استنفار بوزارة السياحة لإعادة آلاف السياح إلى بلدانهم

بعد 178 سنة من الاشتغال في عالم السياحة، أعلنت مجموعة السياحة والسفر البريطانية “توماس كوك” إفلاسها بشكل رسمي، أول أمس الاثنين، حيث استنفرت 20 دولة بما فيها المغرب، أجهزتها لإعادة 600 ألف سائح إلى بلدانهم الأصلية.
وذكرت مجموعة “توماس كوك”، أن هذا الإفلاس جاء نتيجة مجموعة من الصعوبات التي واجهتها خلال الآونة الأخيرة، من قبيل غياب السيولة المادية، وكذا المنافسة الشرسة من طرف المواقع الإلكترونية، إذ بالرغم من محاولتها جمع مئتي مليون جنيه إسترليني (حوالي 227 مليون أورو) من المستثمرين في رأس مال الشركة، قصد تجنب انهيارها، إلا أنها فشلت في البقاء نشيطة في المجال.
وتفاعلا مع هذا المستجد الدولي في قطاع السياحة، استنفرت وزارة السياحة المغربية، أجهزتها من أجل إرجاع الآلاف من السياح الأجانب من المغرب، حيث تم إحداث خلية أزمة بالوزارة للتتبع والإحاطة بإعادة زبناء الشركة البريطانية.
وذكرت الوزارة في بلاغ صحافي لها، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن هذه الخلية تضم أطرا بالوزارة، وكذا مهنيو الكونفدرالية الوطنية للسياحة وفرقا من المكتب الوطني المغربي للسياحة.
وأضاف المصدر عينه، أن مندوبيات الوزارة بكل جهات المغرب، وكذا مندوبيات المكتب الوطني للسياحة، تساهم، بدورها، في تأطير هذه العملية، وتزويد الإدارة المركزية بالمعلومات الكافية، حتى تمر هذه العملية في أحسن الظروف.
وبهذا الإفلاس، تتكبد دول العالم خسائر مادية فادحة، وتفقد فاعلا رئيسيا في قطاع السياحة، لاسيما وأن أزيد من 22 ألف موظفا أصبحوا اليوم بدون عمل في مختلف دول العالم، التي تتواجد بها وكالات السفر التي كانت تابعة لمجموعة “توماس كوك”.
وكشفت “توماس كوك” في بيان لها على تويتر، أنه بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها مجلس الإدارة للمجموعة، لم يكن من الممكن التوصل لاتفاقية بين المساهمين في الشركة والممولين الماليين الجدد المحتملين، حيث تم اتخاذ قرار الدخول في تصفية إلزامية وبشكل فوري.
وأوضحت “توماس كوك”، أن 600 ألف سائح من أنحاء أوروبا معلقين اليوم في أماكن مختلفة من العالم، وهم 150 ألف سائح بريطاني، و140 ألف ألماني، و10 آلاف من الفرنسيين، و35 ألفا من الدول الاسكندينافية، و10 آلاف من كل من هولندا وبلجيكا.
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة البريطانية، إطلاق خطة طوارئ لإعادة 150 ألف سائح بريطاني من وجهات مختلفة، من بينها بلغاريا وكوبا وتركيا والولايات المتحدة، ومنطقة آسيا وشمال إفريقيا، حيث أعلنت متحدثة باسم الحكومة البريطانية أن السلطات فتحت تحقيقا رسميا في ملابسات إفلاس الشركة، مؤكدة أن “عددا من الأسباب المعقدة أدت إلى إفلاسها”.
وقالت الحكومة البريطانية إنها استأجرت طائرات لإعادة سياح بريطانيين، في عملية باسم “عملية ماترهورن” بدأت فورا، حيث أعلن وزير النقل البريطاني غرانت شابس أن الحكومة وهيئة الطيران المدني البريطانية استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافري “توماس كوك” إلى بلدانهم.

يوسف الخيدر

Related posts

Top