين إلى الجماعة من أبناء المنطقة.
وبحسب الوزير التشادي فإن الحكومة ستقوم بعمليات تجنيد لصالح الجيش الحكومي في أوساط شباب المنطقة للدفاع عنها.
وكانت بلدة نقوبوا ببحيرة تشاد قد شهدت وقوع تفجيرين تسببا في مقتل خمسة أشخاص وجرح نحو عشرة آخرين.
وبدأت جماعة بوكو حرام هجماتها ضد الحكومة في نيجيريا عام 2009، ووسعت نشاطاتها المسلحة في الدول المجاورة، إلا أنها لم تتبن تنفيذ أي عملية في تشاد إلا بعد إرسال الأخيرة قواتها إلى الكاميرون المجاورة لمساندتها في الحرب على هذه الجماعة.
وهددت بوكو حرام تشاد بأنها ستدفع ثمنا باهظا لتدخلها العسكري، وبالفعل نفذت عدة هجمات في مراكز أمنية داخل إنجمينا وفي مواقع ومعسكرات للجيش التشادي في مناطق خارج العاصمة قرب بحيرة تشاد.
وتسببت المواجهات بين القوات التشادية وعناصر الجماعة المسلحة في مقتل مئات المدنيين والعسكريين وتشريد أكثر من خمسين ألفا من السكان في الجزر داخل بحيرة تشاد.

Related posts

Top