استعادة النظم الغابوية بالمغرب والانتقال الإيكولوجي

تعرف المنظومات الغابــوية بالمغرب مستوى جد مرتفع من الهشاشــة ترتبــط في مجملها بالاســتغلال المفرط لمــواردها الطبيعية وكذا التأثيرات السلبية للظواهــر المناخيــة مما يجعلها عرضة لخطــر التصحــر. وفـي ظـل التغيـرات المناخيـة تبقـى الغابـات المغربيـة مطالبـة أكثـر مـن أي وقـت مضـى، بلعـب دور المخفـف للمعيقـات المناخيـة، ممـا يجعـل منهـا حتمـا رافعـة لمقاومـة التغيـرات المناخيـة نظـرا لأهميتهـا فـي الحفـاظ علـى التنـوع البيولوجـي وحمايـة الأحـواض المنحـدرة والحـد مـن توحـل السـدود. ولمواجهة تحدي تغير المناخ والذي تؤدي المنظومات الإيكولوجية الهشة ضريبته في المقاومة والتكيف، ينبغـي تنفيـذ المخطـط الوطنـي للمنـاخ 2030-2020 مـن أجـل تكيـف المناطـق والاقتصـاد والمنظومات الإيكولوجية الهشة مـع الآثـار المترتبـة عـن مواجهـة التغيـرات المناخيـة، والتخفيـف مـن انبعاثـات الغـازات المسـببة الاحتبـاس الحراري حيث أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى إدراج مواجهـة التغيـرات المناخيـة علـى مسـتوى التخطيـط الترابـي والسياسـات القطاعيـة عبر تبنـي الفاعليـن الترابيين للقضايـا البيئيـة، ويمـر تحقيـق هـذا الهـدف عبـر وضـع الآليات المناسـبة لرصــد التغيــرات المناخيــة، مــن خــلال شــبكة للرصــد تغطــي كافــة التــراب الوطنــي. وفــي هــذا الســياق، أصبح مــن الضـروري تطويـر وتثميـن البحـث والتطويـر والخبـرة واليقظـة فـي ميـدان التغيـر المناخـي.
ويشكل الموقع الاستراتيجي المتميز للمغرب مؤشرا قويا لتعرضه لآثار التغيرات المناخية القوية على المنظومات الإيكولوجية الهشة، وبذلك فالمغرب يتوفر اليوم على حوالي أربعين نظاما بيئيا، من سواحل وغابات وجبال وواحات ووديان وبحيرات ومناطق رطبة، يستوطنها أكثر من خمسمائة وخمسون صنفا من الحيوانات الفقارية والآلاف من الأصناف اللافقارية، وأكثر من ثلاثمائة وأربعة وثلاثين صنفا من الطيور وحوالي مائتي صنف من الثدييات والزواحف كل هذه المنظومات الإيكولوجية تتعرض للضغط البشري مما يجعل حوالي مليون نوع من النباتات والحيوانات مهددة بالانقراض، هذا الاختلال الذي يمس التنوع البيولوجي والنظم البيئية سيؤثر بطريقة مباشرة على تنزيل أهداف التنمية المستدامة، ولعل مصادقة المغرب على العديد من الاتفاقيات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية منها الاتفاقية الدولية حول التنوع البيولوجي ستبطئ عملية الدمار السريع الذي تعيشه المنظومات الايكولوجية الهشة بالمغرب وفي مقدمتها الغابات.
اليوم في المغرب يمثــل المجــال الغابــوي حوالي 13% مــن المســاحة الإجماليــة للتــراب الوطنــي وتقــدم الغابــة خدمــات إيكولوجيــة وبيئيـة مختلفـة، وتؤمـن وظيفـة اقتصاديـة واجتماعيـة للسـاكنة القرويـة التـي تعتمـد عليهـا كمـورد دخـل ومجــال للرعــي، غيــر أن الغابــات المغربيــة تعانــي مــن هشاشــة توازنهــا الإيكولوجــي ويزيــد مــن حــدة هشاشتها الاســتغلال المفــرط للمــوارد الغابويــة، وخاصــة فــي مجــال إنتــاج الخشــب والفليــن، ونظـرا للأهميـة التـي تكتسـيها النظـم الغابويـة الهشة ولضـرورة استعادتها إصلاحهـا، قـام المغـرب باعتمـاد إسـتراتيجية “غابـات المغـرب 2020-2030” التـي تهـدف إلـى إعـادة النظـر فـي التنميـة الغابويـة، وذلـك عبر إشـراك السـاكنة المحليـة المعنية.
بينما في جمهورية الكونغو الديمقراطية تمثل الغابات 10٪ من الغابات الاستوائية في العالم وتغطي أراضي الخث فيها 100000 كيلومتر مربع وهي الأكبر في العالم بينما يقدم نظامها البيئي خدمة امتصاص الكربون تعادل عشر سنوات من الانبعاثات العالمية، حيث تظهر الالتزامات العديدة الواردة في النص النهائي لقمة غلاسكو للمناخ الانخراط في اقتصاد أخضر منخفض إزالة الغابات، فبدعم من البلدان الأوروبية وجمهورية كوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية من المنتظر أن تخلق مبادرة الغابات في وسط أفريقيا صندوقا استئمانيا للأمم المتحدة، وأن تحدث منبرا للحوار بشأن السياسات في أفق مساعدة ستة بلدان في وسط أفريقيا لتتبع مسار تنمية منخفض الانبعاثات يضمن النمو الاقتصادي والحد من الفقر مع حماية الغابات والموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الناس، وبالتالي تجمع بين الاستثمارات والحوار السياسي رفيع المستوى لمساعدة البلدان الشريكة الستة على تنفيذ اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ ومكافحة الفقر والتنمية المستدامة مع التوافق مع إطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، وتتعرض الغابات الاستوائية المطيرة في وسط إفريقيا للضغط في حين أن الاتجاهات والأسباب تختلف اختلافا كبيرا اعتمادا على السياقات الوطنية فإن فقدان الغابات يمثل أكثر من ستة ملايين هكتار من الغابات الاستوائية الأولية منذ عام 2001، وموطنا لأكثر من 10000 نوع من النباتات والحيوانات وكثير منها مستوطن تعد الغابات المطيرة في وسط إفريقيا مصدرا لا غنى عنه للغذاء والطاقة والمأوى والروحانية في البلدان ذات مؤشرات التنمية البشرية المرتفعة، من بين أدنى المعدلات في العالم ومع العالم، أكبر عدد من الناس في حاجة ماسة إلى مساعدات الأمن الغذائي، ويعد حوض الكونغو من آخر المناطق في العالم التي تمتص كمية من الكربون أكثر مما تنبعث منه وتمتص غاباتها وهي ثاني أكبر غابات في العالم ما يقرب من 1.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي كل عام أو 4٪ من الانبعاثات العالمية.

قمة غلاسكو والالتزامات الكبرى باستعادة النظم الإيكولوجية الغابوية

يبدو إعلان قمة غلاسكو عن تعهد متعدد الجنسيات بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030 للوهلة الأولى سببا للاحتفال لكن يخشى الكثير من أن هذا البيان هو مجرد وعد كاذب آخر وأنه بدون اتخاذ إجراءات ملموسة ستستمر إزالة الغابات أو حتى تتكثف، فقد استقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاتفاقية بحماس متوقع معلنا: “دعونا نعمل يدا بيد لحماية الغابات ولكن أيضا للسماح بإعادة تكوينها”.
ووفقا لمعهد الموارد العالمية إذا كانت إزالة الغابات الاستوائية دولة فستكون ثالث أكبر مصدر لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم، على العكس من ذلك تزيل مصارف الكربون للغابات حوالي 7.6 مليار طن من الكربون من الغلاف الجوي كل عام أو ما يعادل 20٪ من الانبعاثات العالمية، حيث سيكون التوصل إلى اتفاق لوقف هذه الانبعاثات وحماية الغابات إنجازا ملحوظا لحكومة مضيف المؤتمر بوريس جونسون، حيث تتزايد أهميته فمن المتوقع أن تزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من الوقود الأحفوري بنسبة 4.9٪ في عام 2021 وفقا للبيانات الصادرة عن مشروع الكربون العالمي زيادة تقضي تقريبا على إلغاء الانخفاض بنسبة 5.4 ٪ المرتبط بـجائحة كوفيد 19 المسجل في عام 2020 بينما من المتوقع أيضا أن يتجاوز استخدام الفحم والغاز مستويات ما قبل الجائحة في عام 2021، فإذا رحب المتخصصون بإعلان غلاسكو بشأن الغابات فإن حماسهم يكون محسوبا أكثر من بوريس جونسون. وقالت جوليا جونز عالمة المحافظة على المنظومات الايكولوجية الهشة في جامعة بانجور في ويلز: “لا يمكنك تحقيق الهدف الصافي للانبعاثات الصفرية دون معالجة قضية الغابات الاستوائية”. وتضيف: “من المهم للغاية أن يجتمع الجميع ويناقشوا هذه القضية منذ بداية المؤتمر مع وجود الكثير من الأشخاص على طاولة المفاوضات” وتضيف أن هذا الخطاب يستند إلى حد كبير على: “المال الحقيقي”، في حين أن تفاصيل التمويل ليست معروفة بعد فإن البيان يتضمن تعهد تمويل الغابات العالمي الذي تعهدت بموجبه 11 دولة والاتحاد الأوروبي بتوزيع 10 مليار يورو في التمويل: “للمساعدة في إفادة الغابات والاستخدام المستدام للأراضي”.
كما أعلن الرئيس جو بايدن أنه سيطلب من الكونغرس المساهمة بمبلغ 7.8 مليار يورو إضافي لهذا الجهد بحلول عام 2030، وسيتم إضافة 6.24 مليار يورو لتمويل القطاع الخاص بالإضافة إلى 1.47 مليار يورو من 14 جهة مانحة حكومية وخاصة من أجل “دعم تعزيز حقوق الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية فيما يتعلق بنظم الحيازة المطبقة على الغابات، وكذلك الاعتراف بأدوارهم كحراس للغابات والطبيعة ومكافأتهم”، بينما يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ويجب أن يستقبل هذا الالتزام الجديد بالتشكيك، في عام 2014 حدد إعلان نيويورك بشأن الغابات هدف إنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030 وخفضه إلى النصف بحلول عام 2020 ثم في عام 2019 أظهرت دراسة أن معدل إزالة الغابات كان أعلى بنسبة 41٪ منذ الإعلان عما قبله وأن مساحة من الغابات بحجم المملكة المتحدة كانت تختفي كل عام.
فقد كان لإعلان نيويورك 40 دولة موقعة لكن الدولتين اللتين لديهما أكبر مناطق غابات في العالم كانت مفقودة: البرازيل وروسيا، هذه المرة وقعوا كما فعلت الدولة التي تضم خامس أكبر منطقة غابات في العالم الصين وإجمالا فإن 131 دولة وقعت على الإعلان تمثل 90٪ من الغطاء الحرجي على الأرض، بينما أثار بعض هؤلاء الموقعين الكثير من الشكوك، ولاسيما البرازيل، حيث منذ انتخاب الرئيس جايير بولسونارو في عام 2019 وصلت إزالة الغابات إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاما في البلاد بينما وصل الوضع إلى حد أنه في يوليوز الماضي حذرت مجموعة من الأكاديميين ودعاة الحفاظ على البيئة من خطر “انهيار” غابات الأمازون المطيرة إذا ظل السياسي في السلطة، بينما بعد يومين فقط من إعلان الإعلان بدا أن إندونيسيا تريد بالفعل التراجع عن تعهدها، تعد البلاد واحدة من أكثر الغابات كثافة في العالم حيث أكد وزير البيئة في البلاد سيتي نو: “إجبار إندونيسيا على تحقيق هدف القضاء التام على الغابات بحلول عام 2030 هو أمر غير مناسب وغير عادل بشكل واضح”، ومما زاد الارتباك أن نائب وزير الخارجية الإندونيسي ماهيندرا سينغار قال إن عدم إزالة الغابات لم يكن في اتفاق غلاسكو، حيث قال إن: “بلاده فسرت النص على أنه التزام بـالإدارة المستدامة للغابات وليس القضاء على إزالة الغابات بحلول عام 2030″، فإلقاء اللوم على الغموض الواضح الواضح في الإعلان: ما المقصود بالالتزام “بوقف وعكس اتجاه تدهور الغابات وتدهور الأراضي”؟ على وجه الخصوص قد يعني ذلك أن قطع الأشجار قد لا يشير تقنيا إلى إزالة الغابات إذا لم يتم استخدام الأرض لأغراض تجارية أخرى أو إذا تمت إعادة زراعة الأشجار لإنتاج كريات الخشب ، على سبيل المثال، تقول ديانا رويز ، ناشطة الغابات في منظمة السلام الأخضر الأمريكية، إن تصريحات الحكومة الإندونيسية تؤكد حقيقة أن اتفاقية جلاسكو مليئة بالوعود، لكنها تحتوي على القليل من التفاصيل، وقالت “لا يوجد وضوح أو انسجام بين الدول التي وقعت عليها”، وتضيف: “لا يوجد إطار لكيفية تحقيق أهدافهم إن أخذ المرحلة وإعلان أن البلدان ستنهي إزالة الغابات في موعد محدد لا يأخذ في الاعتبار التفاصيل العملية، فكيف ستصل الدول إلى هناك؟ ما هي الاهداف؟ ماذا يعني هذا بالنسبة لدول مثل إندونيسيا والبرازيل التي تطبق سياسات تشجع على إزالة الغابات وتتعارض مع التعهدات التي قطعتها للتو؟ “، وتقول إنه: ” لن يتم إنقاذ الغابات ببيان جريء. إنهم بحاجة إلى اتخاذ تدابير بسرعة على الأرض” وتضيف: “على سبيل المثال لم تجدد إندونيسيا وقفها الاختياري لزيت النخيل” وتقول: “كان من الممكن أن تمدها”، إلى جانب ماليزيا إندونيسيا مسؤولة عن 85 إلى 90٪ من إنتاج زيت النخيل العالمي.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الإعلان يتضمن تعهدا بدعم حقوق الشعوب الأصلية وهو ما تظاهر به نشطاء السكان الأصليون في غلاسكو، إنهم يستنكرون عدم إشراكهم في العملية وحقيقة “إضفاء الطابع الرومانسي” على وضعهم، حيث من الممكن جدا الحد من إزالة الغابات أو حتى وقفها، وقد انخفض هذا عقدا بعد عقد من أعلى مستوى له في الثمانينيات واستعادت الغابات المعتدلة الأرض تدريجيا على مدار الثلاثين عامًا الماضية، أما بالنسبة لكوستاريكا فهي تدفع للمزارعين لرعاية الغابات.
وتحت ضغط من غرينبيس البرازيل ومكتب المدعي الفيدرالي البرازيلي شهدت غابات الأمازون البرازيلية أدنى مستوى من إزالة الغابات بين عامي 2009 و 2014 قبل الأزمات السياسية والاقتصادية تليها الإجراءات التي اتخذها جاير بولسونارو التي شجعت انتعاشها، ومن ناحية أخرى تقدم الأرقام الأولية من تقرير مشروع الكربون العالمي الجديد بعض الأخبار الجيدة، فقد قدر الخبراء أن انبعاثات الكربون الناتجة عن إزالة الغابات والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي قد زادت بنحو 35٪ منذ عام 2000 وبعد مراجعة هذا الرقم اتضح أن الانبعاثات قد زادت وانخفضت في الواقع بنسبة 35٪ كان توسع الأراضي الصالحة للزراعة في الغابات الاستوائية في البرازيل وأماكن أخرى أقل من المتوقع، حيث إذا تم تأكيد هذه الأرقام فقد تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية مستقرة على مدار العقد الماضي على الرغم من زيادة ما بعد جائحة كوفيد 19هذا العام، في كلتا الحالتين توضح هذه الدراسة مرة أخرى الفرق الذي يمكن أن يحدثه القضاء على إزالة الغابات، وتتذكر جوليا جونز أن: “الغابات ضرورية لسببين” الأول هو أنهم يطلقون الكربون الذي خزنوه عند إطلاق النار عليهم والثاني هو أن الأشجار تمتص الكربون كل عام وبالتالي تحد جزئيا من انبعاثاتنا، فوفقا للعالم على أساس صافي تمتص غابات العالم كمية من الكربون أكثر مما تطلقه، ومع ذلك فإن بعض المناطق مثل غابات الأمازون البرازيلية المطيرة وحتى مواقع التراث العالمي لليونسكو تنتج الآن كمية من الكربون أكثر مما تخزنه. وهي تعترف بأن هذه “مشكلة حقيقية”.
إن مخاطر الكوارث عالية بشكل خاص في الغابات التي تنمو في تربة غنية بالخث الكربون الذي قد يحتوي على كمية أكبر بكثير من ثاني أكسيد الكربون مما يمكن أن تمتصه الأشجار، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم الواقعة في حوض الكونغو مركز الاهتمام في غلاسكو ولماذا قام المانحون من القطاع الخاص والحكومي بتعبئة 1.5 مليار دولار (1.3 مليار يورو) لضمان حمايتها، وفقا للدراسات الحديثة تغطي أراضي الخث 4٪ من مساحة الغابات في الحوض ولكنها تحتوي على قدر من الكربون يعادل نسبة الـ96٪ المتبقية، وتحذر جوليا جونز من أن “غابات الخث في حوض الكونغو يجب أن تظل قائمة” وتضيف: “إنهم يقدمون لنا خدمة لا يمكننا الاستغناء عنها”.
وكانت المنظمات البيئية الدولية قد حذرت من أن يكون عام 2021 العام الأكثر تدميرا لغابات الأمازون المطيرة و الأسوأ من العام الماضي الذي عرف انتشار الحرائق ولمدة طويلة، وفي الجهة المقابلة من كوكب الأرض ذلك وفي زمن كورونا تزايد تلوث الهواء في الصين مباشرة بعد رفع إجراءات الحجر الصحي واستعادة التنين الصيني عافيته، الشيء الذي ينذر بكارثة بيئية حقيقية خصوصا وأن المركبات الصناعية والمحطات الحرارية لإنتاج الكهرباء والتي كانت متوقفة لعدة أسابيع بسبب الجائحة تنوي تدارك ما فاتها من تلويث للغلاف الجوي، فمسلسل إزالة غابة الأمازون حطم جميع الأرقام القياسية في البرازيل، فمع صدور أحدث البيانات الرسمية تبين أن غابة الأمازون تعرف أسوأ وضعية لها في التاريخ البشري حسب الأرقام المسجلة خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، كما أكدت ماريانا نابوليتانو المديرة العلمية للصندوق العالمي للطبيعة بالبرازيل: “إننا نواجه سيناريو كارثة شاملة للأمازون”. ووفقا للبيانات التي تم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية التابعة للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء فقد تمت إزالة الغابات على مساحة 829 كيلومتر مربع من غابات الأمازون المطيرة خلال شهر ماي الأخير، بزيادة 12٪ عن العام الماضي وهي أكبر مساحة يتم اقتلاعها منذ عام 2015 ومنذ بداية العام ، وصلت إزالة الغابات إلى أكثر من 2000 كيلومتر مربع وبزيادة 34٪ عن نفس الفترة من عام 2019، هذه البيانات هي جد مقلقة لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار موسم الجفاف الأكثر عرضة للحرائق والذي يبدأ في شهر يونيو الحالي، و يقدر معهد أبحاث الأمازون البيئي أن 9000 كيلومتر مربع من الغابات تم إزالتها بالفعل، المنظمات البيئية الدولية توجه أصابع الاتهام للرئيس اليميني المتطرف جاير بوليسونارو باعتباره متشكك في قضايا تغير المناخ، وكذا بتشجيعه لإزالة الغابات من خلال الدعوة إلى تقنين الزراعة أو التعدين في المناطق المحمية، وقال كريستيان مازيتي الناطق باسم منظمة غرينبيس البرازيل في بيان له بالمناسبة: “لقد أظهرت الحكومة بالفعل تجاهلها التام للبيئة ولحياة البرازيليين.”

جائحة كورونا والحلقة المفقودة

وفي اجتماع وزاري في أواخر شهر أبريل الماضي قال وزير البيئة ريكاردو ساليس إنه يريد الاستفادة من “حقيقة أن عدسات وسائل الإعلام الدولي تركز على الفيروس التاجي”، من أجل “تمرير الإصلاحات وتخفيف القوانين” خاصة تلك المتعلقة بحماية الأمازون، وانتهازا للفرص التاريخية والهدايا المجانية التي يقدمها فيروس كورونا للفاعل السياسي فقد ارتفعت مساحة الغابات التي يتم تدميرها عبر العالم، في الوقت الذي يدعو فيه الرئيس البرازيلي بوليسونارو إلى تطوير غابة الأمازون قائلاً إنه: “من الضروري انتشال الناس من الفقر ” ويضيف أنه: “يتم تشويهه بشكل غير عادل من قبل وسائل الإعلام”. وبعد تداول شريط الفيديو للاجتماع الوزاري أصدرت وزير البيئة تعليقًا: “لقد دافعت دائمًا عن إزالة البيروقراطية وتبسيط المعايير في جميع المجالات بحس جيد وكل ذلك في إطار القانون، فتقاطع القوانين غير منطقي ويعيق الاستثمارات وتوفير فرص الشغل وبالتالي فهو يعيق مسألة التنمية المستدامة في البرازيل”. ويضيف وزير البيئة ساليس: “نحن نشتكي من التحديات القانونية التي تطرحها القوانين البيئية الحالية لذا فالحكومة بحاجة إلى “مدفعية” قانونية للدفاع عن التغييرات التي يجب أن تتجاوز الكونغرس” و”نحن لسنا بحاجة إلى الكونغرس، لأن الأشياء التي تحتاج إليه مع الفوضى الموجودة هناك سنبقى عالقين ولن نمر”. وقالت لويزا ليما عن منظمة غرينبيس البرازيل في بيان لها إن: “ساليس يعتقد أن الموت في المستشفيات هو فرصة جيدة للمضي قدما في مشروعه المناهض للبيئة”.
وتتميز غابة الأمازون باعتبارها إحدى الغابات المدارية، بكونها تأوي ملايين النظم الإيكولوجية ونصف أنواع” النبات والحيوانات في العالم، وتأتي هذه الخلاصة بعدما قام عدد من العلماء الأوروبيين والأفارقة، بقيادة جامعة “ليدز” البريطانية بفحص أكثر من 300 ألف شجرة في منطقة الأمازون والمناطق الاستوائية الإفريقية حيث خلص العلماء إلى أن: “الأشجار الموجودة في الغابات الاستوائية باتت تستهلك كمية أقل من غاز  ثاني أكسيد الكربون مقارنة على ما كانت عليه في مرحلة التسعينيات”، حيث توقع الباحثون أنه: “بحلول عام 2035 لن تصبح هذه الغابات قادرة على امتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون على الإطلاق” وأضاف العلماء: “وبحلول 2060 قد تصبح الغابات الاستوائية مصدرة للكربون بسبب مخلفات الحرائق وإزالة الأشجار وانبعاثات الغازات”، هذه الكارثة البيئية المرتقبة من المنتظر أن تتضاعف نتائجها بالأخذ بعين الاعتبار أن وضعية الغابات المدارية “ستزيد من مشكلة تغير المناخ بدلا من التخفيف منها”، فقد حذر باحثون في دراسة نشرت مؤخرامن أن: “غابة الأمازون اقتربت من نقطة اللاعودة بسبب التغير المناخي، وقد تتحول إلى سهول قاحلة في غضون الخمسين عاما المقبلة”، وأشار الباحثون في الدراسة نفسها إلى أن: “نظاما بيئيا رئيسيا آخر هو الحاجز المرجاني في  البحر الكاريبي قد يندثر بعد 15 عاما إذا ما تجاوز هو أيضا نقطة اللاعودة”، ولفت العلماء إلى أن هذه التغيرات قد يكون لها انعكاسات كارثية على  البشر والأنواع الحية الأخرى التي تعتمد على هذه المواطن الطبيعية، و يرجع الخبراء أن: “الأسباب في هذه التعديلات الحاصلة ترجع إلى  التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري والأضرار البيئية وقطع الأشجار في التي تصيب غابة الأمازون مباشرة، والتلوث وارتفاع الحموضة في ما يخص مياه المحيطات و حالة الشعاب المرجانية”.

الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تودع غابة الأمازون

الهيئة الحكومة الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لهيئة الأمم المتحدة تؤكد بأن: “تسعين بالمائة من الشعاب المرجانية في المياه الضحلة ستتأثر سلبا إذا ما ارتفعت حرارة الأرض الى 1.5درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، و ستختفي هذه الشعاب بشكل شبه كامل، في حالة بلوغ درجة حرارة كوكب الأرض الى درجتين مئويتين”، إلا أن العلماء يعتبرون أن خسارة 35 بالمائة من مساحة غابة الأمازون منذ عام 1970 لزراعة الصويا واستخراج زيت النخيل والوقود الحيوي وتربية المواشي أو لتجارة الأخشاب سيسرع من اختفاء الغابة الأمازونية التي تمتد على خمسة ملايين كيلومتر مربع بينما سايمن ويلكوك من جامعة بانغور معد الدراسة التي نشرت مؤخرا نبه إلى أنه: “يجب أن تستعد البشرية لتغيرات جديدة أسرع بكثير مما كان متوقعا” وأوضح أن: “حرائق الغابات التي خرجت عن السيطرة في الأمازون وأستراليا تشير إلى أن الكثير من الأنظمة البيئية باتت على حافة الهاوية”.

غابة الأمازون وداعا!

وللعلم فإن مسلسل تدمير أكبر غابة في العالم يعود لعدة سنوات فعلى سبيل المثال فقد فقدت رئة الأرض عام 2008 حوالي 12287 كيلومتر مربع من مساحتها في ظرف اثنا عشر شهرًا، ومابين صيف 2018 وصيف 2019 فقدت رئة الأرض أكثر من 10000 كيلومتر مربع في عام واحد، كما كشفت البيانات الصادرة عن المعهد الوطني لدراسات الفضاء عن أن نسبة إزالة الغابات في أقاليم السكان الأصليين بلغت 75٪ في عام واحد، وواكبت عملية التدمير وصول الرئيس اليميني المتطرف جاير بوليسونارو إلى السلطة في البرازيل التي تمتلك أزيد من 60 في المائة من مساحة غابة الأمازون، و تشكل ولاية بارا الأمازونية الكبيرة في الشمال وحدها 44٪ من إجمالي إزالة الغابات خلال اثنا عشر شهرًا و75٪ من إزالة الغابات من أراضي الشعوب الأصلية، ترى من سيتدخل لإيقاف تدمير البرازيل لغابة الأمازون؟ هل هي هيئة الأمم المتحدة التي تنتمي إليها العديد من البلدان التي تعيش نفس مشكل تدمير النظم الايكولوجية الغابوية، أم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية؟ حيث تعتبر الغابات الاستوائية رئة كوكب الأرض، فغابة الأمازون لوحدها تنتج 20٪ من الأوكسجين في العالم، ورغم قدرتها على امتصاص وتخزين ثاني أوكسيد الكربون فهي تجعلها مصدرا رئيسيا للأوكسجين والتنوع البيولوجي وعنصراً أساسيا في مكافحة تغير المناخ، ومع ذلك يتم تقليل نطاقها عن طريق الحرائق المدمرة، مما تسبب في عواقب وخيمة على صحة الإنسان وأنماط حياة السكان المحليين.

هل وقعت فرنسا الدولة الأمازونية على ميثاق غلاسكو لاستعادة الغابات والمحافظة عليها؟

التزمت فرنسا بصفتها دولة أمازونية بحزم وبشكل ملموس بالحفاظ على محميات التنوع البيولوجي وتواصلت المشاركة الفرنسية خلال الجمعية العامة الرابعة والسبعين للأمم المتحدة مع المنظمة إلى جانب كل من دولة الشيلي وكولومبيا في حدث تعبئة مخصص لحماية غابات الأمازون والغابات الاستوائية بفضل تحالف الغابات الاستوائية عبر ربط جميع الجهات الفاعلة المعنية من سلطات سياسية إلى سكان أصليين بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والعلماء والشركات، ويهدف هذا التحالف إلى  الحفاظ على التنوع البيولوجي في إدارة المناطق المحمية مع  تطوير سلسلة القيمة المستدامة في مناطق الغابات بالتعاون مع صناعة الأغذية، عبر  صياغة ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي والغابات بالتنسيق مع السكان المحليين وأصحاب المصلحة في الميدان بالإضافة إلى  تعزيز الحلول من المعارف والممارسات التقليدية و تعزيز التعاون عبر الحدود للمناطق المحمية مع  بناء إطار سريع لتقييم هذه الإجراءات والإبلاغ عنها، فما ينطبق على حوض الأمازون ينطبق على حوض الكونغو أو إندونيسيا، ولكن سيكون من الضروري أيضا تضمين الغابات الشمالية و غابات البحر الأبيض المتوسط وكندا وروسيا كما يجب التعامل مع التعبئة باسم “الصالح العام للبشرية” بحذر هذا ما يهدف اليه تحالف الغابات الاستوائية باعتباره عنصر فعال في مفاوضات المناخ للضغط على صانعي القرار على المستوى الكوني من أجل تخفيف وطأة الدمار الكبير الذي تعيشه هذه المنظومات الإيكولوجية، في مقابل ذلك فإن الرئيس البرازيلي جاير بوليسونارو مقتنع جدا بكون العالم يريد سرقة غابة الأمازون من البرازيل وأن خطاب حماية البيئة التي تتبناه المنظمات البيئية الدولية ما هو إلا مؤامرة لتحقيق هذه الغاية.
عالم الأنثروبولوجيا فيليب ديسكولا يؤكد أن: “في الأمازون أولا وقبل كل شيء يتم تدمير البيئة المعيشية للهنود الأمريكيين”، ويذكر عالم الأنثروبولوجيا أنه: “في غابة الأمازون تعيش ما يقرب من 600 مجموعة عرقية، وأقترح جعلها شخصية قانونية من أجل حماية كنز التنوع البيولوجي هذا بشكل أفضل”، يقوم فيليب ديسكولا بتطوير أنثروبولوجيا مقارنة للعلاقات بين البشر وغير البشر التي أحدثت ثورة في العلوم الإنسانية والإنسانية، والتفكير في التحديات البيئية في عصرنا، و في الوقت الذي زادت فيه حرائق الغابات بنسبة 85٪ منذ بداية العام في منطقة الأمازون يؤكد فيليب أن غابات الأمازون قد أصبحت معرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى.
وتعد إزالة الغابات قضية حساسة في البرازيل، و أثارت كارثة الأمازون انتقادات حادة في المجتمع الدولي وخاصة في فرنسا ضد إدارة الزعيم البرازيلي المواتية في الغابة لمشاريع التنمية الاقتصادية ولاسيما أنشطة التعدين، وعلى إثره أقالت حكومة بوليسونارو رئيس معهد أبحاث الفضاء السابق ريكاردو جالفاو بعد اتهامه بالمبالغة في التصريح بحجم إزالة الغابات، وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش وهي منظمة غير حكومية قد أشارت في تقريرها السنوي إلى سياسة البرازيل البيئية: “يجب على حكومة بوليسونارو التوقف عن إضعاف الحماية البيئية واتخاذ تدابير ضد الجماعات الإجرامية التي تدمر غابات الأمازون، وتهدد المدافعين عن الغابة، ودون أي دليل ألقت الحكومة باللوم على المنظمات غير الحكومية في حرائق الأمازون بينما فشلت في القتال ضد الجماعات الإجرامية التي تقوم بإزالة وحرق الغابات لتثبيت الحقول والمراعي في مكانها.”
تعتبر بانتانال أكبر الأراضي الرطبة على كوكب الأرض وأكبر ملاذ للتنوع البيولوجي على وجه البسيطة، في هذه المنطقة عرفت السنة الماضية والاشهر الأربعة الأولى من هذه السنة زيادة في إزالة الغابات هي الأكثر وضوحًا مع ست مرات أكثر من الحرائق في السنة حيث تم الكشف عن ما مجموعه 89178 مصدر حريق في منطقة الأمازون البرازيلية في عام 2019 مقارنة بـ68345 في عام 2018، وفقا لبيانات المعهد الوطني للأبحاث، في الوقت الذي يكون فيه الوعي البيئي في صميم الاهتمامات، تستمر حالة غابة الأمازون “التي تعد موطنا لأكبر تراث للتنوع البيولوجي” في الهبوط وتهدد بقاء الأنواع، وفي ظل جائحة الفيروس التاجي تسارعت عملية إزالة الغابات في الأمازون هذا العام مما أثار مخاوف من تكرار سيناريو العام الماضي. إن وباء الفيروس التاجي في البرازيل الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص وملايين الإصابات يزيد من تعقيد الأمور بولاية الأمازون على اعتبارها واحدة من أكثر الولايات البرازيلية تضررا وهي التي تغطيها الطبيعة إلى حد كبير مع توفر وحدة وحيدة للعناية المركزة فقط، انتشر الوباء بسرعة كبيرة وكثرت المخاوف بخصوص مجتمعات السكان الأصليين التي تعرف تاريخيا بشدة تعرضها للأمراض ولكن من أماكن أخرى، كما تخشى المنظمات البيئية من إهمال حماية الغابات بسبب المعركة ضد الجائحة.
بينما في الجهة المقابلة من كوكب الأرض، وكما كان منتظرا فعمر النقاء في السماء الصينية كان قصير الأجل في النهاية، فبسبب الفيروس التاجي أغلقت المصانع والمحطات الحرارية وتوقفت حركة السير والملاحة الجوية والبحرية، ولكن مع استئناف العمل عاد التلوث وبسرعة أكبر حيث يحاول أرباب المصانع تعويض الوقت الضائع، وحسب منظمة غرينبيس الصين بلغت مستويات تلوث الهواء أعلى درجاتها في شهر أبريل 2020 أكثر مما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي، وأكد “لي شو” خبير المناخ لدى منظمة غرينبيس أنه: “من اللافت للنظر هو السرعة التي ارتفع بها مستوى التلوث بعد الانخفاض الحاد الذي سجل في الربع الأول من هذه السنة”. وانخفضت مستويات انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في المدن الرئيسية في شرق ووسط الصين بنسبة 30٪ في الشهرين الأولين من هذا العام، وارتفعت في الأشهر التي بعدها مباشرة كما أكدت ذلك صور وكالة ناسا الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية حيث بلغ مستوى هذا الملوث إلى 25.4 لكل متر مكعب من الهواء في شهر أبريل الماضي مقابل 24.6 في نفس الشهر من العام الماضي. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يقلل تلوث الهواء المزمن من متوسط ​​العمر المتوقع للشعب الصيني فوق أربع سنوات. ويؤكد “لى شو” أن: “الانتعاش القوي في الإنتاج الصناعي والظروف الجوية غير المواتية أثرت على رقم أبريل الضعيف”، مضيفا “إن إنتاج الكهرباء، ومعظمه يعمل بالفحم ارتفع بنسبة 1.2٪ في شهر أبريل الماضي”.
المسؤولون المحليون في مقاطعة فوجيان الصينية التي يوجد بها العديد من مصانع النسيج ومصنعي المعدات الإلكترونية لم يفرضوا حدودا للإنبعاثات السامة للشركات المصنعة مع إطلاق خطة الإنعاش الاقتصادي للتنين الصيني كما أشارت وزارة الصناعة الصينية، وارتفع استهلاك الكهرباء في الصين خلال النصف الأول من شهر أبريل الماضي مقارنة بشهر أبريل من العام الماضي، مع بدء تعافي التنين الصيني المتضرر من جراء فيروس كورونا تدريجيا في حين تخفف البلاد إجراءات الإحتواء الصارمة، التي تبنتها لمواجهة الجائحة، ومباشرة مع انتعاش الاقتصاد الصيني زاد استهلاك الكهرباء في ثاني أكبر اقتصاد في العالم بـ1.5 في المائة في أول أسبوعين من شهر أبريل 2020 مقارنة به قبل عام، بينما ارتفع توليد الكهرباء 1.2 في المائة، ما يقع في الصين وما يقع في البرازيل يجعلنا نطرح نفس التساؤل ما الهدف من عقد مؤتمرات المناخ إذا لم تكن ستفعل مخرجاتها من طرف الدول الأكثر تدميرا لكوكب الأرض، غابة الأمازون على سبيل المثال كانت موضوع العديد من الاجتماعات والملتقيات الدولي للحد من هذا النزيف الذي يصيبها لسنوات متعددة.
بينما في عام 2021 شهدت مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية أحد أسوأ مواسم حرائق الغابات بينما ضربت حرائق كبيرة أخرى كيبيك وأونتاريو ومانيتوبا وساسكاتشوان. ويرجع ذلك أساسا إلى درجات الحرارة والبرودة القياسية، بينما في أماكن أخرى من العالم كان للحرائق تأثيرات كبيرة في الولايات المتحدة واليونان وأجزاء من أمريكا الوسطى وأفريقيا وآسيا وأستراليا.

<محمد بن عبو

(*) خبير في المناخ والتنمية المستدامةرئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة

Related posts

Top