إغفال الجانب النفسي 

تنتظر الأوساط الكروية على الصعيد الوطني، الضوء الأخضر من طرف السلطات العمومية، تسمح  باستئناف مباريات البطولة الاحترافية لكرة القدم، بقسميها الأول والثاني. 

وفي انتظار هذا الضوء الأخضر الملزم، وضعت اللجنة الجامعية تصورا عاما لاستئناف النشاط الكروي، وذلك بتهيىء  ملف متكامل  يتضمن إستراتيجية محددة، المنتظر اعتمادها على المستويات، الإدارية، التقنية والبدنية والصحية، تخضع لها الأندية الوطنية في حال استئناف الممارسة.

يتضمن الملف عددا من الشروط الصحية والتوصيات التقنية، لضمان عودة سلسة للاعبين إلى أجواء المباريات والتنافس، اشرف على وضعها مجموعة من الأطر الوطنية، منهم أصحاب الاختصاص في مجموعة من المجالات، الا ان الملاحظ هو إغفال الجانب الذهني، الذي يبقى لها تأثير كبير على الإعداد النفسي.

فاللاعبون وكغيرهم من المواطنين العاديين، طبقوا شروط الحجر الصحي، بالبقاء بالمنازل لمدة تناهز ثلاثة أشهر ، مع لما لهذا المكوث اليومي بنفس الفضاء طيلة هذه المدة الطويلة، من تأثير سلبي على معنوياتهم، واستعدادهم النفسي والذهني.

ويؤكد علماء النفس إلى أنّ العزل الصحي يخفّض متغيّرات الرفاه النفسي (اجتماعيًا وعاطفيًا وماديًا وجسدياً)،  وقد تزداد اضطرابات النوم، ومن المتوقّع أن يخف النشاط الجسدي. وتزداد معدّلات القلق والتوتر عاطفياً، مع العلم أن فترة الحجر الطويلة، تخلف بدون شك تداعيات سلبية بدنيا وذهنيا، والرفع من  معنويات اللاعبين، تعد مسألة أساسية في إطار منظومة التواصل.

كل هذه الحقائق المؤكدة علميا، تم على ما يبدو إغفالها أثناء صياغة المقترحات الخاصة، بإمكانية عودة الحياة للدوري المغربي لكرة القدم، على أسس متكاملة وشاملة، تعالج كل الجوانب المرتبطة بالمعيش اليومي للممارس، خاصة وأن التتبع عن بعد والتواصل عن طريق  وسائل التواصل، لا يمكن من الإيفاء بالغرض بنسبة كبيرة، وبالتالي فإن المرحلة الإعدادية تتطلب الاهتمام أيضا بالجانب النفسي. 

في هذا الإطار أكدت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في إنجلترا، ان توقف النشاط الرياضي يؤدي إلى شعور  اللاعبين بالقلق على مستقبلهم، ويمكن أن يصابوا بالاكتئاب،  بل هناك من الحالات ممن تصل إلى خطر إيذاء النفس، كما أن هناك شعور بالخوف من الإصابة بالعدوى بعد عودة المنافسات.

وهذا التخوف عبر عنه مجموعة من لاعبي الدوري الانجليزي الذين ينتقدون الطرق المراد بها استئناف الدوري، ورفض اعتبارهم فئران تجارب، والتضحية بهم في البداية كاختبار في المرحلة الأولي، قصد التأكد من صحة هذه الإجراءات والتصورات الموضوعة، وبالتالي فإن اللاعبين لن يغامروا  بحياتهم من أجل متعة الناس.

وعليه، لابد من تدارك النقص الحاصل في منظومة الإعداد لانطلاق الموسم، والإعداد النفسي والذهني للاعبين مسألة أساسية وحيوية.

محمد الروحلي

Related posts

Top