استقالة يواكيم شوستر تعمق عزلة الجزائر

منيت جبهة البوليساريو وراعيتها الجزائر بانتكاسة جديدة، عقب إعلان النائب بالبرلمان الأوروبي يواكيم شوستر، عن استقالته من رئاسة المجموعة الداعمة للانفصاليين والتي تحمل اسم “المجموعة المشتركة للصحراء الغربية”.
وعزا النائب في البرلمان الأوربي سبب استقالته من رئاسة تلك المجموعة الداعمة للحركة الانفصالية، والتي أعلن عنها أول أمس الثلاثاء، إلى اعتراضه على انتهاك وقف إطلاق النار من طرف “البوليساريو”.
وقال النائب البرلماني الألماني يواكيم شوستر، في رسالة استقالته موجهة إلى زملائه من النواب الأوروبيين “أعتبر أن انتهاك جبهة “البوليساريو” لوقف إطلاق النار خطأ استراتيجي خطير. لا أرى كيف يمكن أن يساعد ذلك في التحفيز على حل سلمي للنزاع”. وأضاف المتحدث أن في ذلك تصعيد من شأنه تأجيج هذا الخلاف بشكل كبير، وأن ذلك لا يخدم مصالح الساكنة الصحراوية المحتجزة في مخيمات تندوف.
وأكد يواكيم شوستر على أنه قبل برئاسة هذه المجموعة قصد المساهمة في التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع (…) بهدف تشجيع الاتحاد الأوروبي على القيام، يدا في يد مع الاتحاد الإفريقي، بدعم مقاربة بناءة في أفق تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مسجلا أن الأمور أخذت منعطفا دراماتيكيا مع إعلان وقف إطلاق النار من قبل “البوليساريو”.
وتندرج هذه الانتكاسة الجديدة للبوليساريو والجزائر ضمن الانتكاسات المتتالية التي منيت بها طيلة الفترة الأخيرة، أي منذ تطهير معبر الكركرات، وبات واضحا أن الطروحات التي بنيت عليها مزاعم البوليساريو بدأت تتساقط كأوراق الخريف الواحدة تلوى الأخرى، وهي الطروحات التي كانت تروج لها بدعم مكشوف من الجزائر، في أروقة الاتحاد الأوروبي وغيرها من المحافل الدولية، وقد اتضح للعالم، اليوم، أن الجزائر هي المتسبب الرئيسي في افتعال هذا النزاع منذ سبعينيات القرن الماضي.
كما بدا واضحا أن الجزائر تحمل في جيناتها نوايا توسعية، وهي النوايا الحقيقية التي انكشفت للعالم الذي بات يعي جيدا أن الخلفية الحقيقية للنزاع المفتعل، هي تلك الرغبة الجامحة للجزائر من أجل أن تتوسع على حساب بلد جار ضحى رجاله ونساؤه بالغالي والنفيس من أجل أن تنال استقلالها.
فبعد العودة القوية للدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية، بدأت تلك الأكاذيب تنكشف، وبدأت تلك الأطروحات المضللة تنهار وتتهاوى الواحدة تلوى الأخرى، وبدأ الخناق يضيق على البوليساريو وراعيتها الجزائر في الكثير من المحافل الدولية وفي العديد من المؤسسات، كما أن كل المعطيات تشير إلى أن الآتي سيكون الأسوأ بالنسبة للجماعة الانفصالية، حيث أن العديد من الهيئات والمنظمات الدولية ستنفض يدها من هذا الملف، وستزداد البوليساريو والجزائر عزلة.

< محمد حجيوي

Related posts

Top