أفرزت مباريات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم التي جرت حتى الآن، والتي همت بالدرجة الأولى المقابلات الناقصة، مستوى لافتا بالنسبة لمجموعة من الفرق، خاصة تلك التي استطاعت تجاوز  الأجواء غير المناسبة التي خلقها وباء كورونا المستجد. 
لم تنتظر بعض الأندية طويلا، لتدخل سريعا في صلب الموضوع، وتقدم مباريات قوية فاجأت المتتبعين، حيث أظهرت تعاملا ذكيا مع ظروف الحجر الصحي، لتضمن لنفسها نسبة مهمة من الاستعداد البدني والذهني، الشيء الذي ينبئ بنهاية موسم مشتعلة، تختلف كثيرا عن تلك التي عرفتها المواسم الأخيرة.
ففريق الرجاء البيضاوي عاد بقوة، ليقدم مباريات كبيرة وحصيلة جد إيجابية حتى الآن، سمحت له بالمنافسة على المرتبة الأولى التي غاب عنها لسنوات طويلة، نفس القوة أبان عنها فريق نهضة بركان، الزاحف في صمت نحو الزعامة، وهو الذي يتربص بها منذ بداية الموسم. 
نفس الاستعداد أبان عنه كل من فرق مولودية وجدة والجيش الملكي والفتح الرباطي، أي أن منافسات البطولة لن تكون أبدا سهلة،  كما كان عليه الحال خلال السنوات الأخيرة، والتي عرفت  سيطرة شبه مطلقة لفريق الوداد البيضاوي. 
ففي ظرف خمس سنوات الأخيرة، تمكن الفريق الأحمر من الفوز بثلاثة ألقاب، كما ضمن أيضا لنفسه حضورا مؤثرا حتى خلال الموسمين اللذين لم يتمكن خلالهما من الحفاظ على اللقب، كما هو الحال خلال موسم (2015-2016) بعد أن توج الفتح،  وبعده موسم (2017- 2018) حيث فاجأ اتحاد طنجة المتتبعين باحتلال مقدمة الترتيب، والحفاظ عليها إلى نهاية الموسم، وتحقيق أول لقب في تاريخه. 
ويتضح من خلال هذه المعطيات أن “السهولة” التي وجدها نسبيا الوداد خلال السنوات الأخيرة، لم تعد ممكنة، أمام الاستفاقة الملحوظة التي أبانت عنها بعض الأندية التي كان غيابها مؤثرا على قيمة المنافسات والإثارة والندية المطلوبتين. 
وعلى هذا الأساس،  فإن أي فريق يرغب مستقبلا  في  تحقيق التألق وكسب التتويج، عليه أن يستعد بما فيه الكفاية،  وأن يهيىء صفوفه على جميع المستويات، وأن يضمن لنفسه مسارا متوازنا، وذلك بالبحث باستمرار عن كيفية دعم  صفوفه بعناصر قادرة على تقديم عطاءات في المستوى العالي، مع قطع الطريق نهائيا مع أسلوب الترقيع، والبحث عن أنصاف الحلول، والمغامرة في اتخاذ القرارات والعشوائية في التدبير والتسير والقفز على الاختصاصات. 
إنه الواقع المستجد للبطولة الوطنية، وفي ذلك عبرة لمن يعتبر…

>محمد الروحلي