اختتام الدورة السابعة للملتقى الدولي للمسرح بأرفود

اختتمت مؤخرا بمدينة أرفود فعاليات الملتقى الدولي للمسرح في دورته السابعة، والذي نظمته جمعية المشعل للمسرح والسينما، تحت شعار “جمعية المشعل للمسرح والسينما ملتقى الفرجات المسرحية”، بدعم من وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة. وتميز افتتاح الملتقى بكلمة عبد الحق بديار رئيس جمعية “المشعل للمسرح والسينما” أبرز من خلالها دور الجمعية في إنجاح الرهان الثقافي في المنطقة واستثماره في التخفيف من الركود وتحريك عجلة الاقتصاد، داعيا في هذا الصدد، إلى تعزيز البنيات الثقافية لإعطاء دفعة قوية للحركة الثقافية بجهة درعة تافيلالت والاستجابة لتطلعات الجمهور والمبدعين. واعتبر أن تعزيز البنيات التحتية الثقافية بالمملكة، سيمكن المبدعين والفنانين من التوفر على فضاءات ملائمة لإبراز إبداعاتهم، والمساهمة في تأطير الشباب وغرس حب المسرح في نفوسهم والتأصيل للممارسة الفنية والإبداعية ضمن مقاربة واستراتيجية هادفة إلى تحصين المجتمع من كل المظاهر السلبية.
 وعرفت هذه الدورة (دورة الفقيد عبد الصمد المريد) مشاركة مجموعة من الفرق العربية والأجنبية، في مقدمتها الفرقة الصينية “يانغ يانغ” والتي أمتعت الجمهور الحاضر خلال افتتاح الملتقى، بعرضها الفني الرائع الذي نال كل الإعجاب، هذا إلى  جانب العرض المسرحي الممتع لفرقة مسرح الحال: “فكها يامن وحلتيها “، وهو العرض الذي تفاعل معه الجمهور الحاضر بالتصفيق، تماما كما تفاعل مع باقي العروض الشيقة المقدمة خلال هذا الملتقى، متمثلة في العرض المسرحي لفرقة محترف فاس لفنون العرض: ” مولات السر”، ومسرحية “ريش النعام” لفرقة جمعية الشهاب المسرحي من تونس، هذا بالإضافة إلى العرض المسرحي لفرقة من دولة فلسطين، وهي ضيف الشرف لهذه السنة، وفرقة مسرحية من فرنسا.
 ونال الجانب الفكري اهتماما كبيرا خلال هذا الملتقى بتنظيم ندوة تحت عنوان “المسرح بين الكلاسيكيات الخالدة والدراماتورجيات الحديثة”، أثارت تساؤلات وتبادل وجهات النظر بين المتدخلين، حول التعريف الغامض في شموليته لكلمة “الدراماتورج” والذي أخذ اليوم في الاتساع وصارت له أدوار في جميع المهارات النظرية والتطبيقية للمسرح الحديث، حيث أمسى البحث فيه والتعمق في نحته وإبرازه ملامحه أمرا ملحا، ليس بالنسبة للمختصين فقط، بل حتى بالنسبة للمتفرج الذي اعتاد ارتياد المسرح والتمتع بجماليته غير المحدودة.
 وفي هذا السياق، انصبت مداخلتا الأستاذين حميدي عبد الكبير وعبد الفتاح أبطاني من خلال تناولهما جملة من الأفكار تطرقت لهذه الإشكالية “الدراماتورجيا”. وقد أشار الدكتور حميدي أن الدراماتورجيا باعتبارها طريقة اشتغال على النص لكي يصبح قابلا للعرض وصلت ذروتها بفضل التجريب وبفضل المخرج المبدع وصارت اليوم محركا فعليا وأساسيا للفعل المسرحي، بينما دعا الأستاذ عبد الفتاح أبطاني إلى ضرورة خوض تجارب مسرحية بعيدا عن قوقعة التقليد وعلى أساس تصور ناضج ومسؤول. وقد خلق هاذان التدخلان جدلا كبيرا بين المهتمين والباحثين بشؤون المسرح.
وعرف الملتقى أيضا تكريم علمين مسرحيين كبيرين، يتعلق الأمر بالكاتب المسرحي المسكيني الصغير، والدكتور عبد الفتاح أبطاني، اعترافا وتقديرا بإنتاجاتهما الغزيرة في مجالات الشعر، والقصة القصيرة، والمسرح. وقد ألقيت في حق المحتفى بهما مجموعة من الشهادات تبرز خصالهما الحميدة وما قدماه من أعمال مهمة في هذا المجال.
ومن جملة هذه الشهادات، كلمة الدكتور سعيد كريمي في حق الكاتب المسرحي المسكيني الصغير: ” لتكون هرما وقامة مسرحية بهذا المستوى ليس من السهل جدا أن تختزلها وترتجلها في بضع كلمات، فعندما يتسع المعنى تضيق العبارة، والأستاذ الفاضل المسكيني الصغير من الأساتذة المؤسسين للمسرح المغربي، وهو ينتمي إلى جيل التأسيس، وما بعد تأسيس، عمل على إثراء المسرح المغربي والعربي بالعديد من النصوص المسرحية التي ستظل شاهدة على شموخه، وستبصم بعمق الدراماتورجيا المغربية، وما قدمه للمسرح المغربي سيظل فخرا وتاجا على رؤوس كل المهتمين بفن المسرح، فهنيئا له بهذا التكريم، وهنيئا لنا به فنانا مقتدرا ومثقفا وازنا في كل أرجاء المغرب، وكل الشكر لهذه القامة الفكرية التي أعطت الكثير، ومازالت في جعبتها ما تقوله”.
كما أشاد الأستاذ عبد الكريم يوسفي، في شهادته بالمحتفى به عبد الفتاح أبطاني: “الفنان الدكتور عبد الفتاح أبطاني خيط إبداعي، وشاطئ للقصد، هو مثيل للعزم ذو عزة نفس، يشرق وجهه ليبتهج كل من هب، يبذل الكثير ولا ينتظر العطاء، كم من ابتسامة رسم على شفاه حزينة وهو يؤطر لورشة مسرحية أو يقدم عرضا فنيا أو مداخلة، كثير من الشباب إليه شدوا الرحال لابتغاء نص مسرحي أو كتاب، أو معلومة”، مضيفا: ” رحلته الطويلة إلى مواطن الخيال والجمال قادته إلى البحث. منجزاته الفنية رسمت بالمهنية والحرفية .كثيرة هي نصوصه المسرحية التي كتبها، عديدة هي الأدوار التي شخصها”.
وعرف ختام الملتقى الدولي للمسرح والسينما بأرفود توزيع مجموعة من الجوائز على المشاركين.

بقلم: فاطمة الهورشمت

Related posts

Top