اختتام المؤتمر الفكري بالنبش في ثنايا المسرح المغربي استشرافا لآفاق مستقبلية

شكلت الجلسة الختامية للمؤتمر الفكري المنظمة أول أمس الأحد، ضمن فعاليات النسخة ال13 لمهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء، فرصة سانحة للنبش في ثنايا المسرح المغربي استشرافا لآفاق مستقبلية تقوم على أسس علمية كفيلة بمواكبة آخر المستجدات في فن الخشبة.
وكانت هذه المناسبة بمثابة تقييم لما تضمنته 16 من الأعمال الابداعية في فن المسرح المغربي من خلال بسط حصيلتها استنادا إلى المحور الأساسي في هذا المؤتمر والمتمثل أساسا في مساءلات علمية وعملية لهذه التجارب المسرحية المغربية أخذا بعين الاعتبار عاملي الامتداد والتجديد.
وعلى ضوء النقاش المستفيض، الذي دار على مدى 5 أيام من عمر هذا المؤتمر الفكري، أشار الأستاذ الباحث عز الدين بونيت المقرر العام للمؤتمر الفكري أن دورة هذه السنة تكتسي صبغة خاصة، وما يميزها هو أنها انكبت على مساءلة هذه التجارب المسرحية الابداعية من داخلها وهذا شيء جديد وإيجابي، معتبرا أنها شكلت فرصة للاحتكاك الممتد بين النقاد والممارسين المسرحيين.
وأوضح أن فرصة المواجهة المباشرة بين المبدع والناقد تبقى غير متاحة لا في المهرجانات أو لا في اللقاءات أو حتى عقب العروض المسرحية، وغالبا ما يبقى النقد – في نظره- حبيس الأوراق دون رد.
وأضاف أن ما يميز هذا المؤتمر أيضا أنه تم خلال جلسات النقاش الثمانية تسليط الضوء على عدد من النقاط التي لابد أن يعاد فيها النظر سواء من جهة المبدعين أو من جهة الإدارة المسرحية أو من جهة النقاد والباحثين أنفسهم.
وفي هذا السياق، قال بونيت وهو أستاذ التعليم العالي وباحث في فن المسرح والدراسات المسرحية بجامعة ابن زهر بآكادير أن المؤتمر عبر المساءلة الإيجابية سمح بالانتقال من حالة إبداء الملاحظات إلى حالة الحصول على خلاصات والتي تعني في الميدان المسرحي تحويل هذه الخلاصات الى منطلقات لأبحاث جديدة والى منطلقات وأسس وقرارات سياسية أو إدارية ملموسة فيما يخص الممارسة المسرحية وكيفية تحفيزها على مزيد من العطاء والإبداع.
وأشار إلى أن أهمية هذه الدورة تكمن أيضا في كونها أطلعت ضيوف المهرجان على 16 تجربة مسرحية مغربية من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية، والتي تم إخضاعها للمساءلة من لدن ثمانية من كبار النقاد والباحثين المغاربة في مجالات عدة تهم أساسا الإخراج والسينوغرافيا والتأليف و التمثيل وغيرها، حيث عملوا على تناول هذه التجارب بالنقد والمساءلة دون محاباة.
واعتبر الاختلاف الحاصل أحيانا بين الناقد والباحث ظاهرة صحية، حيث عبر هذه المواجهة تثار سلسلة كبيرة من الأسئلة حول الممارسة المسرحية في طبيعتها واتجاهاتها وطبيعة الاختيارات.
وخلص إلى أن ما تضمنته مداخلات الخمسة أيام من عمر المؤتمر الفكري يعد بمثابة امتداد لسلسلة من الحلقات السابقة مستشهدا في ذلك بمحطتين فكريتين أولاهما محطة همزة وصل في 2012-2014 وثانيهما محطة مهرجان المسرح العربي المقام في 2015 بالرباط حيث ستظل المساءلات قائمة باستمرار حول الحصيلة المسرحية المغربية وكذا طبيعة الإشكالات المطروحة عن المسرح المغربي.
يشار إلى أن هذا المؤتمر الفكري يندرج في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي المنظم (10 -16 يناير الجاري) بالمغرب بمبادرة من الهيئة العربية للمسرح بتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وذلك بمشاركة نحو 50 باحثا وباحثة وأكاديميين وممارسين من المغرب لتسليط الضوء على تجاربهم التي يمكن اعتمادها كنموذج يحتذى لإثراء مختلف التجارب العربية.
وتضمنت فقرات برنامج دورة هذه السنة، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، فضلا عن المسابقة الرسمية ، عروضا مسرحية مغربية، إلى جانب عدد من الندوات والورشات التدريبية وتوقيعات لعدد من الإصدارات ذات الصلة مع تكريم لفنانين مسرحيين مغاربة.

Related posts

Top