إفريقيا.. التزام ملكي راسخ إزاء قضايا البيئة والتنمية المستدامة

لم يفتأ المغرب تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس، يعمل على ترسيخ التزامه القوي اتجاه قضايا البيئة والتنمية المستدامة بالقارة الإفريقية من خلال حرصه على تشجيع التعاون في هذا المجال مع بلدان القارة وتعزيز ريادته خدمة لإفريقيا والمواطن الإفريقي.
هذا الالتزام المغربي المستمر لفائدة قضايا البيئة والتنمية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية يتأكد على مر السنين ، فيما تستعد المملكة والشعب المغربي للاحتفال بعيد العرش المجيد .
وما فتئ جلالة الملك يؤكد في جميع خطبه ، على التعاون جنوب – جنوب والأهمية التي يوليها للبلدان الإفريقية الشقيقة ، مما جعل من المغرب رائدا قاريا حريصا على تقاسم تجاربه وخبراته وانجازاته مع شركائه .
وتأتي على رأس التجارب المغربية التي حظيت باهتمام وإعجاب البلدان الأخرى بالقارة ، الانجازات في مجال البيئة والتنمية المستدامة ، وكذا وضع آليات مبتكرة تتيح تعزيز التعاون اللاممركز وتقاسم التجارب في مجال التنمية الحضرية المندمجة .
وكانت مختلف الأحداث الدولية والقارية التي نظمت خلال السنة الجارية بإفريقيا ، مناسبة لاستعراض بعض من تجليات التزام المملكة المغربية لفائدة القضايا الحيوية بالقارة ، ومنها على الخصوص ، قضية البيئية .
وفي العاصمة الكينية نيروبي، انتخب المغرب في مارس من هذه السنة رئيسا للدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة لولاية من سنتين.
وتم انتخاب المملكة لرئاسة هذه الجمعية بعد تعيينها كممثل للقارة في هذا المنصب المرموق التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهي السلطة الرائدة في مجال البيئة بالمنظمة الأممية، وذلك عقب تصويت بالأغلبية يعكس تأييدا واسعا للمغرب داخل المجموعة الإفريقية.
وكان هذا النجاح في ترشيح المغرب تتويجا لالتزامه الراسخ واختياره الذي لا رجعة فيه في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة ، كما رسخ دوره في تنفيذ مبادرات لفائدة القارة الإفريقية.
هذا الانتخاب يبرهن من جديد على المصداقية التي تحظى بها المملكة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس ، لمواصلة إسماع صوت إفريقيا داخل الهيئات الدولية من أجل عمل جماعي عادل وتضامني.
فبعد شهرين من ذلك ، بصم المغرب على مشاركة متميزة قوية في الدورة التاسعة لقمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية (أفريسيتي ) التي نظمت بمدينة كيسومو الكينية.
وخلال هذا الحدث الذي عقد من 17 إلى 21 ماي ، خطف جناح الأضواء جناح المغرب والجلسات الموضوعاتية والأحداث الموازية التي نظمتها المملكة باستقطاب عدد كبير من الزوار والمسؤولين والمنتخبين المحليين.
وساهم المغرب بشكل فاعل في إثراء النقاشات خلال هذا الحدث القاري ، من خلال التشديد بشكل خاص على التنمية المستدامة والتعاون اللاممركز .
ومن أقوى اللحظات في الدورة التاسعة لقمة ” أفريسيتي ” إطلاق وبمبادرة من المغرب ، شبكة إفريقية للوكالات الحضرية والمؤسسات المماثلة . وعرفت هذه المبادرة انخراطا واسعا من طرف الهيئات المكلفة بالتخطيط الحضري بعدد من الدول الإفريقية.
ويتعلق الأمر بآلية تروم تشجيع هيكلة وتنسيق تقاسم التجارب والممارسات الفضلى في مجال التصميم الحضري ، وتشكل أيضا فضاء للتفكير في سياسات محلية ناجعة في مجال التخطيط الحضري من أجل تنمية منسجمة ومتوازنة وحياة أفضل.
وخلال هذه القمة تم توقيع العديد من الاتفاقيات بالجناح المغربي مع جماعات ترابية ومنظمات من بلدان إفريقية عديدة ، ومن بينها على الخصوص ، أوغندا والكاميرون والطوغو وزامبيا وبوروندي والنيجر .
كما نظم المغرب العديد من الأحداث الموازية، تم خلالها استعراض التجارب الناجحة للمملكة، ولاسيما في مجال تدبير النفايات والمدن الخضراء.
وتميزت أشغال هذه الدورة بتقديم النتائج الإيجابية التي حققها الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية الذي أنشئ سنة 2018 بمراكش.
ويهدف الصندوق ، الذي مول 26 مشروعا خلال سنتين من تأسيسه ، إلى دعم التعاون اللامركزي بين الجماعات الترابية المغربية وبالبلدان الشقيقة . ويشكل آلية تمويلية تتيح مواكبة إنجاز مشاريع التعاون والشراكات.
وعلاوة على طابعه التمويلي ، يمثل الصندوق آلية مبتكرة تمكن من تقاسم التجارب والخبرات وتعزيز الاستفادة من الآخرين .
وخلال هذا الحدث القاري ، شددت العديد من الجلسات على برنامج الدعم لتحسين أداء الجماعات الذي أطلقه المغرب بشراكة مع البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية ، وكذا حول التقدم التي حققته الجماعات الترابية المغربية في مجال التحول الرقمي.
وقد ساعد المغرب مستضيف الدورة الثامنة لقمة ” أفريسيتي ” ، كثيرا في نجاح الدورة التاسعة من هذه القمة وهو ما يفسر مشاركته بوفد من أهم الوفود المشاركة.
وفي إطار التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس الذي ما فتئ يدعو إلى تعاون جنوب – جنوب ، لا يفوت المغرب أي فرصة للتأكيد على انتمائه لعمقه الإفريقي وإرادته القوية في جعل تطوير التعاون مع بلدان القارة على رأس أولويات سياسته.
والواقع أن المملكة اختارت اتباع نهج واضح في مجال التعاون مع البلدان الإفريقية ، يعزز انتماءه الإفريقي ويرسخ موقعه كبلد رائد على المستوى القاري على أصعدة عدة . ومن هنا يأتي الاهتمام بالمشاركة الفعالة في أحداث كبرى على الصعيدين القاري والدولي ، بهدف تعزيز التبادل ، والبناء على المكتسبات ، وتحديد مصلحة مشتركة ، وتنظيمها حول آلية عملية يمكن للجميع الاستفادة منها.

< حكيم الناضي (و.م.ع)

Related posts

Top