اختفاء ملحوظ…

بوتيرة متزايدة تتواصل عملية المساهمات المالية في المجهود التضامني لمواجهة تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد، من خلال مساهمات للعديد من المؤسسات والشركات والأفراد في الصندوق الخاص بتدبير هذه الجائحة، والذي أعلن إحداثه جلالة الملك جلالة محمد السادس.

تخصص عائدات هذا الصندوق كما أعلن عن ذلك من قبل، للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء فيما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات والوسائل التي يتعين اقتناؤها على نحو عاجل.

بينما يرصد الجزء الثاني من هذه التبرعات التي يضمها الصندوق، لدعم الاقتصاد الوطني، ومواكبة القطاعات الأكثر تضررا بانتشار  الوباء، مثل السياحة، إضافة إلى إجراءات الحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الأزمة، خصوصا بالنسبة للفئات الهشة، والمرتبطين أساسا بالقطاعات غير المهيكلة، والتي تضم عشرات الآلاف بجل ربوع المملكة.

 بالإضافة إلى المؤسسات العمومية والخاصة، والأشخاص الذاتيين والمعنويين، تتركز الأنظار في هذا الإطار على  قيمة مساهمة الرياضيين والجامعات والأطر المرتبطة بالقطاع، إلا أنه وإلى حدود بداية الأسبوع الجاري، سجل انخراط ضعيف جدا من هذا الجانب، ولا يرقى أبدا إلى مستوى التطلعات. 

فعدد  الجامعات الرياضية التي ساهمت في هذا المجهود المالي التضامني، قليل جدا، نفس الشيء بالنسبة للأندية الرياضية، بينما سجلت مبادرات إيجابية من طرف مجموعة من لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم، إما بطريقة فردية أو جماعية، ومنها تخصيص راتب شهر مارس لفائدة الصندوق المذكور.

 إلا أن هناك ملاحظة مهمة تتجلى في اختفاء أغلب اللاعبين المحترفين الذين حملوا ألوان الفريق الوطني الأول في السنوات الأخيرة، خاصة الأثرياء منهم وكأن الأمر لا يعينهم، وهذه قمة التنكر والجحود،  وهو سلوك غريب، مع العلم أن الإمكانيات المالية متوفرة بالنسبة لهم.

فعلى المستوى الدولي نتابع يوميا أخبار المساهمات لنجوم الرياضة، إلى درجة هناك من قدم على منح إعانات لبلده الأصلي ولبلد الإقامة، أو الذي يمارس به، وهذه قمة الإنسانية وروح التضامن، كسلوك طبيعي وعادي في ثقافة هؤلاء النجوم الذين لا يترددون بصفة تلقائية وتطوعية في المساهمة في مثل هذه القضايا أو غيرها.

   اختفاء غريب وغير مستساغ نهائيا، من طرف نجوم كرة القدم،  ننتظر ما إذا كانت الروح الوطنية ستحرك المشاعر التي هزتهم وهم يرتدون القميص الوطني لسنوات طويلة.

صحيح أنهم أعطوا للمنتخب الشيء الكثير، لكنهم صراحة أخذوا الكثير والكثير، وأولها الاستفادة من الصفة الدولية التي فتحت لهم باب الشهرة والمال…

محمد الروحلي 

الوسوم ,

Related posts

Top