إيجابيات وليد وسلبياته…

خلاصات كثيرة خرج بها المتتبعون لمسار الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، بعد المقابلتين الإعداديتين، أمام كل تشيلي وباراغواي بالديار الإسبانية.
وطبيعي أن تنقسم هذه الخلاصات بين ما هو إيجابي، ورصد الجوانب السلبية في عملية تقييم أية تجربة، على بعد شهرين تقريبا من موعد المونديال القطري.
أولى الإيجابيات تجلت في الأجواء الصحية التي خلقها التغيير الذي طرأ على الطاقم التقني، بتكليف مدرب تمكن من إحداث رجة، حفزت الكثير من العطاءات وسط اللاعبين، وجعلتهم أكثر استعداد للبذل والعطاء، حتى ولو مكثوا بكرسي الاحتياط.
ثاني الجوانب الإيجابية، العودة الموفقة للمغضوب عليهم، والذين عانوا طويلا من ظلم غير مبرر مصدره، مدرب غير مأسوف على رحيله.
عودة حكيم زياش ونصير مزراوي، خلقت توازنا ملحوظا داخل المجموعة ككل، فتطوع مزراوي للتواجد بالجهة لخط الدفاع، حل إشكالا بالجهة اليسرى، وبصفة نهائية، أما زياش، فانخراطه بكل تلقائية، وقيامه بالواجبات الدفاعية -على غير العادة-، أعطى الانطباع وكأنه لم يبتعد عن المنتخب لمدة تزيد عن سنة ونصف، كما أظهر استعداده لتقديم عطاءات غير مسبوقة في مساره الدولي.
من الإيجابيات أيضا تقديم قناعات مهمة من طرف أسماء معينة، يأتي في مقدمتها المدافع الأوسط أشرف داري، وأيضا لاعب الوسط عبد الحميد الصابيري وعبد الصمد الزلزولي، في انتظار منح وقت أكثر لوليد شديرا، لا زال في حاجة إلى فرص أكثر، قصد إصدار حكم نهائي على أحقيته بمرافقة أسود الأطلس للمونديال، أم لا؟
حقيقة أخرى أفرزتها تجربة مباراتي إسبانيا، تتجلى في المكانة التي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا للاعب اسمه سليم أملاح، فغيابه عن مواجهة باراغواي ترك فراغا مهولا بوسط الميدان، سواء في البناء، أو صد هجومات الفريق الخصم، نفس القناعة بالنسبة لعز الدين أوناحي، هذا الأخير تحول في ظرف وجيز إلى عنصر لا غنى عنه داخل التشكيلة الأساسية.
بالإضافة إلى الأسماء التي ذكرناها، هناك آخرون لا يمكن أيضا الاستغناء عنهم سواء حاليا أو مستقبلا من بينهم إلياس شاعر، زكرياء أبوخلال، يحيى عطية الله، جواد الياميق، أمين حارث، ويحيى جبران، والأكثر من ذلك ما تزالت تنتظر أغلبهم، سنوات طويلة من الممارسة، بحكم عامل السن المساعد.
نصل في الأخير إلى الجوانب السلبية، ولعل أبرزها العودة غير الموفقة ليونس بلهندة، القيدوم ظهر غريبا وسط مجموعة لم يستطع التأقلم وسطها، فطيلة نصف ساعة، ظل تائها وسط الملعب، لا يعرف ما يقدم وما يؤخر، ظل تائها وسط الملعب، جعل من استدعائه عملية خاسرة على جميع المستويات.
ثاني الملاحظات غير الإيجابية، تفسير تراجع عطاء اللاعبين خلال مباراة باراغواي بالعياء، وهو تفسير غير صحيح تماما، على اعتبار أن أغلب اللاعبين محترفون، ولازالوا في بداية الموسم، وأغلبهم يمارس بصفة رسمية، وبالتالي ما على المدرب سوى البحث عن أسباب أخرى لهذا التراجع غير المفهوم.
وهناك أيضا ملاحظة أخرى يمكن اعتبارها غير إيجابية، تتعلق بوعد التزم فيه الركراكي بتواجد يوسف النصيري، ضمن اللائحة النهائية التي ستكون حاضرة بالمونديال، رغم تراجع مستواه، وحتى لو لم يتجاوز مرحلة فراغ، دخلها منذ أكثر من سنة ونصف، وعد أفصح عنه أمام الرأي العام، ويعتبر ضربا لمبدأ تكافؤ الفرص، المفروض أن يحظى به الجميع…
عموما فهناك إيجابيات أكثر من السلبيات، المهم هو منح الثقة أكثر للطاقم الجديد الذي فتح تعيينه آمالا كبيرة، لم تكن أبدا متوفرة في العهد السابق.

>محمد الروحلي

Related posts

Top